قد يكون ممتعا أن يهبك الله السلطة و العمر المديد، وقد يكون ممتعا أن تشهد ميلاد بلدك أو تولد معا. ومعا تمرحان وتكبران تخطئان و تصيبان ولكنه في عينيك الأكبر دائما وممتع حتما أن تعيش منطلقا في وطن لك سمائه وأرضه بحره وبره، نسائمه وتاريخه حلوه و مره….ومن تلك الألف سنة أخذت قبيلة آيت سعيد تسميتها كمحدد أولي أما المحدد الثاني فلم تكتسبه من السماء فحسب بقدرما صنعته أيضا الأرض من وجه فيه الجبال والسهول والهضاب والوديان والطين الفاحم وفيه من فوق كل ذالك عينان ولسان وشفتان تسبحان للوهاب المنان .والجبال اللاصقة في اللأرض والملامسة لسماء لعلها شواهد نقشت بفسيفساء إستهوت نفوسا عددا جعلوا أعالي قممها مراقد لأبدانهم وأقاموا فيها مرابط لذكر الله زهدا وطمعاّ وقيل قديماّ : { إذا كان بلاد المشرق هو موطن الرسل والأنبياء فان بلاد المغرب أرض الصالحين والأولياء}. فهذه المقولة لم تأتي من الفراغ وإنما لها مبررتها ودلالتها الواقعية و الموضوعية في القبيلة و المتمثلة أساسا في الزوايا والرباطات والأضرحة والمشاهد والمزارات . ومن بين هاته الزاويا والمرابط على سبيل الذكر لا الحصرزاوية الولي الله الصالح سيدي المنصور و زاوية الولي الله الصالح سيدي محمد الحضري ورابطة سيدي عمروأحمد العالم الكبير في زمانه ورابطة سيدي عيسى البطيوي دفين آيث الفقيه. وهذه أسماء وأماكن لاتزال شاهدة على فترات مهمة إحتضنتهم القبيلة بكل طبقاتهم ومقاماتهم جيلا بعد جيل وقرنا بعد الأاخر فغطوا القبيلة برمتها مداشرهاو جبالها وسهولها شمالها وجنوبها شرقها و غربها. وبحكم إعتبار القبيلة كهمزة وصل بين قبيلتين ( بقيوة و بطيوة)ولكنها كأي همزة قيمتها في من يعرف موقعها وينتبه إليها وتجاهلها و إسقاطها أسهل مما يكون. و إذا كان ثمة من لاتعتريه حمرة الخجل التي ليست من شيم العذارى فقط ولكنها أيضا من كبرياء الرجال فإني أعترف أن حمرة هذا الخجل قد بلغت في وجهي ذروة الشفق و العرق إذ أجد نفسي ملزما بكوني أصيبت ببلاء البحث والتنقيب على كنز إسمه تاريخ المنطقة يلزم عليا أن أعرج على بعض من الجوانب من تاريخ القبيلة المنسي رغم ان هناك العديد من الصفحات المشرقة و الوضاءة والتي لازالت مجهولة أوأنها متجاهلة وفي أمس الحاجة إلى من يزيل عنها غبار النسيان و التناسي رغما ما تنم عنها من دلالات بارزة . هكذا ولدت القبيلة كما كان يولد معضم أبنائها من رحم حجمه كحجم التاريخ والجغرفيا التي تتربع عنها ، لم يستطيع أحدا أن يرسم لها الحدود إلا الواحد الجبار بحيث جعل الوادين كحد لها واد كرت من الجهة الشرقية و واد تزاغين من الجهة الغربية وعلى شريط ساحلي كان ولا يزال شاهدا على تاريخ عصي على الدفن .وعن علاقة الفرد بقبيلته يقول مؤرخ المملكة عبد الوهاب بن منصور ( …الفرد في كل الحالات شد يد الإخلاص لقبيلته شده إخلاص القبيلة له هي تمنعه من طالبيه وتدافع عنه بالقوة وتتحمل عنه الديون و الديات وهو يجود بنفسه في نصرتها ويتحاشى معرة خذلانها وينوه بمفاخرها ويتغنى بأمجادها ويرى لها الفضل على من عداها همه الأكبر أن يبصرها عزيزة الجانب منيعة الحوزة) .