بسم الله وحده نستعين به وحده ونتوكل عليه وحده ولا نخاف أحد غيره يسعدني في هذا اليوم المبارك أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان باسمي وباسم خالص أخوتي من القيادة في حماس سواء من حضر معي أو لم يحضر ومعي أخوتي الدكتور محمود الزهار والأستاذ سعيد صيام والأستاذ محمود نزال والأستاذ عزت الرشق الأستاذ محمود نصر وهناك أخوة كرام من الوفد موجودون في مصر نشكر نقابة الصحفيين لرئيسها الأستاذ جلال والأستاذ صلاح الذي قدمني، وكل من الحاضرين على هذه الاستضافة الكريمة نشكركم جميعا ونشكر الأخوة والأخوات من صحفيي مصر الكرام مصر الذين نعتز بكل تجاربها الكريمة خاصة أنها تشهد نهوضا كريما نسأل الله أن تكون ثمراته لصالح مصر وصالح الأمة الإسلامية. ويسعدنا أن نكون في مصر في جولة عربية إسلامية لحركة حماس وهي على أعتاب جولة جديدة تتشاور مع أشقائنا ونتحاور في المرحلة المقبلة، وأعزي مصر قيادة وشعبا بضحايا العبارة أسئل الله لهم الرحمة وأن يعوض مصر عنهم خير العوض. وبعد أيها الأخوة والأخوات أريد أن أتكلم في ثلاث نقاط النقطة الأولى تتابعون في الأيام الأخيرة اشتداد للعدوان الصهيوني على شعبنا اغتيالات، قصف للسيارات، استهداف لكوادر المقاومة الفلسطينية، والتركيز على إخواننا في شهداء الأقصى وسرايا القدس، مع حملة اعتقالات في الضفة تشمل الجميع وخاصة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسرائيل تفعل ذلك كجزء من سياستها العدوانية الإرهابية، فهي تمارس القتل لذات القتل لا ترى شعبا أمامها، لا تعترف بحقوقنا وتريد شطبنا من الذاكرة ومن على الأرض ومن التاريخ وتريد أن تستأثر بالأرض وبالأمن وبكل شيء، هذا العدوان الصهيوني مفهوم لدينا نعرفه فهذا عدونا لا نتوقع منه إلا العدوان، لكن على العالم أن يبصر، هذه رسالة للعالم الذي سارع بمطالبة حماس بالاعتراف بإسرائيل، وبإلقاء السلاح، والتخلي عما يسمونه بالعنف أي عن حقنا في المقاومة. هذه رسالة للمجتمع الدولي، من الذي ينبغي أن يطالب بالاعتراف بالآخر ومن الذي مطالب أن يتوقف عن العدوان وعن القتل أكتفي بهذه الدلالة عما تفعله إسرائيل اليوم من قتل واغتيال واعتقال. لكن المقصود الآخر إضافة إلى ممارسة هواية القتل لشعبنا يدركه الصغير والكبير، إسرائيل تريد أن تربكنا وأن تقذف بهذا التصعيد بوجه حماس، حماس المقاومة التي اليوم هي الحكومة وطرف مؤثر في السلطة، تقذف بهذا التصعيد بوجهنا لكي تحرجنا أكثر وكأن حماس غادرت مربع المقاومة إلى مربع السياسة وهكذا تتمنى إسرائيل وأطراف أخرى على المستوى الدولي، وتريد أن تألب علينا الشارع الفلسطيني ربما تعيد المشهد القديم بصورة معكوسة حماس والسلطة وغيرها في المعارضة، وهم واهمون في ذلك، دم إخواننا في شهداء الأقصى وسرايا القدس هو دمنا نحن ندافع عنه، وحماس لم تبرح مربع المقاومة، حماس هي حركة المقاومة الإسلامية حماس والمقاومة خيارها الاستراتيجي، حماس لم تتحول لم تنتقل إنما حماس أضافت إلى برنامجها إضافة جديدة هي موقع القيادة والسلطة لكنها في جميع أحوالها مقاومة ومقاومة شرسة وعنيدة وصلبة لا تنثني أمام الصهاينة، كما عجزت إسرائيل عن كسر إرادة حماس والمقاومة الإسلامية والشعب الفلسطيني في ميدان المعركة فهي كذلك ستكون بإذن الله عاجزة عن كسر إرادتنا في ميدان السياسة وسوف يرى العالم كيف تجمع حماس بين المقاومة والسياسة وبين المقاومة والسلطة، السلطة ليست غاية عندنا السلطة وسيلة السلطة ضرورة من أجل مصالح شعبنا. إن برنامجنا الاستراتيجي هو المقاومة ولن تحلم إسرائيل بلحظة تتوقف فيها حماس أو المقاومة الفلسطينية أو شعبنا الفلسطيني بشكل عام عن برنامج المقاومة حتى نستعيد أرضنا ونستعيد قدسنا وحقوقنا وحق العودة وينتهي هذا الاحتلال البغيض عن أرض فلسطين المباركة. إذن نقول لإخواننا في الساحة الفلسطينية لفصائل المقاومة نحن وإياكم شركاء في ميدان المقاومة في الدفاع عن شعبنا وإسرائيل مهما استفزت مهما حاولت إرباكنا لن تربكنا لأننا حين نمارس المقاومة نمارس برنامجنا الطبيعي، لكننا نحن الذي نحدد مكان وزمان المعركة وليست إسرائيل ودماء إخواننا ننتصر لها كانتصارنا لدمائنا إن شاء الله، وسترتد سهام الكيد والمكر على إسرائيل، ستحتار إسرائيل مع الشعب الفلسطيني لن تفلح معه في ميدان المعركة ولن تفلح معه في الميدان السياسي بإذن الله. وأقول أيضا لأحبائنا في الساحة الفلسطينية ليست الديمقراطية بديلا عن المقاومة، الديمقراطية خيارنا الفلسطيني الداخلي في ترتيب بيتنا أما المقاومة فهي خيارنا في وجه الاحتلال ولا تعارض بين الأمرين