عاشت ساكنة واد زم بإقليمخريبكة، أمس الأربعاء، حالة من "الهلع" بعد تسجيل هزة أرضية بقوة 3 درجات على سلم ريشتر، وفق ما رصدته خدمة تتبع الزلازل ل "غوغل"، التي بينت أيضا أن موقع الهزة حدد بالقرب من جماعة آيت عمار في إقليمخريبكة. وربط مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأمر ب"استمرار الهزات الأرضية الناجمة عن زلزال الحوز"، رغم بعد المنطقة عن بؤرة هذا الزلزال المدمر، وأيضا عدم تضررها منه. وتشكل جل الظواهر الطبيعية التي تأتي بعد زلزال الحوز مثار تساؤل كثير من المغاربة، فيما يحرص بعضهم على ربطها به، نظرا لأثره الكبير على المستوى المادي والمعنوي. وفي سنة 2019، عرف إقليمخريبكة هزة بالدرجة نفسها تقريبا (3,4)، وفق ما رصده المعهد الجغرافي الإسباني للزلازل، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية. وتفسيرا لهاته الهزة الجديدة، قال ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن "مفعول زلزال الحوز المدمر أثر على حيز جغرافي واسع من المغرب، ما يعني أننا كنا نتوقع زيادة في نشاط الزلازل ببلادنا بشكل عام بنسبة 10 بالمائة، وذلك في نقاط جد بعيدة عن البؤرة". وأضاف جبور، في تصريح لهسبريس، أن "مسألة الهزات الارتدادية لزلزال الحوز ستبقى في منطقته فقط، ما يعني أن ما حدث في واد زم ليس بفعل استمرار الهزات الارتدادية". وأوضح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء أن الهزة التي جرت في واد زم، "هي عبارة عن زلزال صغير بدرجة 3,3 على سلم ريشتر، وهي ظواهر عادة لا يحس بها المواطنون، لكن حدوث هاته الهزة في الليل هو ما جعل البعض يحس بها، كما أنه في الوقت الحالي توجد بالمغرب العديد من الزلازل الصغيرة التي تحدث ولا يحس بها أحد". وشدد المسؤول ذاته على أن "هزة واد زم حدثت على المستوى الداخلي، وليس على حافة الصفيحة الأرضية، أي تحديدا في موقع الكتلة الغربية من المغرب، التي هي معروفة علميا بأنها هادئة للغاية، وتقع على تماس بداية الأطلس المتوسط حيث تتواجد الصدوع الأولى". وبين جبور أن "المعهد يواصل تسجيل الزلازل التي تحدث في الوقت الحالي، قصد معرفتها ودراسة منظومات الفوالق التي تفرغ الإجهاد الأرضي"، موردا: "هناك رصد لتناقص كبير للغاية للهزات الأرضية بالمغرب، أي انخفاض ملحوظ في النشاط الزلزالي بعد 3 أشهر من زلزال الحوز، الأمر الذي يؤشر على أن هزة واد زم وقعت على المستوى الداخلي". وحول التوقعات التي يضعها المعهد الوطني للجيوفيزياء، كشف المتحدث ذاته أن "تأثيرات زلزال الحوز التي وصلت إلى مستويات جغرافية واسعة، يمكن أن تنجم عنها زلازل أخرى، لكنها إلى حدود الساعة لم تظهر، ما يعني أن دورات الزلازل ستأخذ وقتا جد طويل، أي بين سنوات وحتى قرون من الوقت الحالي".