الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة بمناسبة اليوم العالمي للشعر
نشر في أريفينو يوم 09 - 05 - 2012


المكان: بلدية بني أنصار
الزمان: الثالثة مساء
التاريخ: السبت 24 مارس 2012
الموضوع: إشكالية الأوزان في الشعر
المنظم: منتدى بني أنصار سيتي للإعلام والتنمية وجمعية بني أنصار لحماية المستهلك
المناسبة: أمسية شعرية بمناسبة اليوم العالمي للشعر
المشاركون: السيد : لحبيب محمودي، الطاهر الحموتي، محمادي راسي
الشعراء: عائشة بوسنينا، حسن الفهري، علال قيشوح، نجيب أياو، بغداد أهواري.
بعد كلمة السيد لحبيب محمودي والطاهر الحموتي جاء دوري لأتناول كلمة بعنوان إشكالية الأوزان في الشعر.
توطئة:
اثنتا عشرة سنة على إطلاق اليوم العالمي للشعر من قبل اليونسكو باقتراح من بيت الشعر بالمغرب، وبالمناسبة أنشدت بيتين فقلت فيهما:
في بلدتي طالها نسيان مزن لا بيت شعر ولا دار به متن
لا ملعب بلدي تغمره فرق يحسب/ لها حاسب ما طاله زمن.
مادة شعر في لسان العرب: الشاعر معناه العالم والشعر معناه العلم، وكلمة الشاعر عند اليونان القدماء معناها صانع والشعر صناعة.
للشعر تعاريف جمة، ومؤلفات عديدة ألفت في شأنه، نظرا لارتباطه بالإنسان، منذ أن وجد الأخير فوق البسيطة، الشعر هو كلام موزون مقفى ذو معنى.
الحطيئة يقول:
الشعر صعب طويل سلمه // إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
وحسان:
تغن بالشعر إما كنت قائله // إن الغناء لهذا الشعر مضمار
والبحتري:
وبديع كأنه الزهر الضا // حك في رونق الربيع الجديد
ومعان لو فصلتها القوافي // هجنت شعر جرول ولبيد
يقول سيسمونديس اليوناني: الشعر رسم ناطق. ويقابله الرسم شعر صامت، وقيل الشعر ديوان العرب. والشعر هو الشعر هو الشعر، والشعر هو ما أشعرك. الشعر يرقص والنثر يمشى… الشعر حكمة تسحر القلب والحكمة شعر يترنم بأناشيد الفكر كما قال جبران خليل جبران.
الشعر نشأ نشأة غنائية
إن كلمة شعر تعني الغناء والإنشاد مثل “شيرو” البابلية و”شير” العبرانية “وشور” الأرامية ومعظمها فقد صوت حرف العين الأصلي كما يرى بعض الباحثين.
هذه الغنائية نجدها في جميع الشعر العربي والأجنبي والأمازيغي الريفي والشلحي والسوسي والحساني.
فالشعر الغنائي الأجنبي (Lyric poetry) وLyric
لفظ إغريقي اشتق من Lyre وهي آلة موسيقية تشبه العود أو القيثارة. وهوميروس الشاعر الملحمي اليوناني، كان يتغنى بشعره بواسطة ألة موسيقية، واشتهر بالأغاني الهوميرية، والإلياذة والأوذيسة وقيل إنه كان أعمى. في العصور الوسطى ظهرت طائفة تنظم الشعر وتغنيه، تعرف بالتروبادور، وأطلق عليهم في وسط أوربا minnisinger وقد تأثرت بالشعر العربي في الأندلس. قصائد هوميروس تناقلها الناس قبل الكتابة، ورواة الشعر العربي القديم، كانوا يروون الأشعار قبل شيوع الكتابة العربية، ويرى بعض المفكرين، أن الكتابة اختراع متأخر في تاريخ كل أمة.
والقصائد الألمانية المعروفة بnibelungen كانت تروى أيضا ومنها “أنشودة الظلام” وهي ملحمة ألمانية جمعها شاعر مجهول وتشبه مكان الإلياذة عند الإغريق. وكذلك بالنسبة للأدب الفارسي، وهذا ما حصل للشعر الأمازيغي عامة وللشعر الريفي خاصة.
قدم الشعر
من الصعب تحديد تاريخ بداية الشعر الجاهلي وحتى الأمازيغي والأجنبي. يقول البعض إن الشعر أسبق من النثر ويكتفي بذلك، وأستاذنا نجيب محمد البهبيتي يرى بأن الشعر الجاهلي ويسميه “بالعصر الفني” أقدم مما يظن، ولم يصل إلينا كاملا، ولا نعرف بناء القصيدة لضياع أجزاء منها.
يقول الجاحظ “وأما الشعر فحديث الميلاد، صغير السن، أول من سهل الطريق إليه إمرؤ القيس بن حجر ومهلهل بن ربيعة، فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام” رغم أن الجاحظ إمام الأدباء وحجة الأدب العربي وعميده، والمشهور بالبيان والتبيين والحيوان وغيرهما، وقد قال ابن العميد في كتبه “كتب الجاحظ تعلم العقل أولا، والأدب ثانيا” فرأيه يبقى غير صحيح فإمرؤ القيس نفسه يقول:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا // نبكي الديار كما بكى بن خذام
والشعر الأمازيغي أقدم من الشعر العربي، فنحن في القرن الثلاثين، يقول شاعر مغمور:
بسم الله أنبذا إمامش غانيني // أنني أرحارف نجذيذ إرباري ميمي
يذكرنا ببيت زهير بن أبي سلمى:
ما أرانا نقول إلا معارا // أو معادا من لفظنا مكرورا
هذا الشعر الأمازيغي يشوبه الخلط والغموض من حيث الرواية والبناء والأوزان، لغياب الجانب التاريخي والعلمي والدراسة الأكاديمية، وفي التراث ما هو شفهي متغير ومستمر كما يقولون، إذ لابد من تدوين هذا الشعر للحفاظ عليه.
