تحدث ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، عن الزلزال الذي وقع ليلة أمس في المغرب، موضحًا أن هذا الحدث الزلزالي كان أكثر قوة مقارنة بالزلازل المعتادة في المنطقة. وقد وقع مركز الزلزال في منطقة قريبة من المسافة بين مدينتي وزان والقصر الكبير، وهي منطقة معروفة بتواجد الفوالق والصدوع الجيولوجية التي تُسبب هذه الهزات الأرضية من وقت لآخر. وحسب جبور، فإن موقع الزلزال يحدده التماس بين سلسلتي جبال الريف وسهول الغرب، وهي منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا بين الفينة والأخرى. وقد أشار إلى أن النشاط الزلزالي في هذه المنطقة ليس أمرًا جديدًا، حيث كان آخر نشاط زلزالي كبير في المنطقة في عام 2010، وكان عبارة عن سلسلة من الهزات التي استمرت حوالي أسبوعين. وفي حديثه عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الزلازل، أكد جبور أن كل منطقة لها خصائص جيولوجية مختلفة، وبالتالي فإن أسباب وقوع الزلازل تتنوع. كما أشار إلى النشاط الزلزالي المستمر في البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في جزر اليونان، والذي يمكن أن يكون مرتبطًا بالنشاط البركاني في تلك المنطقة. أما بالنسبة للمغرب، فقد أكد المدير أن الزلازل التي تحدث في البلاد ليست بالضرورة مرتبطة بالنشاط الزلزالي العالمي. وأضاف أن غياب الهزات الارتدادية في المغرب بعد زلزال ليلة أمس يعكس نوعًا من الاستقرار النسبي، حيث أن الزلازل التي تطرأ عادة ما تنجم عن تغييرات طفيفة في الضغط في البؤرة الزلزالية. في المقابل، تتسبب الزلازل التي تشهد انسيابًا كبيرًا للضغط في بؤرة الزلزال في حدوث توابع زلزالية متعددة، وهي ما تُعرف بالهزات الارتدادية. وأكد جبور أن المغرب، مثل غيره من الدول التي تقع على خطوط فوالق جيولوجية نشطة، يظل عرضة لبعض الهزات الأرضية بين الحين والآخر. ولكن لا داعي للقلق، إذ أن هذه الأنشطة الزلزالية تتماشى مع التغيرات الجيولوجية الطبيعية في المنطقة.