و ضرب الفضيلي ضربته، و هل يجد افضل من هذه الفرصة لينتقم من غريمه عبد القادر سلامة الذي يتهمه باسقاطه من مجلس المستشارين… في الدقائق الاخيرة قبل اغلاق باب الترشيحات للإنتخابات الجزئية لمجلس المستشارين، أخرج عراب الحركة الشعبية بالريف محمد الفضيلي رئيس بلدية بن الطيب مفاجأته الاخيرة كساحر خبير، يترك افضل ما عنده للحظات الحاسمة، الفضيلي قدم عبد الله اوشن عراب قبيلة عين زورة التاريخي منافسا لسلامة الذي طاف خلال الاسابيع الماضية على كل الاحزاب ليضمن الا يترشح ضده أحد بل و استطاع اقناع الياس العماري شخصيا لا بعدم تقديم مرشح ضده فقط و لكن ايضا بتوجيه مستشاري البام بالناظور و الجهة للتصويت لصالحه. الفضيلي المتأكد ان سلامة خانه اثناء انتخابات اعضاء مجلس المستشارين عن مجلس الجهة الشرقية و انهى بالتالي مشواره العريق في المجلس، لم يكتف بالاطاحة بالبوكيلي و الاحرار من رئاسة مجلس اقليم الدريوش و أراد بعناد اهل الريف ان يمضي بعيدا و يضع مخطط سلامة كله على كف عفريت عبر ترشيح اوشن.. و لكن كيف يمكن للفضيلي ان يعرقل خطط سلامة؟ اولا، الفضيلي يضع مستشاري الحركة الشعبية باقليم الدريوش امام خيار وحيد هو التصويت لأوشن كما يضع مستشاري الحركة بالناظور أمام خيار صعب، فبعدما كان الجميع ماضيا في اتجاه سلامة اصبحوا اليوم مطالبين بالتصويت لمرشح حزبهم، و على رأس هؤلاء سعيد الرحموني رئيس المجلس الاقليمي للناظور و زعيم معارضة بلدية المدينة الذي يجد نفسه اليوم هو و من معه بين نارين، نار دعم حليفه و صديقه عبد القادر سلامة و نار الخروج من محراب الحزب و عدم التصويت لأوشن، مع العلم ان الرحموني يحتاج لان تبقى مكانته كما هي داخل حزب الحركة. الغريب، ان الخصم اللدود سليمان حوليش و من معه من بلدية الناظور سيصوتون حسب مصادرنا لعبد القادر سلامة، استجابة لتعليمات الياس العماري او دعما اخلاقيا لابن المنطقة لا يهم، الاهم انه سيجد نفسه مستعدا للتصويت على خصوم الامس بين حلفاء المعارضة الاحرار و الحركة يجدون صعوبة في ضبط عقارب تحالفهم. عموما، و ان كان ترشيح اوشن القوي في اقليم الدريوش و الذي يعرف مع الفضيلي كيف يأكلون كتف هذا النوع من الاستحقاقات الانتخابية…سيعني ان سلامة و الصبحي سيضطران للتضحية بواحد منهما.. و بالضبط الصبحي الجلالي الذي قد يكون كبش الفداء لانقاذ سلامة…و هذه هي غرائب السياسة بالناظور، حلفاء لشهور يتحولون لخصوم في ساعات…و السبب عناد الفضيلي… معركة سياسية جديرة بالمتابعة