الأوزان:
أصل الوزن أي العروض جاء من الغناء وحداء الإبل، وزن الشيء راز ثقله وخفته، والشعر قطعه أو نظمه موافقا للميزان، وحتى كلمة ميزان أصلها موزان، فالكسرة تناسبها الياء ثم قلبت الواو ياء، والشعر كما يرى المهتمون مقسم إلى أقسام تسمى أبياتا، تخضع لمقياس خاص يسمى بالوزن، وعلماء اللغة العربية استعملوا لفظ “فعل” للتعبير عن الوزن وكما حدث في علم الصرف، والبيت شطران مصراعان يتكونان من صدر وعجز، ثم استحدثوا التفعيلات للدلالة على أوزان الشعر المعروفة، وهذا ما نريده من الباحثين في الشعر الأمازيغي أن يفعلوه.
وقد لاحظ بعض الدارسين أن الشعر العربي حافل بالصيغ الطلبية، يمتاز بها أكثر من الجمل الخبرية، مع تجنب لفظ أيضا وفقط، كما أحدث الشعراء عبارات: يا صاح، ( فهذه الكلمة لا ترخم لأن صاحب: ليس بعلم)، ليت شعري، حنانيك… ثم استخدمت في النثر، إلى جانب جمل ألفاظها فيها أصوات لها وقع موسيقي، فيلاحظ من خلال استقراء القصائد بداية القصيدة ببيت مصرع دليل على مطلعها، مع التزام القافية، ونجد قافية داخلية أو ما يسمى بالسجع المشطر، وهناك بحور يتصرف فيها الشاعر، ولا يتقيد بها، كأن يحرك ساكنا، أو يسكن متحركا، أو يحذف حرفا، طبقا لعلم العروض. وفي العروض قال الشيخ الأجل الإمام أبو زكرياء يحي بن علي الخطيب التبريزي رحمه الله: “اعلم أن العروض ميزان الشعر، بها يعرف صحيحه من مكسوره وهي مؤنثة، وأصل العروض في اللغة الناحية… قال الشاعر:
فإن يعرض أبو العباس عني // ويركب بي عروضا عن عروض
ولهذا سميت الناقة التي تعترض في سيرها عروضا…”
ص28 كتاب الوافي في العروض والقوافي صنعة الخطيب التبريزي تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة والأستاذ عمر يحي الطبعة الثانية 1975 دار الفكر دمشق.
والشعر كما هو معروف ومتداول، مركب من سبب ووتد وفاصلة، والتركيب يجمع لأجل الحفظ في (لم أر على ظهر جبلن سمكتن) كتابة عروضية: لم: سبب خفيف أر: سبب ثقيل، على: وتد مجموع: ظهر وتد مفروق جبلن: فاصلة صغرى، سمكتن: فاصلة كبرى ولا يتوالى في الشعر أكثر من أربعة أحرف متحركات. ولا يجتمع فيه ساكنان إلا في قواف مخصوصة، كما في قول أبي العلاء المعري
فرمنا القصاص وكان التقاص// حتما وفرضا على المسلمينا
والرواية الجيدة: وكان القصاص لئلا يجتمع فيه ساكنان. انظر نفس المرجع المذكور أعلاه ص 29.
ولابد من ذكر الخليل بن أحمد واضع العروض وقد وجد
خمسة عشر بحرا تجمعها خمس دوائر
1) دائرة المختلف تضم: الطويل والمديد والبسيط
2) دائرة المؤتلف تضم: الوافر والكامل
3) دائرة المشتبه تضم: الهزج والرجز والرمل
4) دائرة المجتلب تضم: السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث
5) دائرة المتفق تضم: المتقارب
وزاد الأخفش بحرا جديدا وهو المتدارك أو الخبب وزنه (فعلن فعلن فعلن فعل)، وعلم القوافي تسع، ثلاث مقيدة وست مطلقة، وعيوب الشعر: من إقواء، وإكفاء وإيطاء وسناد وتضمين وإجازة بالزاي منطوقة وقد تقال أو يقال بالراء ورمل وتحريد، ثم صناعة الشعر: التطبيق والتجنيس والاستعارة والمقابلة والإرداف والتسهيم والتفويف والسلب والإيجاب والهزل الذي يراد به الجد…49 صنعة. وألقاب العروض: المقبوض المكفوف المعاقبة بين الحرفين الخرم الأخرم الخزم الأثلم الأثرم السالم المحذوف المخبون المخبول المذال الأقصم الأعقص البريء…55 لقبا كما جاء في كتاب الوافي في العروض والقوافي، لا يمكن استيعابها من زحف وعلل وما زيد وما حذف وما سقط وسكن وخرم، أظن أن بعض الشعراء ينظمون دون مراعاة هذه العيوب، وهذه القيود المستعصية ربما هي من الأسباب التي دفعت بالشعراء في العصر الحديث، إلى التحرر وعدم التقيد بالأوزان حتى في الشعر الحر، فقد ظهر ما يسمى بالشعر المنثور أو شعنثر أو قصيدة النثر أو قصيدة نثرية.
