اايث سعيد منذ فجر التاريخ و بدأ الحياة بصمتها محفورة في الطين و الصخر و الإنسانية تعمل و تنتج تشارك تكافح في استمرار الحياة و بناء الغد المشرق و ستبقى كذلك متواجدة و حاضرة في كل منبر و موقع و صعيد. لقد اهترأت أثواب الوعود الكاذبة و الكلام المجتر و لم يبقى وقت للترقيع و بصمة عار على كل مسؤول لم يفي بما قطعه على لسانه. عقود مضت و القبيلة تتعرض للتهميش و الإقصاء و التسلط المفروض عليها من قطب واحد لتكون بذلك تحت رحمة رجالا لا هم لهم سوى ملأ بطونهم ألم يحن الوقت بعد من أجل التخلص من هذا الاخطبوط المكر الذي يعارض كل خطوة يراها جديره بخروج القبيلة من عنق الزجاجة. اذن القبيلة هي تلك الرقعة الجغرافية الملونة على الخريطة الفخمة التي تبلغ مساحتها "كذا" و يحدها "كذا" أم هي تلك المداشر التي تربينا فيها و لعبنا و جرحنا و بترابها الذي علاجنا تدوبنا، أم هي تلك الذكريات العصية على الدفن و التي التصقت في ذاكرتنا منذ نعومة أضافرنا. تركت فيك ما بقي من الصور على شكل حلم و هل لحلمي أن يطرح فيك مولودا جديدا في هذه الظلمة التي الت الى اقصاء كبير غيب فيك السماء و تربا يغطي خطواتك و هواء بحري ينقل رائحتك للبعيد و شوك ينقشك قدميك بالالم و صدى اليوم يقتل فيك الامل و كيفى لي أن اكرر الحديث عنك بصوت عال و لا ظل لك ليسمعني. و كيف لي ان أنسى ما قاله فيك مؤسسك أبي سعيد المريني حينما حينما وقف على أحد ربوتيك و قال " لسحابة اذهبي ان شئت فسيأتيني خراجكي". عانقت فيك التاريخ و الجغرافيا و بدايات المداشر و شداهد القبور و هنا لك مسكت الخيط الاول عند " جبل بوزيزا" مكثت فيه الكثير و منه تعلمت الكثير و عند قمة سيذي مسعود كتبت أول حرف و ترنيمة و عرجت الى كل زاوية و رابطة و مزار ولي صالح كي أقبل و أنحني و تبركا بكرامتهما و شربت الماء من كل عيونك تبركا و عند كل سهل "ثيراث" تذكرت ايام الخصب حيث يزهر الصمت في ربيع يفتح كل طاقات الارض المدفونة منذ قرون و أزمنة و خلت ، أما سمائك فاحترمتها و قدستها و لذلك الانسان يرنو دائما للفوق و العلو و السمو و الأسمو فوق قلعة " كرت" لأستمع الى انشودتك الحزينة و أرى فستانك الفسيح الامحدود.