يشهد إقليمالحسيمة، مؤخرا، هزات أرضية متكررة خلفت قلقا أثارت تساؤلات لدى الساكنة حول أسبابها ومدى خطورتها. وتُعيد هذه الهزات إلى الأذهان ذكرى فاجعة 2004. وفي هذا الإطار، قال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن عودة النشاط الزلزالي بمنطقة الحسيمة مؤخرا يشير إلى أن بعض الفوالق والصدوع لا تزال تحتفظ بطاقة كامنة، والتي تتحرر منها من خلال زلازل من متوسطة إلى صغيرة. وأوضح جبور، في تصريح لموقع "إس إن إر تي نيوز" الذي أورد الخبر، أن النشاط الزلزالي المسجل بالحسيمة مؤخرا، يمكن تشخيصه بأن "بعض البؤر الزلزالية في القشرة السطحية لايزال فيها كمون، حيث أن هذه الهزات تُصبح أكثر حدة عند نقاط التقاء الصدوع والفوالق؛ التي تعتبر عقدا هيكلية جيولوجية للمنطقة". وتابع ناصر جبور بالقول إن منطقة الحسيمة تتميز بجيولوجيا معقدة بالمقارنة مع المناطق الأخرى، وهذا ما يساهم في ظهور زلازل من حين لآخر بحدة مختلفة وعلى مستوى عمق مختلف، حيث بلغت قوة إحدى الهزات الأرضية المسجلة، صباح السبت الماضي 5,3 درجات على سلم ريشتر. وأفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء، في نشرة إنذارية، بأن هذه الهزة، التي حدد مركزها في جماعة "النكور" التابعة لإقليمالحسيمة، سُجّلت على عمق 21 كيلومترات، ووقعت عند التقاء خط العرض 34.996 درجة شمالا، وخط الطول 3.817 درجة غربا. ورغم تكرار الهزات الارتدادية الصغيرة بين الفينة والأخرى بإقليمالحسيمة، فإن الهزات الأخيرة كانت أكثر شدة مما خلق تخوفات لدى الساكنة، وفي هذا السياق دعا رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، المواطنين إلى "عدم الهلع، وتفادي ردات الفعل المتسرعة مع التزام الحذر"، مشيرا إلى أن "سكان المنطقة تكونت عندهم تجربة في التعامل مع الظاهرة الزلزالية، التي كانت أكثر نشاطا خلال ال30 سنة الماضية".