وهناك من يتقيد بوزن متفاعلن ست مرات في الكامل، وأربع مرات في مجزوئه، وقد ظهرت الموشحات في الأندلس استجابة لظروف الغناء والموسيقى، وتجاوب الشعراء مع البيئة الأندلسية التي كان فيها الترف والنعيم واحتكاك العرب بالأعاجم، وهي تتكون من البيت والغصن والقفل والخرجة والمركز أو المطلع، والموشح الذي ليس له مطلع يسمى بالأقرع، والذي يبدأ بمطلع يسمى التام، والموشحات تعتبر أيضا ثورة على القصيدة في الأوزان والقوافي، كما كانت هناك ثورة على بناء القصيدة العربية القديمة، فالوشاح في اللغة: حلية ذات خيطين يقال وشح المرأة أي ألبسها الوشاح، ووشح الخطيب الخطبة زينها، وفي هذه القصائد لا يتقيد الشاعر بقافية واحدة، وكذلك ظهر شعر الزجل، ثم الشعر الحر سنة 1947، في العراق فنازك الملائكة تقول في كتابها قضايا الشعر المعاصر الطبعة الثانية 1965ص53 مكتبة النهضة بغداد: (غير أننا نلح مع ذلك على التذكير بأن الشعر الحر ظاهرة عروضية قبل كل شيء، ذلك أنه يتناول الشكل الموسيقي للقصيدة، ويتعلق بعدد التفعيلات في الشطر، ويعنى بترتيب الأشطر والقوافي، واستعمال التدوير والزحاف والوتد، وغير ذلك مما هو قضايا عروضية بحتة)، ونازك نفسها قصيدتها الحرة كانت بعنوان “الكوليرا” هي من الوزن المتدارك (الخبب) انظر ص23 من نفس الكتاب.
الوزن في الشعر الأعجمي
الشعر الأعجمي كما يرى أحد الأدباء، لا يقاس بالتفعيلات بل بالمقاطع، فهناك كلمات تتألف من مقطعين قصير وطويل أو العكس، وبكل verso سطر، أو بيت شعر، عدد من المقاطع ثمانية أو تسعة أو أكثر، والأوزان الأعجمية المتداولة لا تتجاوز الخمسة،
وفي الأدب الإنجليزي لا تقاس المقاطع بالطول والقصر، بل بالقوة والضعف، والأوزان الغربية قد اقتبس معظمها من الأدب اليوناني واللاتيني، ففي العصر الكلاسيكي التزم الشعر وزنا واحدا أو وزنين وبعد الثورة الرومانسية اتخذ الشعر طرائق مختلفة متعددة، وهناك من ألف أشعارا غير منطبقة على الوزن كما فعل الكاتب الأمريكي والت وتمان ولكن هذه الثورة لم تلق انصارا، و في فرنسا وانجلتر لم تجد هذه الدعوة نجاحا.
في الملحمة الشعرية الإغريقية تنظم في البحر السداسي، والمرثية مقسمة إلى طوائف كل منها مؤلفة من بيتين: الأول منهما هو البحر الملحمي السداسي التفعيلات، والثاني خماسي أو هو بالأحرى مركب من التفعيلات الست السابقة، غير أن ثالثتها وسادستها غير تامتين انظر تاريخ الشعر العربي 1967 الطبعة الثالثة لأستاذنا نجيب محمد البهبيتي، وبعض اللغات يخلو من القافية، فلكل بيت قافية مستقلة كما في اليونانية، وفي الفرنسية والانجليزية تتفق قافية البيت مع قافية البيت الذي بعده، وهي القافية المتعانقة أو مع التالي لما بعده، وهي القافية المتقاطعة، على حين القافية في الشعر العربي القديم تسير على نمط واحد مع لزوم ما لم يلزم انظر ص468 طبعة 1973 النقد الأدبي الحديث د محمد غنيمي هلال.
إن الكلام الذي يسمى شعرا يجب أن يستوفي أركانا ثلاثة:
1) أن تكون المعاني مما ولده الخيال.
2) أن يكون اللفظ متخيرا بحيث يلائم طبيعة الشعر الخيالية والموسيقية.
3) أن تكون الألفاظ ذات انسجام خاص هو الذي نسميه الوزن.
هذه الأركان لعميد الأدب العربي طه حسين في الوزن والشعر، وكأنه يجعلنا أمام عمود جديد للشعر العربي كالذي عند المرزوقي.
1)شرف المعنى وصحته 2)جزالة اللفظ واستقامته 3)الإصابة في الوصف 4)المقاربة في التشبيه 5)التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن 6)مناسبة المستعار منه والمستعار له 7)مشاكلة اللفظ للمعنى.
وقدامة بن جعفر يقرر أن الشعر مؤلف من أربعة عناصر: اللفظ والمعنى والوزن والقافية ويتألف من هذه العناصر أربعة عناصر أخرى هي: 1)ائتلاف اللفظ مع المعنى 2) ائتلاف اللفظ مع الوزن 3)ائتلاف المعنى مع الوزن 4)ائتلاف المعنى مع القافية
ويقول إن العلم بالشعر ينقسم أقساما:
فقسم ينسب إلى علم عروضه ووزنه
وقسم ينسب إلى علم قوافيه ومقاطعه
وقسم ينسب إلى علم غريبه ولغته
وقسم ينسب إلى علم معانيه والمقصد به
وقسم ينسب إلى علم جيده ورديئه
الأوزان في الشعر الشعبي
هذه الأوزان يشوبها التعقيد والغموض وتعدد الآراء لانعدام الجانب التاريخي والعلمي والدراسة الأكاديمية، وانعدام التدوين والتوثيق، لأن كل ما هو شفاهي في التراث متغير ومستمر، واللغة تتطور داخل الزمن كما يقال.