لن نستبدل المقاومة بالسياسة والديمقراطية، والسياسة مكمل للمقاومة وكل يعمل في ميدان. النقطة الثانية لا شك أننا بعد الانتخابات أمام مرحلة جديدة وبكل صراحة ودون أن نقزم حق الآخرين ودون أن نقلل من دورهم السابق والحالي واللاحق الذي نريد للجميع أن يشاركنا في المسيرة حتى النصر والتحرير بإذن الله. نقول نحن أمام مرحلة هامة، حماس تفكر بالآتي نحن نريد أن نعيد صياغة مشروعنا الوطني الفلسطيني، نريد أن نستكمله أولا فقد بدأه غيرنا ونحن شاركنا في المسير وكل له سهم ونصيب وله كل التقدير والاحترام حماس من موقعها الجديد وبعد قرابة عشرين سنة من انطلاقتها، حماس ستستكمل المشروع الوطني وستقويه وتعززه وستعطيه فرص إضافية للنجاح، وكذلك سترشده وستصوب بعض المحطات الخاطئة لهذا المشروع. المشروع الوطني الذي هو ملك للساحة الفلسطينية بل للأمة سوف نقدم فيه صورة جديدة كيف بظل مشروعنا منحازا لمصالح الشعب، كيف نأخذ من شعبنا ونستند عليه ونحمي خياراته ونلتزم بهمومه وحقوقه ثم ننطلق بعد ذلك للعالم، المشروع الوطني يستمد قوته من شعبه ثم ينتقل إلى العالم ويقول للعالم ماذا يريد الشعب الفلسطيني، ولم يعد المشروع الوطني مترددا في التعامل مع المحيط الدولي. المشروع الوطني لم يتلقى من العالم تعليماته وأوامره هو الذي سيملي على العالم الإرادة الفلسطينية المشروع الوطني في مرحلته الجديدة سيقدم نموذجا في الجمع بين المقاومة والسياسة وبين المقاومة والسلطة تقولون كيف مسألة معقدة وصعبة ولكن حماس التي تغلبت على كل التحديات قادرة بإذن الله على تقديم هذه الثنائية دون تعارض ودون ارتباك بين المقاومة والسياسة، المقاومة والسلطة، وحماس في استهلال هذا الاستئناف الجديد هذا التجديد لمشروعنا الوطني سوف تقدم النموذج في الحكم النزيه في السلطة المنحازة لمصالح شعبها، في الإصلاح الحقيقي في محاربة الفساد في تعزيز الوحدة الوطنية في الشراكة في إقامة نظام سياسي قائم على الديمقراطية، وعلى احترام الآخر، وعلى التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، وعلى كل القيم الأخلاقية التي هي مستمدة من حضارتنا كأمة عربية إسلامية، وأيضا من معطيات الحضارة الحديثة فيما يخدمنا وينسجم مع مبادئنا، حماس في هذا المشروع أيضا ستعيد الاعتبار للجناح الآخر من الشعب الفلسطيني، للشعب الفلسطيني الذي تجاهلته أمريكا وتجاهله المجتمع الدولي ويريد تقديم الحق الفلسطيني لينحصر في الضفة والقطاع، حماس ستجدد هذا المشروع الوطني ليشمل الشعب الفلسطيني في الشتات من اللاجئين والنازحين ونعطيهم أفقا كما أعطينا أهلنا في الضفة والقطاع أفقا حقيقيا، وبدأنا نقطف بعض ثمراته بفضل الله، وتحرير غزة بتضحيات شعبنا باستشهاد القادة والمجاهدين وعلى رأسهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين شيخ وشهيد الأمة العربية والإسلامية. حماس إذن ستعيد الاعتبار لشعبها في الخارج ولتشكيل مرجعية وطنية عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، حماس ستفعل كل هذا. سنمارس السياسة على أرض صلبة سنمارس السياسة بلغة واسعة بلغة غير مهزوزة ولا مرتبكة، وسنمارس السياسة كما نريدها نحن لا كما تريدها أمريكا والذين لا يعترفون بحقنا الفلسطيني. نحن أمام إعادة صياغة للمشروع الوطني لن ننفرد به ولكن نشرك الآخرين، لنقول للعالم هذا هو الشعب الفلسطيني هذه هي القضية الفلسطينية بكل أصالتها بكل معطياتها بكل حقوق شعبنا لن نستحي بحق واحد، هذا حقنا وسنقدمه لكل العالم، نحن قادرون على فرض إرادتنا على العالم الذي لا يحترم إلا لغة القوة ولغة المصالح. النقطة الثالثة والأخيرة نحن كما قلت في مطلع حديثي في استهلال جولة عربية وإسلامية، كنا قبل أيام في دمشق والتقينا وتشاورنا مع القيادة السورية نحن اليوم في مصر العزيزة التقينا في اليومين الماضيين مع القيادة المصرية ومع الجامعة العربية وهذه الجولة العربية الإسلامية المبكرة ومع استهلال مرحلة جديدة أعقبت الانتخابات التشريعية الفلسطينية نريد أن نحقق في الجولة ثلاثة أشياء: المسألة الأولى أن نضع أمتنا والقيادات الرسمية وكذلك الشعبية أمام ما يجري على أرض فلسطين أمام التطورات والمستجدات. ما هي رؤية حماس في المستجدات الراهنة، كيف ستتصرف حماس في التشريعي، في تشكيل الحكومة، كيف ستقيم الشراكة الوطنية مع الجميع، كيف ستنهض في المسؤولية الوطنية كيف ستقوم بالمرحلة بكل تلافيفها وتعقيداتها. والهدف الثاني من الجولة التشاور مع أمتنا وخاصة مع القيادات الرسمية، وكذلك مع القيادات الشعبية نسمع الملاحظات ونسمع النصائح وإننا نريد أن نتوافق