الرجاء يشتكي آيت منا إلى القضاء    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي        الرباط: المنظمة العربية للطيران المدني تعقد اجتماعات مكتبها التنفيذي        28 ناجيا من تحطم طائرة بكازاخستان    مسؤول روسي: المغرب ضمن الدول ال20 المهتمة بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"    التوحيد والإصلاح: نثمن تعديل المدونة    بلاغ رسمي من إدارة نادي المغرب أتلتيك تطوان: توضيحات حول تصريحات المدرب عبد العزيز العامري    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    بعد تتويجه بطلا للشتاء.. نهضة بركان بالمحمدية لإنهاء الشطر الأول بطريقة مثالية    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي    تأجيل محاكمة عزيز غالي إثر شكاية تتهمه بالمس بالوحدة الترابية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    الريسوني: مقترحات التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة قد تُلزم المرأة بدفع المهر للرجل في المستقبل    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: التحفيز والتأديب الوظيفي آليات الحكامة الرشيدة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    "ميسوجينية" سليمان الريسوني    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    بنحمزة: الأسرة تحظى بالأهمية في فكر أمير المؤمنين .. وسقف الاجتهاد مُطلق    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ونجح الاتحاد في جمع كل الاشتراكيين! .. اِشهدْ يا وطن، اِشهدْ يا عالم    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    الخيانة الزوجية تسفر عن إعتقال زوج وخليلته متلبسين داخل منزل بوسط الجديدة    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    المخرج شعيب مسعودي يؤطر ورشة إعداد الممثل بالناظور    الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفات مع الحركة الإسلامية في الجزائر
نشر في التجديد يوم 28 - 08 - 2003

لاستكمال الصورة عن الحركة الإسلامية في الجزائر، وبعد أن استعرضنا تجربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، نتطرق اليوم لتجربة الحركة التي اشتهرت بزعيمها الراحل الأستاذ محفوظ نحناح رحمه الله وباسم حماس أي حركة المجتمع الإسلامي. وهو اسم اتخذته الحركة تيمنا بحركة المقاومة الإسلامية حماس بفلسطين المحتلة. حماس الجزائرية بدلت اسمها بعد صدور قانون يمنع اتخاذ الطابع الديني في تأسيس الأحزاب وأصبحت تتسمى باسم حركة المجتمع من أجل السلم حمس. بعد رحيل زعيمها محفوظ نحناح انتخبت الحركة الأستاذ أبو جرة سلطاني رئيسا لها. نعرف في هذه الحلقة بالرئيس الجديد، ونقدم قراءتها للتاريخ الجزائري ودور الحركات الإسلامية وأخطاءها أيام الانتخابات، وذلك من خلال هذه المحاضرة التي ألقاها الشهيد بوسليماني في إحدى الملتقيات بأوروبا. والشهيد بوسليماني من رجال حمس الذي اغتالته يد الغدر والخيانة.
شرائح ومنابر
حاولت الحركة الإسلامية أن تعيد للشعب الجزائري أصالته و حجم عقيدته عن طريق إعطاء المفهوم السليم الشامل للإسلام كونه عقيدة و نظاما اجتماعيا و نظاما سياسيا و نظاما اقتصاديا، التمست الحركة في الجزائر أسلوب سميناه أسلوب مشاركة كل الشرائح عن طريق الانبثاث و عن طريق التغلغل و عن طريق تبني آمال وآلام الأمة، و العنصر النسوي بصفة خاصة في الجزائر لعب دورا واسعا في الانتشار الأفقي و البناء العمودي في إعداد الأسرة، و بتوفيق من الله سبحانه و تعالى حاولنا جاهدين على تطبيق القاعدة التي تقول لا بد من تكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم فالدولة الإسلامية. و من هنا اعتنت الحركة في بناء الأسرة الإسلامية التي كان لها بتوفيق من الله سبحانه و تعالى أفضلية الاستمرارية في نشر هذه الدعوة .
المسجد على أساس أنه المنبر الأصيل و الأساس الذي تنطلق منه كلمة الحق و لذلك في بداية الحركة فكرت في عملية الانبثاث في إيجاد أئمة في المساجد و دعاة يحاولون عملية الاتصال المباشر مع القاعدة الشعبية.