يرى المستشرق وليم مرسي بأن الشعر الشعبي في المغرب العربي، هو من فصيلة الشعر الفرنسي المتحرك الساكن، ومن حيث بناء الكلمة ينسب إلى لغة من اللغات القديمة بونيقية كانت أو بربرية، إن هذا الشعر بربري في إيقاعه، هناك قصائد بربرية في المغرب العربي، تشبه تراكيبها ومقاطعها الشعر الشعبي، قد يكون متأثرا بالشعر العربي، أو بلهجة من لهجات قبائل العرب التي جاءت إلى المغرب العربي مع تغريبة بني هلال. هذا مجرد رأي يحتاج إلى مناقشة وتصحيح.
قال الشاعر البربري لزوجتيه وقد أقلقتا راحته، بما تحدثه كل واحدة منهما عن نقائص ضرتها:
يزي سي طمامت // كيمي باقي الدقا مات
المعنى: يكفي ما قالت وقلت فأنتما دائما تثرثران.
وهو بيت مصرع، وانتهى بنفس الحرف، ولكن لا نعرف وزنه، وهذا ما نرجوه من الباحثين لحل إشكال الوزن.
وقد عثر على بحور تشبه الخبب تسكن عين فعلن وصورته: فعلن فعلن فعلن فع وقد يرد: فعلن فعل فع وفي بحر الخبب: فعلن فعلن فعلن فعل بكسر العين.
الإزري في الشعر الريفي لا بد من التصريع، ويرى أحد الباحثين أن القافية بالمعنى العربي لا وجود لها إلا في قصائد خاصة في شعر الشمال، والروي في الشعر الريفي لا يكون دائما حرفا، بل يكون كذلك حركة طويلة، ما دامت الأمازيغية الريفية لا تتوفر على حركات طويلة، فقد استعضناها لتنوب عن الحركة القصيرة، فالروي في الإزري حركة فتح طويلة وليس بحرف، إن القافية الموسيقية من خصائص القصيدة الأمازيغية الريفية.
ومما هو معروف في الشعر العربي هو السبب المذال لا يقع ولا يدخل حشو الصدر أو العجز، غير أنه في الشعبي يعتبر ركيزة من ركائز الحشو في البيت، وعلامة من العلامات التي تميزه عن الشعر الفصيح، لذلك كان اسم الفاعل في المضاعف الذي لا يدخل حشو البيت في الشعر العربي الفصيح، يدخل حشو البيت في الشعر الشعبي.
البحور الشعرية التي أحصاها الخليل وما زاده الأخفش، تعتمد في تفعيلتها أو جملها على الوتد المجموع والسبب الخفيف، اللذين هما أصل المفردات الإيقاعية، التي هي السبب الخفيف والوتد المجموع والوتد المفروق والسبب الثقيل، أما الشعر الشعبي فيعتمد مفردات إيقاعية أخرى غير السبب الخفيف، والوتد المجموع وغير الفاصلة الصغرى.
ويرى الباحثون أن المفردات الإيقاعية للشعر الشعبي ثلاثة:
1)السبب الخفيف
2)السبب المقطوع
3)السبب المذال أو المضاعف.
إن الشعر الأمازيغي الريفي يعتمد على: 1)ميزان للا بويا من خلال ما نسمعه من قطع غنائية. 2)ظهور إيقاعات جديدة 3) إيقاعات أحيانا منعدمة ومضطربة 4)شعر فيه طبع تارة وصنعة وتكلف تارة أخرى.
هناك إشكالية كبرى عبارة عن أسئلة تحتاج إلى أجوبة شافية مقنعة بحجج دامغة، وليس بافتراضات لا أساس لها من الصحة، عن الطريقة التي وصل بها هذا الشعر إلينا من حيث الأوزان وتركيب أو بناء أو معمارية القصيدة.
على الباحثين المهتمين بالجانب التاريخي واللغوي والإنطربولوجي والأركولوجي ووو… أن يبحثوا في الأوزان التي هي موجودة في الشعر الأمازيغي الريفي، ويعملوا على استخراجها كما فعل خليل بن أحمد الرجل العالم، لأنه استخرج بحورا من بحر واسع وعميق، عليهم أن يذهبوا إلى البادية ليأخذوا اللغة والشعر، كما كان يفعله الشعراء واللغويون ومن بينهم بشار بن برد الذي كان يدخل في أبياته كلمات بدوية وكان يريدها أعرابية، لا أن يذهبوا إلى المؤتمرات، وصرف الأموال، والجلوس على الكراسي وتضييع الوقت فيما لا يجدي وينفع، فالعلم يجب أن ننتفع به، وهو منفعة عامة، وطلبه فريضة على كل إنسان كيفما كانت جنسيته، فالشعر واللغة الامازيغية الريفية هنا في بني انصار لا في باريس وبروكسيل وموسكو ومدريد… إننا نطالبهم بالجلوس لعقد ندوات، ومناقشة قضايا لغوية من قواعد وصرف ووزن للشعر، لتطمئن قلوب المبدعين، لنستفيد طرا من تجاربهم وأبحاثهم، لا الرجوع إلى الوراء كما فعل بعض الباحثين… لقد بدأ الاهتمام باللغة الامازيغية في أوائل السبعينات من القرن الماضي، علينا أن نرى أعمالهم ومجهوداتهم فلماذا السكوت والنفور؟؟ كما يجب البحث عن كلمة أمازيغ التي تعني الحر والشريف، فقد وردت في الكتابات القديمة جدا بصيغة مازيس mazices وقد أطلق عليها الرومان: البربر، وعن كلمة تيفيناغ التي ترجع إلى 2500ق م أو 3000ق م أو..؟ فهناك اختلافات حول التسمية والزمان.
