لا حديث اليوم في الشارع الناظوري إلا عن الإنتخابات المحلية و عن من سيترأس كرسي بلدية الناظور ، و منه بدأت تسخر كل الوسائل من أجل إستمالة الرأي العام لصالح جهة على حساب أخرى ، فخرجت إلينا الشائعات ، وبدأت تظهر المصادر المقربة ، لكن في الحقيقة لا شيء من هذا أو ذلك صحيح ، وإنما هناك إفتراضات و إجتهادات شخصية يتداولها متتبعين عبر المقاهي بعد أقل من أسبوع ، سوف يظهر الفائز ، مصطفى أو طارق أو غيرهما ، و سيخرج الأنصار للشوارع و سيبدؤون في الصياح وفي إطلاق منبهات سياراتهم ، وستقام حفلات الإستقبال ، وبعدها ستعود الأمور لحالها و سننسى كل شيء ، مما يجعلنا نستنتج أن العاطفة تتحكم فينا أكثر من أي شيء آخر حقا أن لكل منا مرشحه المفضل و الذي يتمناه رئيسا للمجلس ، لإعتبارات عدة ، منها القرابة ، القبلية ، المصالح و التعاطف ، لكن باعتبارنا مواطنين و سكان هذه المدينة ، ماذا سنستفيد من كل هذه البهرجة ؟ سوف يقول كل متعاطف مع أي مرشح أن المرشح الفلاني سيقوم بكذا و كذا عكس المرشح الآخر ، وسيقول أنصار الثاني نفس الأقاويل ، لكن سنستنتج بعدها أننا خسرنا الكثير و سوف لن تتبدل في الأمور شيئا ، ربما سيعمل من سيترأس البلدية على تنفيذ برنامجه و سيعطي الكثير للمدينة و سيبني و يهدم و غيرها من الأمور الواجبة عليه و المفروضة عليه مهما كان لأننا نعيش في القرن الواحد و العشرين و نعيش فترات مغرب جديد ، مغرب يتحرك لكن هل هذا كله ما نريده ؟ لا ، فلو تغيرت كل هذه الأمور فإنتخابات 12 يونيو أظهرت لنا أن عقلياتنا لم تتغير ، أن معتقداتنا و عاداتنا لم تتغير ، سلوكاتنا لم تتغير ، مهما توهمنا أننا وصلنا إلى أي مستوى من الثقافة و التعلم فإذا كنا اليوم نميل إلى ترشيح فلان أو فلان و نريده رئيسا لبلديتنا ، كان ذلك سهلا علينا ، لكنا خرجنا بكثافة للتعبير عن إرادتنا و مواطنتنا لإختيار الشخص المناسب و أعطيناه أغلبية تسهل مأموريته للوصول لرئاسة المجلس ، مهما كان هذا الإسم ، كما كان لزاما علينا قطع الطريق عن السماسرة ، فأؤكد لكم أن مستقبل مدينتا بيع بأقل من 50 درهم و هو الثمن الذي بلغه الصوت في بعض الأماكن كما يقال ، عندما خرج بعض ممن لا يؤمنون بالتغيير و لا غيرة لهم على هذه المدينة للتصويت بكثافة لصالح المفسدين ، فضل من يحسبون أنفسهم بالطبقة المثقفة الجلوس في المقاهي و الإمتناع عن التصويت ، وتجدهم اليوم الأكثر في خلق البلبلة و نشر الإشاعات و الإنتقاد ، في حين تتبعنا كيف لم تحصل بعض اللوائح على عدد مهم من الأصوات ، لوائح تجمع خيرة أبناء المدينة ، و السؤال هو ، لم نقتنع بكل اللوائح التي قدمت لنا ، و لا نخرج نحن لتشكيل اللوائح ، في حين نتقن فن الإنتقاد ، فأين الخلل ؟ و أين الحل ؟ اليوم حسمت الأمور بنسب كبيرة بالنسبة للمجلس البلدي ، لكننا نحن كمواطنين خسرنا الكثير ، و أملنا الوحيد هو إنتظار الإستحقاقات المقبلة للتعبير عن مواقفنا ، و حسم الأمور في الدور الأول عبر تصويتنا بكثافة لفلان على حساب فلان ، لكي لا نترك مستقبل مدينتا رهينا لحسابات شخصية و في أيدي مستشارين يميلون لصالح مصالحهم