المنبر الثاني و هو المحضن التربوي العلمي المتمثل في الجامعات بل و في سلك التعليم، إذ أن أزيد من 90 % بالنسبة لسلك التعليم متحكم فيه العناصر الإسلامية، و هذا الأمر بتوفيق من الله وليس باجتهاد منا و(أحيانا أقول لإخواني دعوها فإنها مأمورة) رغم المصادر الأجنبية التي صنعت المضامين في المنظومة التربوية إذ مرت منظومات تربوية ثلاث: منظومة تربوية جيء بها من لبنان لأنه كان وزير التربية زوجته لبنانية فأحضر البرنامج الأول للمنظومة التربوية، ثم جيء بمنظومة تربوية ثانية من صنع منظمة اليونسكو (والشباب يعلم نفوذ اليهود في هذه المنظمة) و حاولوا عن طريقها القيام بعملية المسخ للإنسان الجزائري حتى لا تبقى له علاقة لا مع دينه و لا مع أخلاقه و لا حتى الارتباط بوطنه كقطعة أرض أو كتراب و أذكر لكم على سبيل المثال فإنها منظومة (مالك و زينة) في جملة من جملها يقرأ الإبن يذهب الأب إلى العمل و الأم تذهب إلى السوق يأتي الطفل بسذاجته فيجد أمه في منزله فيقول لها معلمنا قال أن الأم تذهب إلى السوق، و هو خط للقضاء وتدمير الأسرة. و تكرار مثل هذه المعاني تربي جيل بتصور جديد.
و كانت المقاومة في عملية مد و جزر عن طريق الحركة الإسلامية في اتخاذ المساجد كتجمعات و كحلقات تجمع هؤلاء الأولاد لإعطائهم الصورة الحقيقية للمفهوم الإسلامي.
ثم جاءت منظومة تربوية ثالثة و هي أخبث من أختها مستقاة من ألمانيا الشرقية. أبناؤنا يدخلون إلى المدرسة فبدل أن يسمعوا شعب الجزائر مسلم.فيسمعون كلبي بوبي عند الباب، قطة صغيرة. فحضارة الكلاب وصلت إلينا عن طريق المنظومة التربوية فأصبحنا نرى في بعض مدننا مظاهر المسخ زيادة على وسائل الإعلام اليوم يوجد 5 ملايين هوائي.
المنبر الثالث هو البيوتات و هنا كان لأخواتنا حصة الأسد في صناعة الحدث و في إعطاء التوجيهات للأمهات و في تجميع الشباب و ركزنا في ذلك على مخيمات صيفية تحتوي على أكبر عدد من الأولاد رغم الضغوط التي كانت موجودة بالنسبة للنظام.
عهد بن بلة وبومدين
أنتقل بسرعة إذ دام هذا العمل بهذه الوتيرة إلى غاية سنة 1975 (هذه فترة نظام بن بلة و بومدين) و هي فترة مظلمة ملأى بالدكتاتورية و الظلم و محاربة كل ما ينتمي إلى الإسلام، و الاشتراكية في الجزائر وجدت أرضا خصبة ووجدت قبولا من طرف النظام وسمح لها، و أعطيت لها كل الصلاحيات في الانتشار.
في سنة 1975 ظهر ما نسميه في الجزائر بقانون الثورة الزراعية، و هذا بدأ سنة 1971 و قانون الأسرة فتحركت الجماعة لتظهر للمجتمع الجزائري الأخطاء و تظهر للمجتمع الجزائري بأن هناك مؤامرة على الأسرة (ليست بالطريقة المباشرة و إنما بالطريقة القانونية، و كان بعد ذلك مباشرة انتخابات الميثاق و الدستور، هذا الميثاق والدستور الذي استطعنا أن نكشف أن الذي صنعه و الأيادي التي كتبته، و الفكر الذي صنع له الحدث لا علاقة له بالإسلام، و لا علاقة له حتى بالجزائر و فيه عناصر من الممكن من أصل يهودي، لأننا حصلنا بعد ذلك على ست رسائل شكر من (جون بولسات ) أعتقد أنه كان المدير العام لحركة الشباب الشيوعي في أوروبا أو حاجة من هذا القبيل، وكانت له علاقة وطيدة و لا أقول طيبة بينه و بين بومدين، فبعثت لبومدين ست رسائل تهنئة على نجاح المواد الدستورية في الجزائر التي عملت على نشر وتكريس الفكر الشيوعي، في هذه الفترة (كما سبق لأخي أبي سلمان) تحركت الحركة ببيان أذكر منه بعض النقاط و هذا لأول مرة في الجزائر تعرض هذه الوثيقة في مؤتمر حركة حماس، والأيام القادمة من الممكن نعرض أيضا وثائق تاريخية للحركة في الجزائر.
البيان الذي دعونا فيه الشعب الجزائري المسلم إلى رفض الميثاق و التمرد على النظام الحاكم، والمطالبة بتطبيق الإسلام شريعة و منهاجا، و شاركنا في المعارضة بعض الرجال الذين كانوا على قيد الحياة من جمعية علماء المسلمين الجزائريين.
البيان كان بإمضاء الموحدون، و يحمل عنوان إلى أين يا بومدين كان هذا في سنة 1976م، و كتب الله سبحانه لنا السجن إلى غاية 1980م، و عند خروجنا من السجن.