ميزان للابويا لم يعرف لحد الآن أصله ونشأته وهذا ما نريده من الباحثين، يقول البعض إنه انحلال وتحول لكلمة عربية مولاتي سيدتي، بويا مولاي سيدي ففي هذه الحالة الغناء التام الأصلي يكون بهذا الشكل: “أيارا للايما أياسيدي بابا” ثم سينحل إلى الشكل التالي: “أيارا اللايارا أيارا اللابويا” أصلها مصري قديم انتقل إلى الأمازيغية في فترة تاريخية قديمة يوم كان المشارقة متصلين بسكان شمال إفريقيا، وأصلها يرجعونه إلى كلمة ياليل أو ياليلي، لأن المصريين يستهلون غناءهم بترديد هذه الكلمة في أغانيهم وتعني يا حبيبي. أصلها عربي لأن العرب كانوا يفتتحون أغانيهم بترديد كلمة ياليل أو ياليلي.
هذه الآراء عبارة عن افتراضات وتقديرات واهية مردودة يجب مناقشتها وتصحيحها، لأن كل واحد يدلي بدلوه في المسائل القديمة في غياب التدوين والتوثيق.
أربعون سنة أو أزيد من البحث، وما زلنا نناقش كلمة للابويا، عبارة عن وزن يردده الشعراء المطربون، في الحقيقة هي تفعيلة كتفعيلة بحور الشعر العربي مستفعلن وفعلن وفاعلن وو…هذه التفعيلات تتغير حسب البحور كذلك للابويا تتغير من غناء إلى آخر تارة بالترقيق وأخرى بالتفخيم والتشديد، فتارة نسمع أيار بتشديد الياء وأخرى بالترقيق وأخرى تتغير بنيتها تتحول إلى آويرا بطريقة سريعة كما في كعكع يازبيدة وهو لحن جديد، وإلى أيرلليرا بكسر اللام، وشدها، وتارة بفتح وتفتح في اللابويا. لقد آن الأوان لعقد جلسات محلية وجهوية ووطنية، لاستخراج الأوزان من القصائد الشعرية الريفية المتوفرة والمدونة، لا الذهاب إلى البلدان التي لا تعرف هذه اللغة ولا تتكلم بها، ولا تتذوقها ونصوصها الشعرية…!!! نتكلم في المقاهي ونناقش المسألة الأمازيغية وقضايا أخرى، كالبحث عن أصل وجذور الكلمات، ولكن يبقى ذلك مجرد كلام بدون تفعيل، وقولا بلا عمل، ومضيعة للوقت…!!!
إن الشعر الغنائي الريفي الذي وصل إلينا هو الذي سجله بالنسبة لهذا الإقليم المرحوم الشيخ شعطوف في 10 أبريل 1955 بالإذاعة الوطنية ثم الشيخ المعروف بموذروس نتمسمان وغيرهما نماذج شعرية يقول الشيخ شعطوف:
أميمونت أميمونمت موشواف إشدان خوزدجيف//مايوشام ورنام رامي ثبادراذ الليف
يغنيها بإيقاع موسيقي ثقيل بالتشديد على الياء: أيارا / الابويا، ثم بمد الصوت مع التخفيض في الابويا. يردد في الشطر الأول/ أيارا اللايار اياراللابويا ويكرر نفس الميزان في الشطر الثاني ويقول أيضا:
أميمونت أميمونت ميمونت مهلكن // الحالة انتمزي إشم يسبوهريان
يغنيها بإيقاع موسيقي خفيف بعدم تشديد الياء أيرا / ليرا بحذف الألف.
ويقول أيضا:
أيسيغ أسينياث أزايس أرياغ غار أدروج // أركاس غايوضان أرقاث شم أخدوج
أيسيغ اسنياث ثشور أر ثاقمونت // أركاس ذاي غايوضان أيسيث شم أميمونت
أياللا يما يما نش مايمي // خرقنتايي ثيرا أسبوهريانتايي
واسم ميمونت يذكره شعراء آخرون كما كان يفعله شعراء العرب من ذكر هند وليلى…
أميمونت أميمونت أمثيوارين أسرونت// ماذيشتان إثنيذ ماتناين أذاعذونت
يقول آخر:
ميمونت ثهوى أتجم ثخرزين أخوذم // يقارم الليف أنام منجاراييد أكيذم
أميمونت أميمونت مايمي زايي ثسخيذ // أرامي كيم أنومغ وغارذايي ثجيذ
ü في الافتخار:
أموح وريارتي ركراط ورتيكسي // إكسي ماتيا ضورا ياسروقان ثيمسي
أموح وريارتي أذوجار خيذارن // إشارا باشكليت إسكوان ميتاين
أياذرار نكتامة ثوذشت ذرهوى // أياربا علال ذني يضرا يسوى
شهار أيورينو شهار خمس يذسان // شهار ألف إينو أمويور جاراسن
ü في الأفراح:
أيامورايناغ يفاغ بارا يوذاف // ييسيد أرباكياث كامل اتيكياف
أيامورايناغ والله ماشنغيار // شك أتبنيذ السور نشين اثنجيار
أمسرقان إزوران نرخوخ أكذرمان // كانيو ذنوقارث نشين اذدورو يصفان
اتاسيع ارباراني اتسع واجب أغيرين // نشين قانوساد أنيري ذراعوين
ü في إعداد الحناء للعروسة:
أرحاني ناغ أذاميمون // أرحاني ناغ أذا مسعوذ
أتاراس ثوذارث أذام يدار // أذيراح ميضاراندعان رذوار
حين قدوم العروسة والنساء والفتيات يرددن:
آيا ثاسريث ناغ آيقات آيقات // آيماس أنموراي آيسي رفنار أرقات
ü وعن البحر:
