يشهد المغرب حركة نشيطة بخصوص تدفقات السياح الأجانب وأفراد الجالية المغربية خلال موسم الصيف الجاري، حيث تُذكر الأرقام المسجلة إلى حدود الفترة الأخيرة، بالأرقام الإيجابية التي كانت تسجلها المملكة المغربية خلال السنوات التي سبقت ظهور وباء كورونا المستجد الذي شكل ضربة موجعة للقطاع السياحي في المغرب والعالم بين 2020 و 2022. وحسب أرقام حركة التنقل بين المغرب وإسبانيا خلال الصيف الجاري، فإن التدفقات اقتربت من مليون شخص إلى غاية منتصف يوليوز الجاري، أغلبهم من الجالية المغربية. وتشير التوقعات أن تدفقات الجالية على أرض الوطن ستكون بأرقام تفوق ما تم تسجيله في السنوات الثلاثة الماضية. وشهد القطاع السياحي المغربي بداية التعافي من جائحة كورونا منذ أواخر العام الماضي، وقد بدأت المملكة هذه السنة بإزالة جميع الحواجز والشروط الاحترازية المرتبطة بوباء كورونا، مما ساهم في عودة عجلة تدفقات السياح الأجانب على البلاد، إضافة إلى تسجيل حركة نشيطة هذه السنة في تنقلات الجالية إلى أرض الوطن. وتشير وتيرة التدفقات السياحية على المملكة، أن المغرب يسير مرة أخرى لتصدر البلدان الإفريقية في استقطاب أكبر عدد من السياح في سنة 2023، على غرار السنة الماضية حيث تصدر المغرب بلدان القارة السمراء بتسجيل استقطاب 11 مليون زائر وفق منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة "UNWTO". وكان المغرب قد تجاوز العام الماضي بلدانا معروفة بقوة قطاعها السياحي، كمصر وتونس، في شمال إفريقيا، في حين احتل المرتبة الثالثة على المستوى العربي، إذ تصدرت المملكة العربية السعودية البلدان العربية ب18 مليون زائر، ثم الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية ب15 مليون سائح. وحسب المنظمة العالمية للسياحة، فإن سنة 2022 تُعتبر سنة التعافي بالنسبة للقطاع السياحي المغربي، حيث بدأت المؤشرات تدل على أن القطاع يسير نحو التعافي الكلي بعد التأثيرات السلبية لجائحة فيروس كورونا المستجد، التي تسبب في ركود حاد للسياحة في المغرب والعالم، خلال سنتي 2020 و 2021. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية كانت قد تصدر البلدان الإفريقية في سنة 2019 كأكثر بلد افريقي استقطابا للسياح في ذلك العام، حيث تجاوز الرقم المسجل في المغرب 13 مليون سائح، وهو أعلى رقم يُسجل المغرب في تاريخه. وتتوقع المنظمة العالمية للسياحة، أن يُحقق المغرب التعافي الكامل في القطاع السياحي ابتداء من هذا العام، أي 2023، في ظل قيام جل الدول في العالم بإنهاء التعامل بالاجراءات الاحترازية التي كان معمولا بها للتصدي لتفشي وباء كوفيد 19. ويُعتبر القطاع السياحي في المغرب من القطاعات التي تحظى بأهمية كبيرة في الاقتصاد الوطني، كما أنه من القطاعات التي تُساهم في خلق نسبة كبيرة من فرص الشغل داخل المملكة، وتتوزع المؤهلات السياحية للمغرب على جميع المناطق وليست مرتكزة على جهة واحدة. ووضعت وزارة السياحة المغربية، العديد من المخططات التي تهدف إلى تسريع التعافي في هذا القطاع، مع فتح آفاق جديدة لتطوير السياحة المغربية، وبالخصوص تجويد المنتوج السياحي المغرب في أفق استقطاب أعداد كبيرة من السياح من مختلف بقاع العالم