انتشار الدعوة
كانت هناك عوامل خارجية و عوامل داخلية التي أحدثت نوعا من التغيير في المطالبة والإلحاح بتوسيع المد الدعوي للحركة، المد الأفقي و التركيز العمودي يتمثل في ثلاث نقاط:
1 في الجزائر الاقتصاد تدهور إلى أقصى درجة فوقع تذمر.
2 موت بومدين.
3 الثورة الإسلامية في إيران هكذا كانت تسمى ثم وقع لها ما وقع (لسنا بحاجة إلى فتح ملف لهذا) فالثورة في إيران على أساس أنها ثورة إسلامية أثرت و إخواننا في تونس يمكن كان لهم حصة الأسد في التفاعل مع الثورة آنذاك.
فهذه العوامل الثلاثة أحدثت نوعا من التفاعل الداخلي فجر الجو فظهرت صحوة إسلامية عارمة تحتاج إلى قيادة رشيدة تنظمها، خرجنا من السجن وجدنا أن المد الإسلامي عبارة عن سيل، ماذا نفعل؟
حاولنا قدر الإمكان أن نجمع شتاته و أن نحوله إلى مسار طيب يصب في خزانات نستعملها في دفعات مرة على مرة و لا تفجر الطاقة دفعة واحدة ، بعدها وقعت حادثة سنة 1982 و هي صراع بين الإسلاميين و الشيوعيين و عندما أقول الشيوعيين لا تتصوروا أن الشيوعي في الجزائر ملحد، بل هو يؤمن بالله و الجنة و النار لكن عن طريق الادعاء باستيعاب الأفكار العالمية يدعي أنه شيوعي و غير ذلك، فهذه الطائفة وقع صراع بينها و بين شباب الدعوة الإسلامية أدت إلى مقتل شاب من الشيوعيين و هو من بلاد القبائل فأحدث هذا الأمر هزة في الجامعات و خاصة الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة، فتحركت الحركة الإسلامية، و كتب بيان فيه 19 بند وتلي يوم 12/12/1982م و الذي كتب هذا البيان من باسم الله الرحمن الرحيم إلى صدق الله العظيم هو الشيخ محفوظ نحناح.
جمعية الإرشاد والإصلاح
قبل هذه الفترة بقليل ظهرت جماعات إسلامية تتقارب في الأهداف و تختلف أحيانا في المناهج هذه الجماعات ما ظهر بينها صراع أو تصادم، أرض الجزائر أكبر من فرنسا ب 05 مرات، فهي تسع للناس جميعا و الحركات هذه تدعوا إلى الله سبحانه و تعالى وكل لها أسلوب في الدعوة إلى غاية 05 أكتوبر 1988 حيث مرت رياح التغيير خولا أقول الانتفاضة- على أوروبا الشرقية و بدأت تطرد في المفهوم الاشتراكي و تنتقل إلى التعددية الحزبية. والجزائر نظام اشتراكي آنذاك فلا بد أن تمر عليه الرياح أو يدخل في هذه القناة التغييرية فحدث أن النظام أراد أن يتخلص من مجموعة من البارونات فوقعت شبه مسرحية من اجل تنفيذ أو أخذ صلاحية للرئيس من أجل تحقيق الديمقراطية بمقاس مفصل بالسنتيمترات و المليمترات، سلم للجزائر من الذين أمروا الجزائر أن تترك النظام الاشتراكي و تدخل في نظام الحزبية أو النظام الديمقراطي، فسمح للشعب الجزائري أن يكون جمعيات ذات طابع ثقافي و تربوي و جمعيات ذات طباع سياسي المادة 39 من الدستور تشكل جمعيات ذات طابع غير سياسي و المادة40 تشكل جمعيات ذات طابع سياسي قلت في هذه الفترة نشأت التعددية فالتجأنا إلى تكوين جمعية الإرشاد و
الإصلاح و هي جمعية وطنية تتبعها مجموعة من الجمعيات تابعة للحركة بأسماء مختلفة على مستوى البلديات و الولايات و جمعيات وطنية متخصصة.
انطلقت هذه الجمعية تعمل و فكرت في وضع ما نسميه قبة تنضوي تحتها كل هذه الجمعيات و الأحزاب السياسية ذات الطابع الإسلامي لكي يتخذ الموقف الموحد في القضايا المصيرية، بدأنا نعمل على تكوين رابطة الدعوة الإسلامية و شاركنا في هذا مجموعة من إخواننا فتكونت رابطة الدعوة الإسلامية فوضعنا على رأسها فضيلة الشيخ أحمد سحنون و سنه الآن في حدود 86 عام.