أكيغ ربحار ربحار إزعفايي وسرام // منخافي يكين وريكي خومسرام
أربحار أربحار مشحار يوي ذيوذان// اتاوكذاغ أياما ويذن غايوذان
بوقانا بوقانا آمان ديزيزاون // ألانتشا ذي ربحار إتاويد إمطاون
هذا البيت ذاع صيته وانتشر محليا وجهويا ووطنيا بل وعالميا حتى بعض المطربين يرددونه في سهراتهم على شاشة التلفزة، وكما يحصل أيضا لكع كع يازبيدة
ü في الحصاد والمواسم :
أمجار أيمجار قاتقساذ فوس أناش // أتقاساذ ملعيون أكذو غزذيس أنش
أكر زيش ألليفينو غاريجار أني // أنمجار إمندي بوثعياشين أني
ماناخير بنعمان اتمناط إهدو // بنعمان خيري ذازذاذ أغدو
ü في الهجرة:
يوجارام يوجارام ينيا ذي مشينا // إيس أروذ أنام تبعيث أيامينا
يوجارام يوجارام يجشم ذي ريام // يجشيم ذي ارهم ذرمعيشة نطرام
إشرق أوعفان إشرق ذي ثفسا // رمي دغايروكاح ينس أحجب إيذا
روح أيعفان منا رحجوبيثا // يسقسا خاثيازيط أناس ماثوروشا
ثورو إجان ستا إخ ثرضا وها // موزونة تامجاحت أوقيا أذ باطاطا
هذا الشعر، علينا أن نجمعه وهذا دور الباحثين، ونكتبه قبل أن يضيع كما ضاع السابق، لأن التراث الشفوي يحكمه قانون الاستمرار، وقانون البدائل، “فالشاعر ذو الرمة الأمي البدوي يؤثر أن يكتب شعره، فيقول لعيسى بن عمر الثقفي: اكتب شعري فالكتاب أحب إلي من الحفظ، لأن الأعرابي ينسى الكلمة وقد سهر في طلبها ليلته فيضع في موضعها كلمة دونها ثم ينشدها للناس، والكتاب لا ينسى ولا يبدل كلاما بكلام”.
ü في طلب الاستسقاء:
أغنج إيتمليلح ///أرب سروت أمليح
أغنج إيتتر أدهن ///وريوف من زيغيذهن
أنزور للا عيشى///أنزر أديعشى
في طلب المغفرة والتأمل:
اللهن اللهن أتغفارذ أدنوبينو
السعذنس يارب وني يزوجن إزوم
يخذم الدين انس يحكم رذقموم
1)اللهم لي مالي اللهم لي قدار
2)ورنسن أنمث ورنسن أندار
3)ورنسن أنوض أور أذانوغ يويغزار
4)ورنسن إندرنغ ذربارأورذربحر
5)إوقيا نجاوي ذي ثحانت أوعطار
6)أقمم ذبرشان إحرقن سرعنبر
7)ثغمس أرقد أرقد رذشت ما ثوجار
8)سيذي ربي سيذي سيذي يارمذبر
9)أدبار خويجر أرينس إيودار
10)يزنز ثمورثنس وريجي رذشبار
11)يزنز ثحيمرثنس وريجي رذزمار
12)يزنز ثورثوتنس وريجي من غيفسار
ü في الوطنيات وذكر الحروب:
الله ايتاهنيك أبوعرك أرومي
أخم ورذ نخريق أخم ورذنجمي
أخم ورذنحثيش أربيع أكذمندي
أخم ورذنزي ثيفونسن أوغي
والله حمثقمذ ذربيع أومسوشي
إوذان ورشتكسن أرمار ورشهدي
ü في هجرة المواطنين من ناحية النكور
الله إتاهنيك أرقايذ نطابور
نشن نجور انروح شك أزذغ انكور
ü وفي أدهار أبران
أيا أدهر أوباران إيوسس انيخسان
ونزيس إغرن إغرزيس أزمان
ثورد طيار ثورد أتوث
رب وغيمثن ورستوض أنوبث
وني كنو إغران أزيس إغر أزمان
إمن إغر أغربو يكورن سنج أيومان
يقول الأستاذ قدور الورطاسي عن كتاب حرب الريف التحررية ومراحل النضال جريدة العلم ص8 أكتوبر 1976 “فلكم رقصت نفسي طربا لتلك المواقف التاريخية عن رجالات وفتيات الريف ولكم ذرفت من دموع الفرح بتلك الانتصارات الخاطفة المتوالية التي استعرضها المؤلف بدقة التفاصيل مرفوقة بالحجج الملتزمة الملموسة، ولا سيما في المعركة الأولى التمهيدية لمعركة أنوال الكاسحة “أدهار أوباران” فلقد تمليت كثيرا تلك الأناشيد البطولية الحماسية لفتيات الريف ولا سيما هذه المقاطع: ياجبل أبران مفتت العظام القبطان إيبريا هجم على تمسمان قل ما الذي غرك؟ لم نصبت الخيام؟ هل غرك أقرقاش وعمر بوزيان”
ü في العاطفة:
سور أثمج إيني إورنم // حوم أتيوذ النون إيبرغن أكذم
ثمسريكذم أموامن ذيرجروف // أقم إمشنينو ومني اشيغ بونرجوف
ثيطاوين أنم أسذعقنت أورينو // أشك ذي يغذاران أموذروس ينو
أرحني ني إثكذ إتدوم إنقس // أرعيب أني ثنيذ إتكوذيد إتقس
يني ما وار ثمريشاذ أتفاح إغزران // أشك ايتعايانغ أبلاطانو ينوان
أقم أشم يغوى بوثمونيوت إمشذن // أزجيف أنس يشور أسثيشن ذوطذن
ü في الخطوبة:
قال الخطيب لخطيبته أنغاسث إيمم
وردت تقول: عليك أن تعجل بالعرس
إيوا يامشومنو ورتجا أرمار
ورثوفذ أحوري أود رذهكار
إيوايامشومنوورتجا أرمار
ورثفذ أحزام أود رذقتار
إيوايمشومنوورتج أرمار
