من الطرق الصوفية في الريف الشرقي : القدورية الكركرية ؛ و الحنصالية ؛ و العليوية بقلم : برومي عبد الوهاب 1- الزاوية القدورية الكركرية انتشر صيت شرفاء الكركريين مع الشيخ الفقيه المتصوف محمد بن قدور كركر ، شيخ الطريقة الدرقاوية ، ولد حوالي سنة 1784م و نشأ يتيما و تربي في كنف عمه قدور ، و اشتهر فيما بعد باسم جده قدور، بعد حفظه للقران الكريم في مسقط رأسه التحق بايث حساين ببني سيدال ليتلقى تعليمه الشرعي على يد الفقيه السوسي ، ما برع في علوم الشريعة أحاله شيخه على الشيخ المربي عبد القادر باشا ليتعلم علوم الحقيقة فلازمه سبع سنين ثم أمره الشيخ المربي بالانتقال إلى قرية عين الزهرة بمطالسة للتربية و تلقين العلوم ، بعد حين رجع قدور كركر إلى مسقط رأسه متفرغا للتربية الروحية و تلقين أوراد الذكر للمترددين على زاويته بجبل كركر . تفرعت الزاوية الكركرية عن زاوية ” زا” التي أسسها سيدي محمد بن عبد القادر الملقب بالباشا . و كانت بداية تأسيسها بزاوية الرباط بجبل كركر بقبيلة بني بويحيي ، حيث رباط الشيخ الفقيه الزاهد سيدي محمد بن قدور . الذي تحول إلى مركز للتفقه في الدين و للتربية الصوفية ، و مركز إشعاع للزاوية الدرقاوية البوبريحية بمنطقة كرت بعد تراجع نشاط زاوية “زا”. 2- انتشار الزاوية الحنصالية بالمغرب و الجزائر . تعددت الزوايا المنتمية للطريقة الحنصالية بالمغرب ، و الجزائر ، في الجزائر تمركزت الزوايا الحنصالية بقسنطينة ، و وهران ، أما في المغرب فقد انتشرت بكثرة بمراكش ، و دمنات و أزيلال و البعض منها بالريف الشرقي ، و على رأسها زاوية الشريف محمد امزيان . على اثر الصراع بين الأتراك و الزاوية الحنصالية ، انتقل بعض المرابطين من مريدي الزاوية الحنصالية بالجزائر إلى المغرب ؛ حسب الروايات الشفوية ؛ و هم سيدي عبد السلام أوصالح و قاسم و إبراهيم . اسقر عبد السلام و قاسم بقلعية في حين التجأ ابراهيم إلى قبيلة متيوة بغمارة . مرحلة التوطين و الاستقرار : الولاية و البركة مع سيدي عبد السلام أوصالح مرحلة التأسيس : تأسيس الزاوية و وبناء الطريقة مع سيدي أحمد أو عبد السلام مرحلة ما بعد سيدي أحمد أوعبد السلام : تميزت هذه المرحلة بتبوء ضريح سيدي أحمد مكانة خاصة ، و تنامي الدورالاجتماعي للزاوية ، و ربطها بزاوية الأم بمراكش. 3- انتشار الطريقة العليوية في الريف الشرقي . انتشرت الطريقة العليوية في الريف الشرقي بسبب الهجرات الموسمية للريفيين إلى الجزائر للعمل في حقول المعمر الفرنسي ، و لقد حج من الريفيين إلى زاوية مستغانم 1700 مريد سنة 1931 ، و في سنة 1932 زار الزاوية 2200 من الريفيين ، أما في سنة 1933 فقد تردد على الزاوية 3100 مريد ريفي. ساهم مريدو الشيخ احمد بن عليوة من أهل الريف في نشر طريقته و تأسيس زوايا في ربوعه منها - زاوية الشيخ محمد الصغير نجل مولاي الطيب ابن الشيخ الكبير سيدي محمد بن قدور الوكيلي بجبل كركر ببني بويحيي ، و هو الشيخ الذي تربى ببيته سيدي محمد البوزيدي شيخ أحمد العليوي . قدم محمد الصغير إلى مستغانم و اتصل بالشيخ أحمد و بمعيته ابن أخيه مولاي الطاهر و سيدي محمدي بلحاج . قام المقدم ؛ محمد الصغير؛ بعمارة زاويته حيث مدفن جده الشيخ سيدي محمد بن قدور، أما مولاي الطاهر أسس زاوية له بتمسمان ، و محمدي بلحاج كلفه الشيخ العليوي بعمارة الزاوية العليوية بمستغانم و التدريس فيها ، و وعظ المترددين عليها . - زاوية الشيخ بلقاسم بن أحمد السعيدي بني بويحيي ، و هو أول شيخ من قبيلة بني بويحيي اتصل بالشيخ العلوي و سمع منه ، و أذاع فضائله ، و بعد موته تولى ابنه محمد عمارة الزاوية . - زاوية الفقيه الشيخ سيدي المختار بن حديدوان بدار الكبداني قبيلة بني سعيد . اشتهرالشيخ بالصلاح و تدريس العلم ، اجتمع بالشيخ العليوي أيام زيارته للقرويين ، و كان السيد المختار حينئذ طالب علم بفاس . - زاوية المقدم سيدي محمد بن رحو بفرخانة ، انقطع سنة في خدمة الشيخ بزاويته بمستغانم . أسس الزاوية مع مجموعة من الفقراء في فرخانة ،منهم سيدي محمد بن عزوز و السيد صالح بن المختار و الفقير عبد الله بن محمد بن جد . و الفقير محمد ابن العربي و الفقير عمر بن رحو . - زاوية الشريف سيدي البشير