تستقبل قبائل زيان الأمازيغية كغيرها من مناطق المغرب صبيحة الجمعة عيد الفطر. عيدا لم نعد نميز فيه بين الطابع الديني الجامع للشعوب الإسلامية، و الطابع السياسي المفرق لها . وإلا لما وجدنا جزائريي "مغنية" التي لا يفصلها عن بلدية " بني درار " المغربية سوى وادي صغير جاف، و مغاربة سبتة ومليلية التي لا تفصلها عن مناطق الشمال سوى بضع أسلاك شائكة – يحتفلون جميعهم بالعيد يوم الخميس، وتؤجل فرحة باقي المغاربة إلى يوم الجمعة، لكن العيد كان ولا زال وسيبقى عند الجميع سواء كانوا أفرادا أو عائلات أو قبائل أو مجتمعات مناسبة لتقييم الحصيلة واستشراف المستقبل. بعاصمة زيان خنيفرة والمناطق المحيطة بها عاد العيد ليجد المنطقة قد ازدادت تهميشا إذ تكفي نظرة سريعة للموقع الأول للإقليم " خنيفرة أو لاين " لنكتشف : - انتحارات بالجملة وبشتى الوسائل (غرقا في الماء، باستعمال المشانق، ابتلاع سوائل ومواد سامة ...) - قرى ومداشر وأحياء غارقة في الأزبال والأوحال كما غرقت في التهميش وطالها النسيان . - شباب يقتل بعضه البعض لأتفه الأسباب نتيجة البطالة و "قلة مايتدار" - معطلون حفظتهم شوارع المدينة وخبروها، ألفوا الهراوات وألفتهم حتى أصبحت جزءا من معيشهم اليومي. - جمعيات ومنظمات بعدد النجوم في السماء لا يهمها إلا الدعم المادي الذي تمدهم به الجماعات المحلية ، وأخرى تستنكر وتندد بالوضعية بأنشطة لا ترقى حتى إلى المستوى المتوسط . - بنيات تحتية هشة تكفي بضع قطرات لتكشف عوراتها فتتحول الشوارع إلى مسابح مؤقتة في ظل غياب مسابح حقيقية . - أطفال يغتصبون جنسيا في أماكن مظلمة ، وفكريا وصحيا في مدارس ومراكز صحية بسقوف "كارتونية " لا تتوفر إلا على طبشور وبضع قنينات من الدواء (الصباغة) الأحمر . - رجال بسطاء عزل يقتلون بطلقات نارية في غابات الأرز الشامخ ممن يفترض فيهم أنهم " حماة العدالة ". - سياسيون دهاة يرقصون على حبل المعاناة ويتاجرون في الألم ، ويعدون بالتنمية وعد إبليس بالجنة . - طلبة يحرمون من منحة دراسية بسيطة كان بالإمكان أن تجعل حياتهم أفضل مما كان . - موارد طبيعية ضائعة وأخرى مستنزفة يتربص بها قريشيون من أصحاب العباءات. - زوايا( الدلائية) وقصبات( موحى أوحمو الزياني) ومدن تاريخية(فزاز) تحتضر في صمت كما تفعل الأغلبية الصامتة من السكان . لم يكن هذا سوى غيض من فيض لم يكن الهدف منه تنغيص فرحة العيد على الأغلبية الصامتة ، بقدر ما كان تذكيرا بأن الفرحة النابعة من رحم المعاناة هي الفرحة الحقيقية . أدام الله أفراحكم ومسراتكم وعيدكم مبارك سعيد مع أطيب المتمنيات بأن يجدكم ما سيقبل من عيد ليس بما مضى****** ولكن بأمر فيه تجديد. اضغط أسفله لتحصل على بطاقتك. http://www.arabiccards.com/cards/3id_fetr/3id_fetr_48_L.swf تصوير نزيه شهاب تركيب جواد التباعي