ورثفذ ثسغناس أود رذيغرواض
إيوايامشومنوورتج أرمار
ورثوفذ ثشربشت أود رتسبنشت
إيوايامشومنو ورتج أرمار
ورثوفذ أرن أود رذنخار
إيوايمشومنوورتج أرمار
ورثوفذ إهركاس أود رذيمذواس
هذا الشعر طغم بلا ريف وما أوردته من نماذج يعتبر غيضا من فيض وبرضا من عد، لقد ضاع منه الشيء الكثير لهلاك حفظته ورواته، وانعدام وسائل التدوين علينا أن نحافظ عليه بجمعه، وألا ننتظر المؤتمرات والندوات التي تعقد خارج الوطن وخارج بلدتنا بني أنصار التي فيها باحثون يبحثون في القضية الأمازيغية، وأن ينزلوا إلى الواقع، ويسألوا القدماء من الرجال والنسوة، وأن يشدوا الرحال إلى البوادي لسماع اللغة والأغاني والشعر… لا أن يحملوا بطاقة باحث ويطوفوا بها في رحاب المؤتمرات البعيدة عن واقعنا، إن تقاليدنا وثقافتنا تموت شيئا فشيئا، أين ثقافة الأعراس التي تحمل في معانيها علاوة على الأفراح: التضحية والتعارف والتعاون، وصلة الرحم والمشاركة والمساهمة وغيرها من دلالات،؟؟ إننا نمحو هذه التقاليد بإقامة “تريتورات” التي تحدث الجفاء بين العائلات.
إن الشعر الريفي الذي وصل إلينا انتقل من مرحلة الكلاسيكية والرومانسية، ويمثلها شعطوف الذي فشل في حبه لميمونت، الذي كان عذريا، إلى الواقعية كما في أغنية جواز السفر، وظهرت قصائد تتحدث عن الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، كما عبر هذا الشعر عن المقاومة الريفية أثناء الحركات التحررية، فإن قيل إن أعذب الشعر أكذبه، فإنه في بعض الأحيان صادق والأدب دائما يمهد للعلم فخلال الربيع العربي كان الشعب العربي يردد قصيدة إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي، وكان الشعب التونسي جعل بداية القصيدة شعارا لكسر قيود الظالمين المستبدين، وكان على حق شاعر النيل حافظ إبراهيم حينما قال:
إذا ألمت بوادي النيل نازلة /// باتت لها راسيات الشام تضطرب
وفعلا بعد مصر بدأت سوريا تضطرب وما زالت إلى يومنا هذا، ويكفينا فخرا أن يقول سيد البشرية الرسول صلعم: إن من الشعر لحكمة، حينما سمع لحسان يقول: إذ عادة الكافور إمساك الدم.
نرجو من الباحثين ثانية أن يعملوا على حفظ هذا التراث الغني العتيق العريق، الواسع العريض العبق، من الضياع، وجمعه والبحث في استخراج أوزان شعره، ففي مدينتنا شعراء، يحتاجون إلى توجيهاتهم، إننا نرى الباحثين يعقدون لقاءات في بقاع العالم، عليهم أن يعقدوها هنا كل ما حل اليوم العالمي للشعر، ويخصصوا أياما دراسية للنظر في الأوزان المستعصية، والرفع من مستوى هذا الشعر، والشعر اسبق من النثر كما قيل، وعليهم أن ينزلوا من أبراجهم العالية الطوباوية، إلى أرض الواقع للمناقشة، وطرح الهم الثقافي للنظر فيه، فإن سلوك النفور لم يعد صالحا، لأن اليوم لم يعد مجديا ذلك المثل الإسباني الذي يقول بالمعنى: “اكسب شهرة ونم”، فاليوم الشباب كله مسلح بالعلم والثقافة المحلية والعالمية.
يليق بي أن أشير إلى بعض الأغراض في الغناء والرقص في التراث الشعبي الريفي.
1)للابويا للايار: يغنيها المغنون مع ذكر القصائد المنظومة قبل كل بيت، وتؤدى مع الآلات الموسيقية كالقيثارة والدف والناي كما عند شعطوف ومن أتى بعده، وهذا النوع من الأغاني يردده الشباب في الأعراس وغير ها، وكثيرا ما تكون القصائد في الغزل والمدح والذم والعتاب.
2)إمذيازن: يقومون بجولات عبر المداشر أثناء الأعراس والأفراح والمواليد، ويعتمدون على”البندير” والمزمار ويسمون إزفورن.
3) الشظيح: وهو الرقص الذي يكون في الأفراح، يقف الرجال في صف، والنساء في صف آخر مع ترديد إزران وغالبا ما تدور حول مدح الشخص الذي قام بالعرس أو ذكر مناقب القبيلة، والشظيح يختلف من إقليم إلى آخر من حيث الشكل والمضمون.
4)رغنوج: هو التغني بإزران لكن الفتيات يرددن إغنجن وهن جالسات.
5)إشرابن أو إنشادن: وهم الشعراء الذين ينظمون القصائد سواء في الغزل أو المدح وغير ذلك من المواضيع، والبعض يطلق على الشاعر بوثقسيسين والقصيدة ثقسيست والبيت: إزري.
6)أقلوز: وهو الرقص الذي تقوم بتأديته فتيات عفيفات في الأعراس والأفراح وقد ترقص فتاة واحدة أو أكثر.