تكونت رابطة الدعوة الإسلامية و وضعنا من ضمن بنودها أن أي قضية مصيرية تهم الوطن لا بد من استشارة الرابطة.
استعجال الجبهة الإسلامية للإنقاذ
انتقل الآن إلى ذكر أحداث كدوائر مستعجلة. في هذه الفترة بالذات ظهرت حركة سياسية و هي الجبهة الإسلامية للإنقاذ ظهرت في مسجد باب الواد بالجزائر العاصمة و أعلنوا على تشكيلها ويوم الإعلان ذهب أحد أفراد الرابطة و هو الأستاذ محمد السعيد و وقف يحاول أن يبعد الجماعة من تكوين الجبهة الإسلامية للإنقاذ على أساس أن الفكرة تعرض على الرابطة، و الرابطة تنظر في الأمر لعلها تختار العناصرالذين يشكلون هذه الواجهة السياسية، لكن حدث له أن شتم و حاولوا ضربه و الشريط موجود و كثير من إخواننا حضروا هذا اللقاء فأنقذوه من المسجد بصعوبة و انطلقت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عملها، بعد ذلك أعلن عن أول انتخابات بلدية تعددية فدخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في هذه الانتخابات. ونحن في لقاءاتنا كانت لنا رؤية لا نفرضها على الغير، فالكل له وجهة نظر نتفق في الأهداف و نختلف في الوسائل في توجهات و تصورات، قدمنا مجموعة من النصائح لأننا نعلم أن البلديات هي عبارة عن مراكز الصراع و التصادم مع المواطنين بالمصطلح الميكانيكي (ممتص الصدمات) معناها الضربات تأتي أولا لشيخ البلدية و للمكتب التنفيذي للبلدية لأن المواطن لا يتصل بالولاية،
المواطن لا يتصل بالوزارة، المواطن يتصل بالبلدية في حاجته إلى سكن إلى ماء إلى كهرباء إلى زواج أي كل المطالب، فهم أفرغوا البلدية و سلموها هيكلا عظميا للجبهة الإسلامية و الحزب الحاكم أخذ مجموعة من البلديات التي يستطيع بها أن يظهر أنه يشق طريقه، و انسحب من البلديات التي فيها المشاكل، قلنا لإخواننا لا تدخلوا بقاعدة المغالبة بل ادخلوا بالمشاركة أي خذوا مجموعة من البلديات التي لكم فيها طاقة وقدرة و دعوكم من البلديات الأخرى لأنكم ستقعون في أزمة إلصاق التهم بل يتهم المشروع الإسلامي بأنه غير قادر على التسيير إذا ما استلم مناصب سياسية، و عندنا حزب ز و هو علماني قال نحن لسنا ضد الإسلام في الجزائر لكن نقول لكم دعوا الإسلام نقيا و لا تنزلوه إلى السياسة المتعفنة، أي كإنسان متقاعد في زاوية لا يسمع و لا يبصر و لا يشارك في صنع القرار.
و لعل السؤال الذي يطرح، ما سبب نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات البلدية؟ يعود الأمر أذكر على طريق الاستعجال:
1 كان هناك تذمر شعبي على الأوضاع (البطالة ما يقرب 02 مليون، أزمة سكن ضربت الرقم القياسي، عدم تمكن الشباب من الزواج، أزمة اقتصادية.
2 كراهية الجماهير للنظام الحاكم من (19881962) الذي امتص الشعب عن طريق القرارات الأفقية الأحادية.
3 وعود الأنظمة الثلاث التي كانت توهم الشعب بإخراجه من الأزمة و توفير الاحتياجات جعلت الشعب الجزائري يبحث عن بديل مهما كان كعملية انتقام. 4 الحزب الوحيد الذي يحمل الشعار الإسلامي الذي دخل في الانتخابات من هنا لم يقع في 12 جوان 1990 انتخابا حول البلديات أو المجالس الولائية، إنما وقع استفتاء أنتم مع الإسلام أم ضده، فلاحظنا الذين جاءوا و وضعوا ورقتهم لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ لا علاقة لهم بالصلاة، ممكن بنت كاسية عارية تبحث عن رقم (06) نوع من الانتقام من النظام، المهم في هذه الفترة حاولت الجمعية آنذاك أن تبحث عن صيغة تلم شمل المسلمين خاصة كواجهات قانونية، فدعت بعد أن بدأ الكلام عن الانتخابات التشريعية، فلم تشارك في الانتخابات المحلية أما المجلس التشريعي الوطني فهو من مراكز اتخاذ القرار.
