/محمد سالكة حصريا لأريفينو.نت قد لا تحتاج منا الصور إلى تعليق لكن يكفيك أن تقوم بجولة في شوارع “مدينة ” الناظور وأزقتها لترى عشرات المهملين يرتدون قمصانا رثة مليئة بالثقوب وسراويل متسخة تفوح منها رائحة القذارة افترشوا الأرض والتحفوا السماء مائلين رؤوسهم على صدورهم غارقين في النعاس كأجساد فارقت الحياة، وفي مكان غير بعيد عنك يتمددون على الارض أخرون يهزون القلب والوجدان، التحفوا أسمالا وأقدامهم حافية يرتعدون من قساوة الجو ،هذه الصور هي من واقع حال المشردين في مدينة الناظور كما هو الحال في كثير من المدن المغربية التى تلفظ مهملين هم ضحايا غيرهم، ليعيشوا على الطرقات و الأزقة والبنايات والمنازل المهجورة ، فاغلب المنحرفين اليوم هم بالامس أطفال بيوت متصدعة لم يجدوا بين جدرانها الرعاية بل القسوة والاهمال والحرمان والفقر فلجأوا الى الهرب من البيت الى الشوارع ليعيشوا في احسن الحالات على التسول او امتهان بعض الحرف الهامشية كبيع السجائر بالتقسيط اوتلميع أحذية ومن النساء من دخلن عالم التشرد والإنحراف واللجوء إلى حرف لاتغني ولاتسمن من جوع كبيع السجائر وورق الأنف”التيمبو” أو اللجوء إلى التسول بعدما زاحمهم عشرات الأفارقة فيها. فما الذي يدفع بهؤولاء إلى الشوارع وكيف ينظرون الى واقع حالهم ومن أين جاؤوا؟ ومن خلال استقراءنا في موقع أريفينو لهذه الظاهرة بمدينة الناظور استنتجنا حقيقة واحدة وهي ان السواد الأعظم من هذه الشريحة مهاجرون من القرى ، لا ملجأ لهم و لا مسكن، يتخذون بعض الأماكن المهجورة و الحدائق والمحطات الطرقية مكانا للمبيت بينما تكتري قلة قليلة من ماسحي الأحذية بيتا مشتركا في أحياء شعبية او هامشية وان معظمهم أميون ولا يتعدى مستوى بعضهم الدراسي سنة سادسة اوسابعة ابتدائي ارغمهم الفقر والعوز امتهان هذه الحرفة كما أن اغلب هؤلاء عدائيون يدخنون ويستنشقون السلسيون وحالما يتوفر لديهم المال يهرعون لشراء الحبوب المهلوسة ويشمون مواد مخدرة غير مصنفة (السيليسون) و(الديليو ) كما أن نسبة هامة منهم تعيش فترة المراهقة واضطرابات نفسية فيما ان نسبة قليلة غير راضية على وضعها وتعمل من أجل الحصول على لقمة العيش لأنفسهم ولأسرهم الفقيرة.