7) الغناء الديني: يقوم به الرجال والنساء في الزوايا في مدح الرسول صلعم وتستعمل أحيانا الأدوات الموسيقية كالناي والغيطة والبندير والطبل كالصاويين والعيساويين والدرقاويين والبوزيانيين وغيرهم وقد يطوفون بالمداشر وهم يدقون الطبول حاملين علم الشيخ فلان أو فلان… وخصوصا في عيد المولد النبوي.
واختم ببيت شعر صنعته بمناسبة هذا اللقاء:
إيزري نيشان وني غنيني سرميزان // وني غيسروبان أور أذيخسان
ها مش
هذه كلمتي بهذه المناسبة أود أن أدرجها كاملة لأنني تفاديت بعض الصفحات، وكنت مسرعا في عرضي نظرا لضيق الوقت لدرء الملل، تاركا المجال لإخواني الشعراء ولكل مقام مقال كما يقال، ومراعاة مقتضى الحال الذين أجادوا وأفاضوا واستفاضوا، ومن الواجب أن نفتخر بهم ونضاهي بهم شعراء آخرين، وأن نشجعهم ونكرمهم وعلى رأسهم الشاعرة عائشة بوسنينا العصامية الصادقة في أشعارها، ذات الصوت الحنون والكلمات الرقيقة الرنانة، ونشكر الحضور بمختلف شرائحهم ومستواهم الثقافي، وكلنا سواسية في الشأن الثقافي، والثقافة هي التي توحدنا وتدفعنا إلى التفكير في هموم مدينتنا، وبهذا اللقاء الذي كان فريدا من نوعه نكون قد وضعنا لبنة جديدة وأرضية للانطلاق الثقافي، إضافة إلى الانطلاقات السابقة، ولكنها لم تكن بهذه الكيفية، لأن هذه الأمسية شارك فيها شعراء بني انصار، وسيكون موعدنا بحول الله مع المسرح، ونطلب من جميع السادة الأساتذة والمهتمين بالمسرح والشباب، أن يفكروا في إخراج مسرحيات، لتعرض في ساحة الحديقة في الصيف المقبل، لسطر الجهل المطبق المخيم علينا منذ سنوات، ولدحر الخوف والوجل والحياء، إن مدينتنا تشيخ وهي شابة، وتموت وهي حية، ففي المسرح ينطلق اللسان، ويتحرر من العقد، ويكتسب الممثل الشجاعة الأدبية، والثروة اللغوية والأفكار والتجارب، فلا بد من إيجاد أمكنة للقيام بالنشاط الثقافي، لإبراز المواهب الفنية التي تضيع ويصيبها الكسل والخمول بسبب التهميش، وعدم معرفة أهل الشأن المحلي لقيمة الفن الذي هو فوق العلم، والفن هو إنسان مضاف إلى الطبيعة، وكما قيل ويقال “الشعر وحده يقول كل شيء في الشيء واللاشيء، الشعر وحده يبقى مخلصا للحياة حتى في الوقت الذي تخون الشعراء اللغة وتخطىء قصائدهم الطريق “والشعر فن والموسيقى أيضا، وهما متداخلان حتى قيل فيهما الشعسيقي كالصومتة في الصوت والصمت والنحلحة في النحو واللحن والعندلة في المعنى والدلالة.
في هذا اللقاء عيدان عيد عالمي للشعر، وعيد محلي لأول مرة في بني انصار حيث التقى فيه شعراء بني انصار وبحول الله سيكون دائما عيدا محليا لجميع الطاقات الشابة المبدعة بدون ميز وفرز، ومناسبة للبذ والبز ولتفجير الطاقات المكبوتة المقتولة في هذه البلدة الميتة، ومجالا ومنبرا للتعبير عن معاناة المواطن ومدينته، نريد ثقافة الابتكار والخلق والإبداع، لا الانغلاق والتحجر والاتباع، ولا نريد المثقف الحربائي، وإنما المثقف الملتزم الفعال العامل الذي يهمه محيطه ووطنه، فقد قال أفلاطون “قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به”.
وختاما أشكر الحاضرين على حضورهم، وحسن إصغائهم، فقد ضحوا بوقتهم الغالي النفيس الثمين، من أجل الحضور في هذا اللقاء المبارك وبدونهم لا ينجح، فحضورهم معناه المشاركة لإحياء النشاط الثقافي، فهم أنفسهم ملوا الروتين والخمول، فشهر مارس هو شهر الحركة والأعياد، فيه كثرت المناسبات العالمية، ينتقل الإنسان من الجمود شتاء إلى الحركة ربيعا، حتى الطيور تشقشق وتصدح بقدوم فصل الاعتدال والقوة وهو شباب الفصول، كما أشكر الشعراء المذكورين أعلاه والمشاركين في الأمسية الفريدة من نوعها، وأطلب لهم المزيد من الإبداع وطول العمر، فقد شنفوا آذاننا بقصائدهم الرنانة، وموعدنا بحول الله في مناسبات أخرى وفي عيد مقبل، وكل عام وعيدنا سعيد، كما أن المنتدى يرحب بجميع الإبداعات في مختلف المجالات، في المسرح والشعر والغناء والموسيقى والرسم والنحت وغيرها، وأختم بقولة نيتشيه “إن الحياة بدون موسيقى ستكون غلطة” وإدوار سعيد “الموسيقى تعطيك المجال لتهرب من الحياة من ناحية، وأن تفهم الحياة بشكل أعمق من ناحية أخرى” وأخيرا بقولة حجة الإسلام الإمام الغزالي “من لم يهزه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فذاك مريض المزاج محتاج للعلاج”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.