لا حلف في الإسلام
عرضنا أنفسنا على أننا نشارك في الانتخابات التشريعية فقدمنا طلب التقدم ب التحالف الإسلامي الوطني فتجمع حولنا حوالي 650 جمعية و من الأحزاب حركة النهضة التي يتزعمها الأخ الشيخ عبد الله جاب الله. وحضر لهذا التجمع أزيد من 08 أحزاب، أذكر أن هذه الأحزاب جاءت تناقش و تبحث عن هذا التحالف في قاعدته وأرضيته فنحن وضعنا للتحالف 09 نقاط على رأسها، القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع، قلنا أي حزب قبل هذه الأرضية معناه أنه جاء ليعلن إسلاميته أمام الملأ، لكن عندما ناقشناهم وجدنا أن منهم ما جاء ليطلع و من جاء ليساوم في هذه القاعدة عسانا أن نتنازل عن مبادئ أساسية. وهناك من جاء لينظر إلى حجمنا. وأحد الأحزاب سألته فقال جئت لأنني ما حركت حجرة في جبال الجزائر إلا وجدت تحتها الإرشاد و الإصلاح فالتحاقي بهذا التحالف قد يسمح لي بالحصول على بعض الكراسي بالبرلمان صراحة. وأقول كلاما للتاريخ فقد ألتقي أولا ألتقي معكم فالأعمار بيد الله فالجهة التي ضايقتنا و آلمتنا أقولها مع الأسف بمرارة هي الجبهة الإسلامية للإنقاذ. في التجمع سئلنا عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ فقلت لا أعتقد أنها تخالف التحالف، فعدم مجيئها ممكن
يكون موقفا سياسيا و لها الحق في ذلك.
قبل أن ننهي مجلسنا لأن اللقاء امتد طويلا، فإذا بالتلفزة الجزائرية تعلن أنه وقع اتصال بالجبهة الإسلامية للإنقاذ مع الشيخ عباسي مدني و قال بالحرف الواحد لا حلف في الإسلام بلغناها فمهما يكون أخاك أخاك، تمنينا لو أن الشيخ عباسي مدني يجلس إلينا في الرابطة و يناقشنا مناقشة شرعية دون أن يكشف عورتنا للأعداء و لأحزاب تنتظر أن يقع صراع بين الفصائل الإسلامية. أصارحكم للتاريخ أيضا لأول مرة نخرج من الصمت لأن الضغوط وقعت علينا ف 650 جمعية و حركة النهضة التي هي حركة سياسية وافقت التحالف، وتأتي الجبهة الإسلامية للإنقاذ و تقول لا حلف في الإسلام، فاضطررنا إلى أن نحرك خلية التفكير في الجماعة فصدر بيان مطول فيه النصوص الشرعية من الكتاب و السنة و أقوال العلماء و أقوال من جريدة المنقذ بالرقم و بالصفحة و النص مصور الذي قال فيه عباسي مدني بالحرف الواحد نحن على استعداد لنتحالف مع بن بلة ولا نتحالف مع أحزاب أخرى، قال هذا قبل أن نعلن نحن عن التحالف، و كان من الضروري الرد لأننا لم نجد طريقا آخر، لأن إخواننا في الجمعيات قالوا لا بد أن تدافعوا على أنفسكم و تظهروا الجانب الشرعي للتحالف الذي دعوتم إليه، و قلنا
لإخواننا لما التقينا بهم على الأقل ناقشونا تعرفوننا و نعرفكم و تعلمون أننا لا نجلس إلى الفساق أو السفهاء من أجل أن نأخذ رأيا، فقبل أن نصدر أي بيان لنا، رجالنا في الدعوة من أهل العلم و أهل الشرع، أهل التقوى و الورع نستشيرهم في الأمر ثم بعد ذلك نصدر البيان بعدما ندرسه و لعلنا نتهم بالبطأ في إخراج البيانات لكن هذا البطء يعود إلى التروي و إلى وضع الكلمة في مكانها.