مع أمتنا لننطلق بعد بذلك إلى المحيط الدولي. نحن الآن نجري توافقا فلسطينيا معمقا سنستكمله، ونجري في ذات الوقت حواراً إسلامياً سوف نستكمله لنقول للعالم نحن فلسطينيين وعرب ومسلمين في صف واحد، ندير المعركة السياسية، وكما نديرها في الميدان، ونقدم أنفسنا للعالم بلغة جديدة نفرض فيها احترامنا على العالم نحن في هذه الجولة لا نستغني عن أمتنا نحن بحاجة للأمة، والأمة تستطيع أن تراهن علينا في فلسطين. الهدف الثالث من الجولة هو أن نطلب الدعم من أمتنا لصالح شعبنا فالتغيير في المشهد القيادي الفلسطيني ليس مبررا لقطع الدعم ولا لاستجابة للضغوط الأمريكية والرباعية، وكما قلنا إن سد باب الغرب باب الشرق العربي الإسلامي ينبغي أن يظل مفتوحا نحن لنا حق على أمتنا. وأبشر الجميع أن اتصالاتنا المختلفة واستقبال الوفود من كثير من الدول العربية والإسلامية سمعنا وعودا طيبة والتزامات جيدة وهذا حسن ظنا بالأمة وأنا واثق أن أوروبا والرباعية سيجدوا أنفسهم أمام استحقاق إذا لم يدعموا شعبنا فهم الخاسرون لأنهم عند ذلك سيعاقبون شعبا حرا لأنه مارس الديمقراطية وسيخسرون شعبا سينتصر وسيعادون حركة تنتصر وهم الخاسرون ومن المصلحة أن ينعتقوا من الموقف الأمريكي الذي لا يعادي شعبنا فقط بل للأسف يعادي كثير من قضايا العالم ومع ذلك أيضا نقول للأمريكان غيروا سياستكم تخلصوا من العبء الصهيوني فهو عبء على أمريكا كما هو عبء على المجتمع الدولي وعلى فلسطين. إذن نحن في جولتنا نطلب الدعم العربي الإسلامي لصالح الشعب الفلسطيني نقول للعالم حماس عندها استعداد أن تقدم تجربة نزيهة نظيفة بالتعامل مع المال وبكل شفافية، من حقهم أن يطلعوا على آليات التحويل والإنفاق المالي فمال العالم العربي والإسلامي والعالمي للدول المناحة لن يذهب إلى جيوب حماس، ولن يذهب إلى جيوب الفاسدين، سيذهب إلى الفقراء والمحتاجين، إلى التنمية الفلسطينية إلى البناء الفلسطيني إلى الإنسان الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال، وهذا حق على أمتنا وعلى العالم، وحماس لديها تجربة طويلة في النزاهة وهي تفخر بذلك وعندها استعداد أن تقود اليوم التجربة بواقعها الجديد الذي تريد أن يدفع الشعب من موقع الواجب، عنده الفرصة. أما الذي يريد أن يتنصل من واجبه بحجة هنا وهناك فهو مقصر ولكن الأمة لن تقصر هذه ثلاث نقاط أحببت أن أستهل بها هذا المؤتمر الصحفي مع تكرار الشكر لنقابة الصحفيين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤال: الأستاذ خالد مشعل أسألك عن تصورك للرؤية المصرية والنصائح المصرية التي تلقيتموها للتشكيل الوزاري وحكومة ائتلاف وطني التي تحدثتم عنها بالأمس في الجامعة العربية، وذكر بعض القياديين للزملاء في حماس أنها ستكون حكومة تكنوقراطية، هل هذه الحكومة ممكن أن تتخلى عن بعض الحقائب السيادية مثل الأمن والخارجية لغير حماس؟ أمريكا تتجه إليكم وإيران تتجه إليكم كيف ستتجه الأمور وكيف ستستقيم العلاقة بينكم وبين أمريكا؟ مشعل: بالنسبة لموقف القيادة المصرية بكل دقة ووضوح القيادة المصرية لم تضع علينا أي شرط وما قيل في الإعلام ليس صحيحا مصر خلاصة حديثها معنا عبر قيادتها الكريمة ثلاث نقاط، النقطة الأولى: تأكيد على موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهو موقف استراتيجي دائم لا يتغير مهما تغير العنوان القيادي. النقطة الثانية: تأكيد مصري على أهمية الوحدة الفلسطينية، والتفاهم الفلسطيني الداخلي وتجنيب الاقتتال والصراع. النقطة الثالثة: دعوة مصرية لنا وللقوى الفلسطينية أن نتعامل مع الواقع وطاقاته بعقل مفتوح دون أن نتخلى عن مبادئنا. هذه مختصر الموقف المصري لم يضعوا علينا شروط ولم يتدخلوا في قصة الحكومة والتفاصيل التي يمكن أن يتطرق لها الإعلام. المسألة الثانية موضوع الحقائب، حماس لم تكلف بعد رسميا لكن في ضوء اللقاء الذي جرى في غزة مع الأخ أبو مازن هناك اتفاق على عقد أول جلسة للمجلس التشريعي الجديد يوم الثامن عشر من الشهر الجاري يوم السبت، وبعد ذلك بأيام كما وعد الأخ أبو مازن سيطلب من حركة حماس بتشكيل الحكومة. حماس بدأت التشاور من هذه اللحظة، وستستكمل مشاوراتها. القاعدة عندنا هي أن حماس مقدمة على تشكيل حكومة ائتلاف وطني تستوعب الجميع من القوى والكتل والفصائل والشخصيات المستقلة وتعطي فرصة لكل الكفاءة الفلسطينية المخلصة لتشارك في هذه الحكومة أو في نظامنا السياسي الجديد، وهذا من خلال هذه الشراكة نتفاهم على موضوع الحقائب، حماس لا تريد أن تستأثر بشيء إنما حماس من حقها وهي تشكل حكومة أن تصوغها بتوافق مع القوى