صورة لموقع الزاوية الدلائية. 04-23-2013 03:52 جواد التباعي الزاوية الدلائية :غدر الزمان وتنكر الإنسان. تعد الزاوية الدلائية من الزوايا التي لعبت دورا حاسما في التاريخ السياسي و العلمي للمغرب. خاصة أنها كانت من الزوايا المعارضة للمخزن العلوي . ويمكن الاطمئنان إلى أن تأسيسها كان ،حوالي عام (974 ه/ 1566 م) من طرف الشيخ أبي بكر بن محمد بن سعيد الدلائي لذلك تدعى أيضا "الزاوية البكرية". أجمع كل من تحدث عن الناحية العلمية للزاوية الدلائية على أنها بلغت شأوا بعيدا في هذا المضمار ويكفي الزاوية الدلائية فخرا أن يعد من تلاميذها الحسن اليوسي صاحب "المحاضرات" و "القانون"، وأحمد المقري صاحب "نفح الطيب"، ومحمد العربي الفاسي مؤلف "مرآة المحاسن". مع تزايد دورها العلمي تزايد الطموح السياسي الذي عبر عنه الدلائيون بعد سقوط الدولة السعدية حيث وصلوا إلى فاس وسلا وربطوا علاقات دبلوماسية مع فرنسا وهولندا وانجلترا وأسسوا امارة كبيرة شمال نهر أم الربيع . لكن المولى الرشيد سيتمكن من هدمها في معركة بطن الرمان سنة (1079 ه/ 1668م )، ليقوم بعد ذلك بنفي الدلائيين عن زاويتهم إلى فاس وتلمسان .وتشتيت علمائهم . أعمل السلطان الرشيد معاول الهدم في الزاويتين القديمة والحديثة فظلت مهمشة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم . الزائر للزاوية الدلائية الواقعة على بعد حوالي 8 كلمترات من مركز للجماعة القروية أيت إسحاق بإقليم خنيفرة يصاب بخيبة أمل كبيرة. فشتان بين ما وصفته كتب التاريخ المعاصرة لها ، وما وصفه الأستاذ حجي في كتابه "الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي" في بداية الستينات ، وما تراه عين الزائر اليوم . فلو كانت هذه الزاوية في فاس أو مراكش أو غيرها من حواضر المغرب ، أو كانت من الزوايا الموالية للمخزن لما أصبحت على الحالة التي هي عليها اليوم . لقد دمرت الأسوار وتراكمت أكوام من الطوب الحجارة في زاوية زاوية من دون حارس ، أصبحت مرتعا للرعاة و المتسكعين . ومرعى خصب لأغنام وماعز المنطقة .بقايا صومعة بالزاوية إلى جانب مجموعة من الأقواس وحدها استطاعت أن تقاوم غدر الطبيعة وهمجية الإنسان. والجدير بالذكر أنه يمكن استغلال هذا الإرث الثقافي الحضاري الديني - خاصة مع تواخد مشاريع جادة لترميمه - في تشجيع السياحة الثقافية ،وخلق فرص للشغل بالمنطقة من خلال إنجاز مشاريع تجذب السياح المغاربة والأجانب خاصة وأنها توجد بإقليم خنيفرة الغني باتراثه الطبيعي و الثقافي ، و بالقرب من زاوية أخرى هي زاوية سيدي علي أمهاوش.بالإضافة إلى وقوعها على الطريق الرئيسية الرابطة بين العاصمتين التاريخيتين للمغرب : فاسومراكش . وغنى المنطقة المحيطة بها بالمناظر الطبيعية الخلابة من غابات وعيون مائية وصناعة تقليدية قد تساعد في إعادة الإعتبار لزاوية ساهمت في إغناء الذاكرة التاريخية للمغرب. وإخراج هذا الجزء من المغرب العميق من العزلة التي يعانيها.