الجبهة الإسلامية الموحدة
لنضع قضية التحالف جانبا لأننا قلنا أن قضية التحالف بيننا و بين حركة النهضة، نحن جمعية ذات طابع غير سياسي و حركة النهضة ذات طباع سياسي، نحن قلنا على الأقل تكون الفصائل الثلاث معروفة بحثنا عن خط آخر عند اقتراب موعد الانتخابات فطلبنا من إخواننا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بحضور حركة النهضة وبحضور عناصر من الرابطة (بالمناسبة الرابطة بها 12 عضو في المكتب 03 من حماس، 03 من النهضة، 03 من الجبهة الإسلامية للإنقاذ و 03 و كأنهم لا ينتمون لأي فصيل إسلامي و يترأسهم الشيخ سحنون فالمجموع 13) فاجتمعنا في الرابطة و طرحنا طريقة، قلنا بما أن التحالف مرفوض هناك طرق أخرى، طريقة القائمة الموحدة قلنا: يا جماعة، في الجزائر هناك ناس لا تتفاهم مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ و هناك عناصر لا تتفاهم مع الإرشاد و هناك عناصر لا تتفاهم مع النهضة حتى نجمع هؤلاء كلهم نضع القائمة الموحدة و نختار لهذه القائمة أي إسم، و كان معنا في إبداء الرأي الأستاذ توفيق الشاوي و اقترح علينا صورة و قبلناها و هي الجبهة الإسلامية الموحدة تخرج قائمة موحدة بهذا الإسم و فيها أسماء من الإرشاد و من النهضة و من الجبهة الإسلامية للإنقاذ -و
القضايا مكتوبة و مفصلة و مضبوطة- قلنا لهم فلتكن لكم في القائمة 70 % من عناصركم اتركوا لنا 30 % نتقاسمها مع النهضة 15% و نأخذ 15% معناه 70 % من المترشحين للبرلمان كلهم من الجبهة الإسلامية للإنقاذ، هذا الشرط الأول، الطريقة الثانية قلنا لهم لنحافظ على المصداقية نكون لجنة وطنية من الفصائل الثلاث تسهر على إيجاد برنامج سياسي يعرض على البرلمان، الأمر الثالث نكون ما نسميه الكتلة البرلمانية و هذا بعد النجاح في الانتخابات هذه الكتلة البرلمانية تتفق مع المشروع فعندما يكون الاجتماع الرسمي للبرلمان في 30 من الشهر تجتمع الكتلة في 20 من الشهر مثلا، نتفق على التصويت على مشروعنا في البرلمان، و لا يهمنا بعد ذلك من هو صاحب المشروع، جاء من عند الجبهة الإسلامية أو من عند النهضة أو من عند حركة حماس، المهم أننا نتفق عليه و نكون نحن الذين نصنع القرار و الذين نصنع الحدث، هذه القضية أعدت طرحها في تجمع بقاعة حرشة بالجزائر و هي تحتوي على أكثر من 30000 شخص، فالحاضرون تصوروا أن الموافقة قد تمت على هذا التصور المطروح فعلت أصوات التكبير و الزغردة فخرج الناس و كأنهم في عيد تم فيه الاتفاق بين الفصائل الثلاث و اتفقوا
على القائمة الموحدة.
شروط الفيس وظهور حماس
بعد ثلاثة أيام التقينا في الرابطة و بالحرف الواحد أذكرها أيضا بالحروف البارزة، و كان هذا قبل 10 نوفمبر، عرضنا على إخواننا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ هذا المشروع فقالوا نقترح عليكم خمس نقاط:
1 أنكم تذوبون في الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
2 أن حركة النهضة تسحب ملف الاعتماد من وزارة الداخلية و تعود إلى جمعية ذات طباع ثقافي تربوي.
3 تلتحقون بالجبهة الإسلامية للإنقاذ فرادى.
4 تتعهدون على عدم الممارسة السياسية داخل الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
5 تلتزمون بالبرنامج السياسي للجبهة الإسلامية للإنقاذ و القانون الداخلي و تتعهد الجبهة بأن تسمح لكم بالنشاط التربوي و النشاط الثقافي.
و قال أحدهم عن طريق السخرية خسامحه الله- قضية: طعام الصائم و تزويج الأعزب.
قلنا يا جماعة هل لكم رأي آخر، قالوا لا، هذا قرار المجلس الشوري للإنقاذ، قلنا أيناقش؟ قالوا لا يناقش، و قد قيل هذا القول بحضور عباسي مدني، محمد السعيد (الذي التحق بالجبهة الإسلامية للإنقاذ) و علي جدي، هذه العناصر من الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانت حاضرة، بما أن هذا الاقتراح لا يقبل النقاش فالسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
انتظرنا في حدود شهر و اقتربت أيام الانتخابات، قلنا يا جماعة ما اتفقنا على التحالف، قدمنا التحالف رفضتموه، قدمنا القائمة الموحدة رفضتموها، فها نحن نقدم لكم اقتراحا آخر و هذا قلناه في التلفزة أمام مرأى و مسمع جميع الجزائريين، و هو تقاسم الدوائر الانتخابية، توجد 542 دائرة انتخابية أي 542 مقعد في البرلمان، قلنا يا جماعة نتقاسم هذه الدوائر خذوا 70 % من الدوائر و اتركوا لنا 30 % من الدوائر، فرفضت الجبهة الإسلامية للإنقاذ كل الاقتراحات و المجتمع ينظر فكان لا بد أن نعطي البديل فدخلنا بحركة المجتمع الإسلامي (حماس) و قلنا لهم، و يكون تقاسم الدوائر بإعطاء الدوائر حسب التواجد و الثقل فلتأخذ الجبهة الإسلامية للإنقاذ الدوائر التي ترى أن لها فيها الأغلبية، و الدوائر التي يكون فيها التعادل نحاول أن نتفاهم فإن لم يحصل التفاهم بين الجبهة و حماس و النهضة نكل الأمر إلى سكان الدائرة عن طريق جمع مجموعة المجاهدين و الأئمة و أصحاب الرأي و النفوذ و هذا في إطار توسيع دائرة الشورى، فإذا اختار هؤلاء شخصا من الجبهة الإسلامية للإنقاذ نتعهد على أن نعطي أصواتنا لهذا الفرد و نسحب مرشحنا من الدائرة، و إذا اختار هؤلاء
المترشح من حماس فالجبهة الإسلامية للإنقاذ و النهضة أيضا يتعهدان بذلك و العكس صحيح إلى درجة أننا قلنا إذا كان سكان الدائرة قالوا نختار مرشح من خارج الفصائل الثلاث إذا توفرت فيه الشروط الشرعية الإيمانية قدرة العطاء و التخصص فنحن مستعدون للموافقة عليه و إعطائه مصداقيتنا.