الأخرى بما يحقق أكبر فاعلية في أداء الحكومة، خاصة أننا نريد على قاعدة التفاهم الوطني مع الآخرين أن نأتي بشخصيات تكنوقراط قائمة على الكفاءة والنزاهة معا، وهذا هو المعيار الأساسي الذي نتوخاه. أما الصيغة التي نتوافق عليها إن شاء الله سنقدمها للشعب الفلسطيني. أما كيف نجمع بين إيران وأمريكا، إيران في معسكر وأمريكا في معسكر، إيران في المعسكر العربي والإسلامي، وأمريكا في المعسكر الغربي، وحماس ستتعامل مع الجميع بلغتها وبمبادئها وبالأمانة الثقيلة التي حملها إياها الشعب الفلسطيني، من يقترب من حقوقنا أهلا وسهلا، من يدعمنا أهلا وسهلا، من يساعدنا في التخلص من الاحتلال أهلا وسهلا، عقولنا مفتوحة لكننا لا نخضع لشرط أحد مهما كان هذا الأحد. سؤال: السيد خالد مشعل ذكرت وكالات الأنباء أن حركة حماس اختارت السيد جمال الخضري رئيسا للحكومة شخصية حماسية بارزة رئيسة للحكومة نريد أن نعرف صحة هذه المعلومات؟ مشعل: حماس لم تحسم أمرها بالنسبة لرئيس الحكومة الجديدة، لا يزال الموضوع تحت التشاور، أما الأستاذ جمال الخضري فهو أحد النواب المستقلين الذين دعمتهم حماس بغزة، ونجح في المجلس التشريعي الجديد، وهو شخصية فلسطينية محترمة. سؤال: إن دستور حماس وميثاقها يقوم على أنها جزء من حركة الأخوان المسلمين. هل ستطبقون نظام حكم إسلامي بعد وصولكم للسلطة؟ وهل تظنون كيانا أو نظاما تابعا لجماعة الأخوان المسلمين باعتبارها تنظيما دوليا، وهل وصول النواب في القدس و88 نائب في مصر والنواب في العراق سوف يثير مخاوف كثيرة نريد أن نتعرف عليها؟ مشعل: حماس حركة تحرر وطني تقاوم الاحتلال وتسعى لإنجاز حقوق شعبها الفلسطيني، لكنها أيضا هي حركة تستمد فكرها ومبادئها من ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو دين الغالبية في هذه الأمة ودين الحضارة الإسلامية، ومن الطبيعي نظل متجهين إلى ديننا وإلى حضارتنا وإلى جذورنا العربية الإسلامية، ولكن على الدوام إسلامنا إسلام متسامح إسلام وسطي إسلام مستوعب للجميع وهو إفراز طبيعي لهذه البيئة العربية الإسلامية، كما أن الحضارة الغربية تفرز إفرازها الطبيعي الذي لا يستنكره أحد، فنحن أبناء بيئة ومنطقة بالتالي وضعنا طبيعي وليس هناك شيء غريب. أي نجاح للإخوان أو للحركات الإسلامية في مصر أو في بلاد عربية أخرى هذا شأن داخلي لا نتدخل فيه لكن هو إفراز طبيعي للتجربة الديمقراطية طالما نحن نريد أن نطبق الديمقراطية ونرتضيها، وأي قوة تأتي عبر صناديق الاقتراع يريدها الشعب هي في النهاية جزء من الأمة سواء كانت قوى إسلامية إخوان مسلمين أو قوى قومية أو وطنية نحن نحترم الجميع والأمة نريدها أن تتحرك بمجموع قواها وتياراتها وليس بلون واحد، وطالما الديمقراطية بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الأفضل وهو المنطق الطبيعي فلنتقبل ذلك بكل ترحاب. ثالثا: كوننا إسلاميين كوننا جذورنا أخوان مسلمين هذا شيء تاريخي نعتز به ومعروف لدى الجميع، ولا يعني أن نتبع لهذا الطرف أو ذاك، نحن حركة فلسطينية وطنية إسلامية مستقلة تقاتل على أرض فلسطين وتجمع الأمة حولها في معركة الأمة ضد المشروع الصهيوني ولسنا شيئا معزولا عن الآخرين أو تبعا لطرف ما، نحن للأمة جميعا لكل تياراتها وقواها ونرحب بالجميع. سؤال: في سؤال سألوا زميلان الزميل حسن أبو هزيم والزميل رجب الباسل حول شروط حماس للاعتراف بإسرائيل؟ مشعل: قبل قليل أخبرني بعض إخواني أن الفضاء الإعلامي مزدحم ببعض التصريحات المنسوبة بأننا أبدينا استعدادا للاعتراف بإسرائيل، أنا أرجو من الأخوة والأخوات الذين يتعاملون مع الصحافة والإعلام أن يكونوا مطمئنين وواثقين أن موقف حماس كما نعبر عنه بكل صراحة، حماس لا تعترف بإسرائيل ولا نقبل من أحد في العالم أن يحشرنا في هذه الزاوية، والمنطق الطبيعي أن نطالب القاتل الصهيوني أن يعترف بالضحية الفلسطينية وأن يعترف بوجودها وبحقوقها، لا أن يطلب من الضحية أن تعترف يقاتلها وجلادها، هذا قلب للحقائق لكن أطرافا للأسف في المجتمع الدولي تستسهل أن تضغط على طرف الضحية، على الطرف الأضعف في معادلة الصراع وينافقون إسرائيل، أقول لهؤلاء نحن متمسكون بحقوقنا ولا يمكن أن نضفي الشرعية على الاغتصاب وإلا فعلى العالم أن يغير مفاهيمه وأن يغير أخلاقياته، إذا كان تقادم الزمن يعطي الشرعية للاحتلال والاغتصاب والسرقة والسطو على حقوق الآخرين على العالم أن يتحدث عن لغة جديدة وعن قيم جديدة. سؤال: تتحدثون عن الشراكة، ولكن حركة فتح تقول إنها لن تشارك في حكومة تشكلها حماس وكذلك الجهاد الإسلامي قاطع كل الانتخابات فمن سيشارككم إذن؟ مشعل: من الاستعجال أن نعتبر ما يسمع في الإعلام مواقف نهائية، "فتح" قالت موقفا وبالحوار هناك هوامش وربما ما قيل اليوم من إخواننا في الشعبية والجهاد أيضا لا نعتبره نهائيا هناك حوارات مع الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي وهناك حوارات مع الإخوة في الشعبية ومع فتح ومع الجميع ولا يزال هناك متسع من الوقت للوصول إلى تفاهم مع هذه القوى، ونحن مصرون على الشراكة مع الجميع ولمعلوماتكم هناك الكثير من القوى ومن الكتل البرلمانية ومن الشخصيات بادرت وأبدت استعدادها للتعاون مع حماس في صياغة شراكة وطنية للمرحلة المقبلة، حماس قادرة أن تتفاهم مع محيطها الفلسطيني إن شاء الله. سؤال: بعد زيارة أبو مازن الأخيرة إلى القاهرة خرج السيد عمر سليمان وقال بالحرف الواحد إن أبو مازن سوف يطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات السابقة وإذا لم تفعل ذلك فإنه لن يكلف حماس بتشكيل الحكومة، يعني من كلامك نفهم أن هذا الأمر أو هذه الأمور غير واردة الآن أو غير مطروحة، كيف يمكن التعامل مع أبو مازن في هذا الإطار؟ مشعل: قلت لا صحة لما قيل في الإعلام الإخوة في مصر حتى قبل أن نزورها عندما راجعناهم قالوا لم نضع شروطا ولن نتحدث عن شروط ومكتب الأخ أبو مازن نفى ما قيل في الإعلام، وعندما التقت قيادة حماس مع الأخ أبو مازن قبل أيام لم يتحدث عن أي شرط ليس هناك شروط مطروحة، وفي زيارتنا الراهنة لم نسمع عن شرطا واحدا تحدثت عنه القيادة الفلسطينية، إذن ما يدور في الإعلام لا يعكس بالضرورة ما يجري في السياسة وفي الاتصالات بيننا وبين الأطراف المختلفة، بالنسبة لنا سنتعاون مع الأخ أبو مازن، الأخ أبو مازن شكرناه وقدرنا موقفه ونحترم موقعه في رئاسة السلطة وسنتعاون معه، وكما قلتها مرارا سنتعاون معه أكثر مما تعاونت معه حركة فتح، نحن لا نريد أن نلغي دور أحد ولا نتعدى على صلاحيات أحد كما لا نقبل أن يكون هناك تعدي على صلاحيات الحكومة التي سنكلف بتشكيلها إن شاء سنتعاون مع أبو مازن ومع الجميع لكن بمناسبة هذا السؤال أريد أن أوجه رسالة للأخ العزيز أبو مازن وللإخوة في السلطة الفلسطينية أن تتوقف المراسيم والقرارات التي بلغنا أنها قد صدرت ولا تزال تصدر بأخذ خطوات استباقية في هذه المرحلة الانتقالية من تغييرات وتعديلات وتعليمات كأنما ما تريد استباق اللحظة التي تستلم فيها حماس لتقذفها في وجهنا ولتفرض أمرا واقعا وبكل وضوح أقول أي قرارات لا ضرورة لها وتأتي في سياق فرض أمر واقع في مرحلة انتقالية لم أتعامل معها بمنطق الشرعية وهي لا تكتسب الصفة القانونية فلنوفر جهدنا ونحن لسنا مقبلين على مرحلة حماس تحتكر في القرار الفلسطيني أو تلغي الآخرين لن نفصل موظفا لن نحرم أحدا من حقه لكن لا يستطيع أحدا أن يخدعنا ولا أن يفرض علينا واقعا ليس له صفة الشرعية والقانونية. سؤال: هناك مخاوف إن لم تبين حماس نهجها وخطابها السياسي فإن إسرائيل ستجدها ذريعة وتقول عنكم بأنكم حركة طالبانية جديدة وتقوم بمزيد من الخطوات الأحادية الجانب مما يهدد الحقوق الفلسطينية؟ مشعل: من يراهن أن حماس تحت الضغط الواقع ستتغير رهانه خاسر، حماس لن تتغير وفق ما يريده الآخرون إنما حماس ستغير وفق ما تقرره هي، ومساحة التغيير عند حماس في الشكل والمضمون، نعم كل مرحلة لها منطقها لها تكتيكاتها لكن الإستراتيجية واحدة والحق لا يتغير والثوابت لا تتغير، ستنجح حماس في هذا التحدي، ثم أقول لم يملك هذه المخاوف الذين غيروا وبدلوا في الساحة الفلسطينية والعربية ماذا حصل لهم ماذا أعطوا ماذا عملت لهم إسرائيل وأمريكا لقد رجعوا بخفي حنين ولم يعودا بشيء خسروا أنفسهم ولم يكسبوا الآخرين، كسب الآخرين مدخله أن تكسب نفسك وأن تحترم ذاتك حتى تفرض احترامك على الآخرين لن نتغير وفق ما تريده أمريكا وإسرائيل، وإن شاء الله حماس ستفرض منطقها ولغتها وستقدم نموذجا آخر، وباعتقادي نموذج طالبان في مكان ونموذج حماس في مكان آخر مع الاحترام للجميع. سؤال: هل ناقشتم مسألة الهدنة طويلة الأمد مع المسؤولين المصريين، وما هي ملامح تلك الهدنة؟ مشعل: لم نتطرق إلى هذا الموضوع، ولكن البعض عنده التباس التهدئة التي بادرت إليها حماس والقوى الفلسطينية الأخرى في عام 2003 ثم في عام 2005 وكانت النتيجة سلبية لأن إسرائيل لم تحترم الشروط الفلسطينية، هذه التهدئة جاءت في سياق تكتيكي لتقدير الظرف الفلسطيني والظرف المحيط وللضرورة رأيناها في قيادة الحركة وعند القوى الأخرى. أما الحديث عن هدنة طويلة البعض يظن أن حماس تعرض هدنة طويلة وننتظر إسرائيل ماذا ستفعل ونتوسل عندها أن تعطينا حقوقنا هذا يا إخواننا غير مطروح، الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله سبق أن طرح مبادرة كهذه في سياق رمي الكرة في المرمى الإسرائيلي، ليكشف أن إسرائيل لا تريد سلاما واعتراف بالحق الفلسطيني، اليوم إسرائيل غير مهيأة ولذلك نحن لا نعرض مبادرات، باختصار حماس اليوم لا تعرض مبادرة لأن إسرائيل غير مهيأة، شارون بالكاد استطاع أن يمرر على المجتمع الإسرائيلي الخروج من غزة وتفكيك مستوطنات غزة فمن هو القائد الإسرائيلي الذي لديه شجاعة والقدرة أن يفرض على إسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية، نقول لأمتنا العربية وللمجتمع الدولي عندما تنضج الظروف بحيث تجبر إسرائيل على الانسحاب من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 67، وتسلم بحقوقنا بما فيها حق القدس وحق العودة عند ذلك تفضلوا قولوا لحماس ما موقفكم، عندها ستقول حماس موقفها، لكن لن نبقى نعرض مبادرات وإسرائيل تضرب بها عرض البحر أو الحائط، لأن هذا يضعفنا، إن عرضنا المتكرر كأمة لمبادرات يضعفنا ويفقد خطواتنا القيمة الحقيقية، ثم هذا منطق مقلوب أن نبقى نحن الذين نعرض، الضحية تبقى تعرض كيف هي تحل المشكلة، لا، إسرائيل التي احتلت واعتدت وطردت شعبنا وهجرته وترتكب كل يوم مجزرة هي التي عليها أن تعرض، لتعرض إسرائيل ولتعترف بحقوقنا وعلى المجتمع الدولي أن يجبرها على ذلك وعند ذلك اطلبوا منا موقفا. بتقديرنا أن إسرائيل لن تخرج من أرضنا إلا تحت ضغط القوة، وخاصة أنا أجلس الآن في مصر، ما الذي أجبر إسرائيل أن تخرج من سيناء، لو بقيت مصر عند لحظة ال67 لظلت سناء تحت ظل الاحتلال الإسرائيلي، لكن حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر والرسالة التي أوصلتها القيادة والجندي المصري إلى إسرائيل أن مصر قادرة على هزيمة إسرائيل وقادرة على الحرب كقدرتها على السلام هو الذي دفع القيادة الإسرائيلية أن تأخذ قرارا بالانسحاب، ونحن في فلسطين أوصلنا لشارون هذا القرار فانسحب من غزة وسنوصل لأولمرت والذي سيأتي بعد أولمرت إرادتنا أن ليس قادرا أولمرت والقيادة الصهيونية أن يجمعوا بين الأمن والاحتلال. سؤال: هل تم اتصال بين حماس وحكومة اليابان بخصوص المساعدات اليابانية للسلطة وهل تنون السفر لليابان؟ الاتصال بالحكومة اليابانية جزء من خطتنا وبرنامجنا لكن حتى الآن ليس هناك خطوات محددة آمل أن يتيسر هذا الاتصال، وآمل من الحكومة اليابانية أن تدرك حاجة الشعب الفلسطيني إلى دعم العالم وأن تدرك عدالة قضيتنا وأن تدرك أن انتخاب الشعب الفلسطيني لحركة حماس في عملية ديمقراطية شهد عليها العالم كله، عليها أن تعتبر ذلك حقا طبيعيا وأن لا يعاقب الشعب الفلسطيني لأنه مارس الديمقراطية. سؤال: فيما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني، وأنتم في السلطة الفلسطينية، هل ستستطيعون ترتيب البيت الفلسطيني، في ضوء معارضة بعض الفصائل المشاركة في الحكومة، الأمر الآخر يتعلق بالعلاقات مع بعض الدول العربية والإسلامية، هناك بعض الدول العربية تقيم علاقات مع إسرائيل، كيف ستصيغون هذه العلاقة على ضوء تمسككم بالثوابت التي أعلنتم عنها؟ والسؤال الأخير، كيف تنظرون إلى موقف الولاياتالمتحدة بعد الانتخابات التشريعية وفوز حركة حماس؟ مشعل: بالنسبة للبيت الداخلي صبركم على حماس، الذي لم يعمله الآخرون في ثلاثين أربعين سنة تريدون حماس أن تعمله في أسبوعين ثلاث. حماس وعدت وستفي بوعدها وحماس قادرة على ترتيب البيت الفلسطيني على أسس جديدة ونهج جديد لكن لابد أن تعطى حماس الفرصة لأنه في واقع فلسطيني تراكمت فيه سياسات سابقة وليس من السهل حل سحري، البيت الفلسطيني يترتب بدليل نحن في العام الماضي وهنا في القاهرة في مارس الماضي اتخذنا قرار بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بترتيب البيت الفلسطيني بإصلاحات حقيقية ويا دوبك خلال سنة، لم ننفذ شيء، عملنا انتخابات بلدية ولم تكتمل بعد، وعملنا انتخابات تشريعية وهذا أمر تشكر عليه السلطة وحركة فتح والأخ أبو مازن، ولكن لا يزال أمامنا شوط كبير، وبالتالي نحن بحاجة إلى وقت، لكننا إن شاء الله سننجح في ذلك. العلاقات مع الدول العربية هذه الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، كانت تحتفظ بعلاقات جيدة معنا ونحن مقاومة متهمين بالإرهاب فكيف نحن أصبحنا شرعية، يعني من باب أولى أن يصبروا علينا ويتحملونا وإذا كنا شرعية ليس بالضرورة أن نسلك السلوك الذي يسلكه الآخرون نحن لنا شخصيتنا ولنا طريقتنا في التعامل وخاصة نحن نعيش ظرف معقد، وأنا أقولها بدون