بن عبد الرحمان وعظية بقبيلة مزوجة اجتمع بالشيخ و أخذ عنه . - زاوية المقدم البركة سيدي مولاي سليمان بن المهدي بقبيلة بني بويفرور، قال عنه الشيخ عدة : ” هو ممن سلك الطريقة و أدرك معناها و عمل بمقتضى تعاليمها “ - زاوية المقدم أحمد بن علال بقبيلة بني سيدال ، تلقى إجازة من شيخه العليوي. - زاوية سيدي محمد بن عيسى السعيدي بقبيلة بني سعيد . - زاوية المقدم محمد أمزيان التفرسيتي من قبيلة بني توزين ، اجتمع بحضرة الشيخ العليوي فكان يعده من خاصة أتباعه ، أجازه بنفسه . - زاوية المقدم سيدي شعيب بن أحمد بن الطاهر بقبيلة بني وليشك ، كان قبل تعلقه بالطريقة العليوية مقدما في الطريقة الناصرية ، زار الشيخ بزاويته الكبرى بمستغانم. - زاوية سيدي العربي ابن عمر الشبابي ببني يزناسن تولى القضاء بالقبيلة . كان يتردد على زاوية العلوية بمستغانم و اجتمع بشيخها سنة 1345ه. - زاوية أبي مدين البودشيشي بن المنور بأحفير، سبق له أن تعلق بالطريقة القادرية ، أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد العليوي . - زاوية الشيخ محمادي بن الحاج بقبيلة بني شيكر، كان منقطعا في خدمة شيخه سنوات عديدة بمدينة سوقر من عمالة وهران ، و بالزاوية الكبرى بمستغانم ، عرض حول : خريطة الطرق الصوفية بالمغرب و سند الزوايا المنتشرة بالريف بقلم : برومي عبد الوهاب المراحل التاريخية لنشأة التصوف و الطرقية بالمغرب المرحلة الاولى من الجنيد الى الشاذلي ؛ من القرن الثالث الى القرن السابع الهجريين . المرحلة الثانية مع ظهور أبي مدين الغوث أواسط القرن السادس الهجري المرحلة الثانية ، تمتد من الشاذلي الى الجزولي ؛ من القرن السابع الى القرن العاشر الهجري المرحلة الثالثة تمتد من الجزولي الى الان . المرحلة الأولى تشكلت في هذه المرحلة مدرسة جنيد قبل القادرية و قبل انتشار الشاذلية و أبرز الطرق الصوفية التي سلكت طريقة جنيد في هذه المرحلة هي : الشعبيون أتباع أبي شعيب أيوب ابن سعيد الصنهاجي مولاي بوشعيب بأزمور مؤسس الطريقة . الصنهاجيون أو الأمغاريون من بني أمغار شيخهم ابو عبد الله أمغار الصنهاجي .معاصر لمولاي بوشعيب . كان يطلق عليه رئيس الطائفة الصنهاجية . بتيط جنوب أزمور و أبوه كان معاصرا لأبي يعزى ينور الدكالي شيخ مولاي بوشعيب . المرحلة الثانية : مرحلة أبي مدين الغوث بدأت الملامح الأولى للمدرسة الصوفية بالمغرب تبرز مع أبي مدين الغوث الذي نشر تعاليم القادرية و مبادئ الغزالي في التصوف . و عن أبي مدين الغوث تفرع في المغرب المدرستين : - مدرسة التصوف السني التي مثلته الشاذلية عن طريق سيدي عبد السلام المشيش مريد أبي مدين : - مدرسة التصوف الفلسفي التي أسسها ابن عربي الحاتمي مريد أبي مدين الغوث . كتب للأولى البقاء ، و الانتشار و للثانية الزوال و الاندثار . المرحلة الثانية ، تمتد من الشاذلي الى الجزولي لا نجد في المغرب طرق صوفية تلقت سندها مباشرة عن أبي الحسن الشاذلي الذي غادر المغرب و أسس طريقته خارج موطنه الأصلي و توفي بصحراء عيذاب بمصر و هو في طريقه ، إلى الحج سنة 656 ه . انتقل مذهبه الصوفي إلى المغرب إلى الزاوية الركراكية بواد شيشاوة عن طريق أبي زيد الركراكي الذي مكث 20 سنة في الحجاز . و انتقلت إليه الشاذلية بواسطة السند الآتي : ابو الفضل الهندي ، أنس البدوي أحمد القرافي أبو عبد الله المغربي ، أبو الحسن الشاذلي . من مريدي الركراكي أبو سعيد عثمان الحرتناني من زاوية حورتنانا قرب كوز يمين واد تانسيفت ، من مريديه أبو عبد الله أمغار الصغير ؛ شيخ زاوية تيط ، من أبرز مريديه سيدي محمد بن سليمان الجز ولي . ماهي الأسباب السياسية و الدينية في تحول الشاذلية الى الجزولية ؟ 1- الاسباب مساهمة الزاوية الجزولية في صعود السعديين الى مرتبة السلاطين و تكوين الدولة . جعل مراكش عاصمة السعديين مركز الطرق و الزوايا . 2- النتائج ادلجة النسب الشريف و تأسيس الشرعية السياسية على الانتماء الى ال البيت . سياسة الاعفاء من الضرائب مغربة التصوف و جعله في وجه التصوف المشرقي المتمثل في القادرية اديولوجية أتراك الجزائر المنافسون للسعديين . محاربة الطرق التي لا تنتمي الى الجزولية أو الشاذلية سند الزوايا و الطرق