إخواننا في حركة النهضة وافقوا على هذا الطرح أما الجبهة الإسلامية للإنقاذ رفضت هذا الطرح و قالوا بالحرف الواحد عن طريق الشيخ عباسي مدني في وهران بأن الشعب الجزائري بايع الجبهة الإسلامية للإنقاذ بنسبة 75 %، و القاعدة الشرعية تقول إذا بويع الأول فاقتلوا الثاني (والشريط موجود لمن أراد سماعه)، معنى هذا أنه حكم علينا بالإعدام بلغة المبايعة فاقتلوا الثاني، لما وصل الأمر إلى هذا ماذا نفعل؟
اتفقنا مع النهضة التي شاركت في حوالي 130 دائرة و شاركنا نحن في 381 دائرة و بذلنا كل جهودنا على أن هناك بعض الدوائر كولاية بجاية تركنا لهم حرية التصرف، فاتصل إخواننا بالجبهة الإسلامية للإنقاذ و قالوا لهم خذوا 17 دائرة من ولاية بجاية واتركوا لنا دائرتين (02)، فقالوا لهم الجبهة الإسلامية للإنقاذ تأخذ 17 دائرة، و الدائرتان الأخريتان تعطونا مترشحين يترشحان تحت إسم الجبهة الإسلامية للإنقاذ فدخل إخواننا في دائرة واحدة و تنازلوا لهم عن 18 دائرة و لكنهم رشحوا عنصرا منهم حتى في هذه الدائرة الواحدة، فالقضية ليست قابلة للنقاش، ناقشنا أخانا عباسي مدني فقال الفيلة غير مستعدة لمنافسة الفئران. يا شيخنا كلمة فيلة و فئران لا تقال لأخيك.
في يوم سألوه (هذا بولاية تيسمسيلت) ألكم علاقة بجمعية الإرشاد و الإصلاح (أقول هذه الكلمة و بالله الذي لا إله إلا هو لا أقصد إغارة الصدور و إنما هي حقائق تاريخية لتتضح مبررات مواقفنا) فقال أولئك خنافيس و نحن عقارب سنأكلهم.
فتأزم الجو فتشاورنا للبحث عن بدائل رفض التحالف رفضت القائمة الموحدة رفض تقاسم الدوائر الانتخابية، فانطلقت الواجهة الثانية للجماعة الواجهة السياسية على بركة الله على أساس المشاركة لا على أساس المغالبة، المشاركة أي نشارك الفصائل الإسلامية في الوصول إلى البرلمان، بل بكلمة أدق حمل المشروع الإسلامي لأن يقف على أقدامه و تتحقق بعد ذلك الدولة الإسلامية فحركة حماس لها مبادئ منها:
- المرحلية في التحرك.
- الواقعية.
- الموضوعية.
- مع مراعاة سنن التغيير.
انطلقت هذه الواجهة السياسية ولاقت بفضل الله سبحانه و تعالى و لا أقول بفضل رجالها أبدا في مدة 40 يوما استطعنا بتوفيق الله سبحانه و تعالى أن نفتح حوالي 930 مكتب على مستوى القطر، و استطعنا من خلالها أن نحصل على الرتبة الخامسة في عدد المنضمين إلى الحركة و استطعنا عقد المؤتمر التأسيسي لحركة المجتمع الإسلامي رغم أن هناك أحزاب لها سنتان منذ حصولها على الاعتماد و ما قامت بعقد مؤتمرها.