استحياء لأن المصداقية تفرض علينا أن نصف الأمور كما هي، ليس لأن حماس ستستلم الحكومة وتشكليها يصبح توصيفنا أننا نعيش في سلطة بدون احتلال، قبل أن تستلم حماس وبعد أن تستلم، اليوم واقع السلطة الفلسطينية أنها سلطة تحت الاحتلال كما في الضفة أو تحت تأثير وتهديد الاحتلال كما في غزة هذا ظرف استثنائي هذا ليس كالظرف العربي من الدول المستقلة عربيا وإسلاميا، وبالتالي يفرض خصوصية والخصوصية لها استحقاقات وهامش من المرونة. أما فيما يتعلق بأمريكا نحن لا نضع عدو نواجهه إلا إسرائيل التي احتلت وشردت واعتدت علينا، الذين يناصرون إسرائيل لا نضعهم في موقع العداء الذي يستدعي معركة ولكننا ندينهم ونستنكرهم ونعتبرهم شركاء في الجريمة ضد الشعب الفلسطيني، ومع ذلك نقول للإدارة الأمريكية لن تستطيع الإدارة الأمريكية أن تهزم الشعب الفلسطيني مهما فعلت مع إسرائيل، على الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها هي خاسرة على الحالتين لن توفر الأمن لإسرائيل على حساب الحق الفلسطيني، ولن تستطيع زرع إسرائيل كما هي في المنطقة، ولا يمكن أن تشطب الحق الفلسطيني وتكتم الإرادة الفلسطينية ولو سلحت إسرائيل بكل الترسانة الأمريكية، أيضا خاسرة لأنه مزيد من الامتياز لإسرائيل معنى مزيد من الاحتقان في الشارع العربي والإسلامي ومزيد وتشكل من الظاهرة التي تسميها أمريكا الإرهاب لأن العالم كله أصبح يدرك بأن فلسطين هي أساس المشكلة بين الشرق والغرب، وبالتالي أمريكا خاسرة في الأولى وفي الثانية ومصالح أمريكا ليست في مأمن لأن العالم العربي والإسلامي ضاق ذرعا بظلم أمريكا وانحيازها لإسرائيل. وأريد أن أضيف هنا بهذه المناسبة أنه على الغرب المسيحي هذا الذي يستفز مشاعر الأمة أن يغير نهجه، الادعاء باحترام الديمقراطية والحريات المطلقة في الغرب والسماح لسفهاء في الغرب بالإساءة لنبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام هذا لا يخدم العلاقة بين الشرق والغرب ولا بين التواصل الحضاري في العالم، عليهم أن يحترموا عقائدنا وأنبيائنا نحن نحترم الإسلام ونحترم المسيحية ونحترم اليهودية ونحترم الأنبياء جميعا موسى وعيسى ومحمد وكل الأنبياء، على الغرب أن يحترم عقائدنا أن لا يستفزنا وإذا كانت الحريات في الغرب إلى هذا الدرجة محترمة فلماذا قيدوها وحجموها عندما تعلق عليها الأمر بالحديث عن الهولوكوست والحديث عن اليهود، لماذا هنا ممكن الحجر على الحريات الغربية، وأي عقل لدى الغرب يحترم مشاعر، وبعضها أكاذيب، مشاعر لدى خمسة عشر مليون يهودي في العالم ولا يحترم مشاعر مليار ونصف مليار مسلم يتضامن معه مسيحيو الشرق بكل ثقة، فعليهم أن يعيدوا حساباتهم لأنهم عند ذلك يفجرون تفجيرا هائلا على المستوى الدولي. والذي نراه اليوم مع نشر للصور المسيئة في الصحافة الدنماركية للرسول عليه الصلاة والسلام وإصرار الصحافة الغربية أن تنتقل من دولة إلى دولة هذا لعب بالنار عليهم أن يرتدعوا. سؤال: ما هي الملامح الأساسية في رؤية حماس لاستكمال المشروع الوطني؟ مشعل: أنا قلت الملامح، أولا: تشكيل النظام السياسي الفلسطيني بدء بالتشريعي ثم تشكيل الحكومة على قاعدة ائتلاف وطني، ثم إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لنستوعب الداخل والخارج الفلسطيني. ثم ثانيا القيام بالإصلاحات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني والتغيير الذي يتوخاه حتى يعيش حياة كريمة وتقوم حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أسس صحيحة وعلى حق الاختيار وحماس كونها إسلامية وطنية لا يعني أنها ستفرض على أحد برنامجها وفكرها وبرامجها الاجتماعية ذلك يخضع للاختيار وليس للضغط لا إكراه في الدين. وثالثا الملمح الثالث هو المزج بين المقاومة والسياسة والمقاومة والسلطة والتمسك بسلاح المقاومة وخيار المقاومة للدفاع عن شعبنا أولا والسعي لتحرير أرضنا وانتزاع حقوقنا ثانيا. الملمح الرابع هو التوافق مع محيطنا العربي والإسلامي لنتعاون معا في رسم استراتيجية مشتركة حتى نقدم بعد ذلك أنفسنا للعالم. ثم خامسا التواصل مع محيطنا الدولي والإقليمي لنتكلم لغة قوية ندافع بها عن حقوق شعبنا هذه هي الملامح التي تتصرف بها حماس بهذه المرحلة. سؤال: ما مواقف حماس السياسية مع باقي الفصائل؟ مشعل: أنا أجبت على السؤال لدينا علاقات حوار مفتوحة مع الفصائل وتعاون، وإن شاء الله نصل إلى تفاهمات جيدة كما تفاهمنا في مراحل سابقة سنتفاهم في هذه المرحلة إن شاء الله. سؤال: كيف ستتصرف حماس وهي في السلطة في حالة حدوث عمليات استشهادية أو هجمات صاروخية؟ مشعل: لن تقف الحركة يوما ما ضد المقاومة، لن تدين عملية مقاومة، لن تعتقل مجاهدا، لن تناقض حماس نفسها، حماس في السلطة لم تبرح مربع المقاومة، السلطة لها ميدانها والمقاومة لها ميدانها، ولكن سنسعى مع القوى الفلسطينية المختلفة للتوافق على كيفية إدارة المعركة التي هي نتوافق جميعا عليها، وحق المقاومة سيظل مشروعا للشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه واستعادة حقوقه. سؤال: تحدثتم عن تلقيكم وعوداً عربية بدعم الشعب الفلسطيني، هل طرحتم خلال لقائكم بالجامعة العربية ومع القيادات الرسمية في القاهرة لتقديم الدعم العربي عبر القمة المقرر انعقادها في شهر آذار/مارس المقبل أو عبر أطر أخرى؟ مشعل: نحن بدأنا التشاور مع الدول العربية والإسلامية ومع الجامعة العربية، التشاور يحتاج إلى استكمال وإلى لقاءات لاحقة إن شاء الله، ترتيب الدعم العربي للشعب الفلسطيني ولحكومته الجديدة، سيتم في الأيام القادمة، ولن يتأخر إلى حين انعقاد القمة، وإن كنا نتطلع إلى أن يكرس ذلك في القمة، وأن يكون هناك موقف عربي رسمي يدعم الحق الفلسطيني ويقف إلى جانبه مالياً وسياسيا ومعنويا وإعلاميا وكل أشكال الدعم إن شاء الله، نحن سنتابع خطواتهم من هنا إلى عقد القمة العربية، ولدينا ثقة أن أمتنا ستظل معنا ولن تبخل علينا بدعمها. سؤال: ما هي الدول العربية والإسلامية التي ستشملها زيارات وفود حركة حماس؟ سترونها في الإعلام إن شاء الله، كل في وقته، في دول عربية وإسلامية محترمة سوف تستضيفنا قريباً وتشوفوها بالتلفزيون إن شاء الله. سؤال: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وافقت على المشاركة في الحكومة الفلسطينيةالجديدة، بينما حركة الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة، ما تأثير ذلك على نهج المفاوضات مستقبلاً، وهل ترى ذلك انعكاساً لاختلاف فلسطيني فلسطيني أم ترى أنها ظاهرة صحية؟ مشعل: الاجتهادات الفلسطينية طول عمرها متعددة وبينها مسافات، وهذا ليس أمراً جديداً علينا، لم يكن الفلسطينيون متفقين وعندما أتت حماس "خربطت الدنيا" هناك فهم خاطئ يطرح، إن الشعب الفلسطيني كان يعيش أفضل حياة وجاءت حركة حماس "لخبطبت الدنيا" في فهم خاطئ يطرح، وهو أنه كانت المساعدات تسير على خير ما يرام، فتوقف الدعم، علماً أن الدعم الذي كان يقدم من الدول المانحة كان يذهب إلى جيوب الفاسدين وليس إلى "الغلابة"، على العكس، "الغلابة" كانوا ينظرون إلى الجيوب المنتفخة للفاسدين ويتلقون الدعم من مؤسسات حماس الاجتماعية، كان البعض يظن أن التسوية "شغّالة" والمفاوضات ما شاء الله وقطعت شوطاً كبيرة، وأن حماس عطلت المسيرة، "أبو مازن" الذي رحبت به (إسرائيل) وأمريكا لم يفعلوا معه شيئاً، حماس جاءت على وضع "خربان" باختصار، على مختلف الصعد، حماس ستبدأ الإصلاح، ليس هناك أي شيء تعطل عندما جاءت حماس، فعندما تأتي حماس يأتي الخير إن شاء الله، لا تخافوا حتى لو تكالب العالم علينا، المهم نكسب حالنا، والعالم رغماً عنه سيحترمنا، وفي النهاية ليس هناك قوة في الدنيا تستطيع أن تقهر شعباً متوحداً خلف نفسه وخلف قيادته، لا تخافوا. سؤال: بدأتم جولتكم بزيارة دمشق ثم القاهرة، فهل لهذا الترتيب دلالة، ومتى سينتقل الأخ خالد مشعل لعيش في الأراضي الفلسطينية؟، ثم نسأل تتحدثون عن النصر بثقة، من أين أتيتم بهذه الثقة؟ مشعل: ليس هناك دلالة بالترتيب، إلا دلالة الواقع، أنا مقيم في دمشق، ودمشق تحتضن عدداً مهماً من قادة حماس والمكتب السياسي، ودمشق تحملت في احتضاننا ضغوطاً أمريكيا وعالمية كثيرة، ومن الطبيعي أن نلتقي بالقيادة السورية، التي صمدت بوجه الضغوط ووقفت بجانب الشعب الفلسطيني، ومن الطبيعي أيضاً بعد دمشق أن نأتي إلى مصر، حيث مصر هي زعيمة الأمة العربية والإسلامية، ومثل ما حصل مع إخواننا في غزة، فقد التقوا مع "أبو مازن" والتقوا مع فصائل في غزة، ثم جاءوا إلى مصر، هذا يفرضه الواقع، وليس مسألة ترتيب أهمية أو أولويات، مصر لديها مكانة واحترام كذلك سوريا وكذلك كل البلاد العربية والإسلامية. أما النقطة الثانية وهو موضوع حق العودة هذا حق يتطلع إليه كل فلسطيني لكن حماس تعود إلى فلسطين أو لا، أقول حماس، بل بعض قيادات حماس المقيمة في الخارج، لأن حماس أصلا موجودة منغرسة في الأرض الفلسطينية، بعض قيادات حماس خاصة في المكتب السياسي موجودون في الخارج مفروض عليهم هذا التهجير القصري إن شاء الله سيعودون إلى أرض الوطن في اللحظة التي نقررها نحن دون أن يكون علينا أي شرط، من أي طرف كان. أما موضوع النصر، فيعني يمكن هذا السؤال كان مطروحاً منذ سنوات.