عاش سكان عدد من مناطق إقليمي الحسيمة والناظور، أمس الثلاثاء، حالة من الهلع إثر هزة أرضية بلغت قوتها 3.7 درجات على سلم ريشتر. وأورد المعهد الجيوفزيائي الإسباني، أن الهزة الأرضية، سجلت هذه الهزة الارضية الجديدة على الساعة الرابعة و52 دقيقة بتوقيت غرينستش، على عمق خمس كيلومترات من سطح الأرض. وأكد عدد كبير من سكان تلك المناطق شعورهم بالهزة القوية، حيث أكد بعضهم، ضمن كتابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن جدران المنازل تحركت بطريقة عنيفة حوالي الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلا. وأبدى آخرون تخوفهم من عودة سيناريو الزلازل في المنطقة خاصة وأنه سجلت خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الهزات الخفيفة على مستوى سواحل الريف. وعاشت المنطقة نفسها، خلال الاسابيع الاخيرة، على وقع هزات أرضية متعددة، جعلت ساكنة المنطقة تتساءل عن سبب هذه الهزات المتتالية، وتتخوف من إمكانية كونها استباقية وتنذر بهزة أرضية أكثر قوة. وبهذا الخصوص، أوضح ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أن الهزات التي تسجل مؤخرا في الأقاليم الشمالية بين الحسيمة والدريوش والناظور، تعتبر هزات ارتدادية للهزة الرئيسية التي وقعت في يناير 2016، والتي كانت عنيفة نسبيا حيث بلغت قوتها 6,3 درجات على سلم ريشتر. وأكد جبور، في تصريح صحفي، أنه رغم المدة الكبيرة الفاصلة بين الهزة الرئيسية والهزات الارتدادية إلا أن "الأمر يعد طبيعيا"، مبرزا أن تأخر الهزات الارتدادية مرده للجيولوجيا المعقدة للشريط الساحلي الشمالي المحاذي لبحر البوران أو الجزء الغربي من المتوسط. ونفى جبور فرضية كون هذه الهزات الأرضية هزات استباقية، مؤكدا أن الهزات التي تسبق الهزات الرئيسية الكبيرة تكون مختلفة، من حيث التوزيع الجغرافي ومن حيث القوة، عما تمت ملاحظته في الهزات المسجلة مؤخرا، بالإضافة إلى أنه تم ملاحظة أن "هذه الهزات تملأ فراغا كان في النشاط الزلزالي بمنطقة البحر، وبالتالي تأكدنا أن هذه الهزات هي ارتدادية وليست استباقية". وأضاف أنه تمت مؤخرا ملاحظة زيادة في عدد الهزات الأرضية في الأقاليم الشمالية للمملكة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث قام المعهد بمتابعة هذا النشاط على مدار الساعة، مشيرا إلى أن "المواطنين شعروا ببعض الهزات المسجلة وتم الإبلاغ عنها وإرسال جميع المعلومات المتعلقة بها، فيما كانت هناك بعض الهزات الصغيرة التي لم تشعر بها الساكنة، والتي تم إدماجها في الجدول اليومي للهزات كما هو معمول به".