يتبع
الرئيس الجديد لحركة حماس في سطور
الشيخ الأستاذ أبو جرة سلطاني
هو أبو قرة (أبو جرة) بن عبد الله السلطاني، من مواليد دائرة شريعة ولاية تبسة (أقصى الشرق) عام ثورة التحرير الجزائرية سنة .1954 درس بمسقط رأسه بالكتاب ثم بالمدارس الابتدائية و المتوسطة بمدينة تبسة. ثم انتقل إلى عاصمة الشرق الجزائري (قسنطينة) ليستكمل دراسته الجامعية و العالية و يحتك بالتيارات الثقافية و يقترب من بؤر التوتر الإيديولوجية و السياسية داخل الجامعة و خارجها حيث استكمل بناء شخصيته الثقافية.
حاصل على شهادة ماجستير في الأدب العربي، و دراسات عليا في الدعوة الإسلامية، ودراسات عليا في الإعلام، كما يعد رسالة دكتوراه دولة حول (أدب الصحوة)، و عمل أستاذا بجامعة قسنطينة في كلية الأدب منذ عام1980 إلى عام .1994
يعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني من رجالات الحركة الإسلامية في الجزائر في نهابة السبعينات و بداية الثمانينات، خطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة ابن باديس بتوجيه من الأستاذ أنور عبد المقصود، و قد كان له حضور مميز في الشرق الجزائري منذ عام 1979 ، و قد عرفته المنابر إماما خطيبا مفوها، صداعا بالحق مما جلب له أنصارا و محبين من جهة ، وعداوة و تربصا و مضايقات الجهات الأمنية من جهة أخرى، وقد التقى بالمرحوم الشيخ محفوظ في منتصف الثمانينات وتحديدا في مارس 1982 و توطدت العلاقة بينهما، وحدث نوع من التناغم في الأفكار و الذي كانت نتيجته التحاق الشيخ أبو جرة بالإخوان أثناء مرحلة السرية يوم 16 سبتمبر 1984 ، ليصبح بعد ذلك أحد الوجوه المعروفة في الإخوان.
يحمل فكر الوسط و الاعتدال، وكانت له إسهامات طيبة في رد غلواء بعض المتعجلين. أنجاه الله من محاولة اغتيال يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيته في قسنطينة، وراح ضحية هذا العمل الإجرامي الأستاذ علي العايب خعضو مجلس الشورى الوطني ممثل ولاية سكيكدة- الذي حاول الدفاع عنه فأصيب برصاصة قاتلة، أما الشيخ فقد نجاه الله بعد أن استقرت في بطنه ثلاث رصاصات. وبعد خروجه من المستشفى استأنف الدعوة بإصرار رغم النصائح التي كان يقدمها له إخوانه الخائفون على حياته.
تعود صلته بعالم الكتابة و التأليف إلى سنة 1971 حيث نشرت له أول قصة بعنوان (بقرة اليتامى)، ليتوالى العطاء بسلسلة من الكتب كان أولها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سماها أوراق إسلامية رفقة الأستاذ نذير مصمودي. صدر منها 18 كتيبا بين سنة 19891979 منها (البرهان الديني و المكذبون)،(قل للمؤمنات)، (هذا يوم الحساب)، (إيمان إبليس)، (عالم الغيب 03 أجزاء).... . في مرحلة التسعينيات صدرت له مجموعة من الكتب تشرح الأزمة الجزائرية منها (قشور الصراع في الجزائر)،(جذور الصراع في الجزائر)،(الجزائر الجديدة -الزحف نحو الديمقراطية- جزء أول و ثاني) ثم ديوان شعر بعنوان سيف الحاج ونظرات في علاقة في علاقة الخير بالشر ورود وأشواك . امتازت كتابته في سنوات الأزمة بالرصد الدقيق لمجريات الأحداث السياسية في الساحة الجزائرية و خلفياتها التاريخية و تداعيتما الإقليمية و الدولية .
- إمام متدرب من 1971 إلى .1976
- إمام خذيب ( متطوع) وداعية متجول بين سنوات 1977 - 1994
- أستاذ جامعي منذ 1980إلى .1996
- كاتب دولة مكلف بالصيد البحري. 1996 - 1998 ( ثم نائب بالبرلمان عن ولاية تبسة).
- وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 1998 - .2000
- وزير العمل والحماية الاجتماعية 2000 - .2001
- نائب لعهدة ثانية في انتخابات ماي 2002 عن ولاية تبسة.
- أثبت كفاءة عالية و انضباطا شديدا في تسيير الوزارات الثلاث، أثبت له ذلك الخصوم قبل الأصدقاء.
- انتخب رئيسا لحركة مجتمع السلم ( حمس) خلفا لفضيلة الشيخ الراحل محفوظ نحناح في المؤتمر العام للحركة يوم 8 أغسطس .2003 - متزوج وأب لخمسة أطفال.
- رئيس تحرير مجلة التضامن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.