بعد سنة 2019 التي حقق فيها المغرب رقما قياسيا في توافد السياح، وتصدر بلدان قارة إفريقيا كأكثر بلد يستقبل حوالي 13 مليون سائح في سنة واحدة، فإن السنة الجارية 2020، يبدو أنها ستُشكل تراجعا "قياسيا" في توافد السياح على المغرب، بسبب تفشي فيروس "كورونا" في العالم. ووفق الفاعلين في القطاع السياحي في المغرب، فإن السياحة المغربية دخلت في حالة طوارئ بسبب تفشي الفيروس، وتراجع أعداد السياح، وكانت البداية مع السياح الصينيين الذين تراجعت أعدادهم في الشهور الثلاثة الأولى بسبب ظهور وانتشار الفيروس في الصين. وحسب إحصائيات وزارة السياحة، فإن الصين أصبح سوقا مهمة للسياحة في المغرب، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين الذين يتوافدون على المغرب في السنوات الثلاث الأخيرة إلى حوالي 180 ألف سائح، وبسبب كورونا فإن المغرب يتجه لفقدان هذا العدد الهام من السياح. ولا يقف الأمر عند السياح الصينيين، بل امتدت تأثيرات فيروس كورونا الحركة السياحية في العالم، ومن أبرز الأسواق التي يتجه المغرب إلى خسارتها رسميا، يتعلق الأمر بالسوق الإيطالي، حيث أعلنت تم أمس الإثنين تعليق جميع الرحلات من وإلى إيطاليا. وحسب الأرقام المنشورة على موقع وزارة السياحة المغربية، فإن السياح الإيطاليين أصبحوا أيضا في السنوات الأخيرة من بين أكثر الجنسيات الأجنبية من السياح المتوافدين على المغرب، ويبلغ عدد الإيطاليين الذين يتوافدون على المغرب في السنوات الأخيرة، ما يفوق 300 ألف سائح إيطالي. ولا شك أن المغرب يتجه لفقدان نسبة كبيرة من السياح الإيطاليين إن لم يكن جلهم، بعدما أعلنت إيطاليا ما يُشبه حالة طوارئ في البلاد، ووضع الملايين من مواطنيها في الحجر الصحي، ومنعت الحركة في البلاد وحركة السفر، لمنع استفحال تفشي فيروس كورونا في البلاد. ووفق الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة الإيطالية، فإن البلاد شهدت وفاة أزيد من 460 شخص بسبب فيروس كورونا، وإصابة الآلاف بالفيروس، لتكون هي البلد الأوروبي الأكثر تضررا من انتشار فيروس كورونا. وبخصوص المملكة المغربية، فقد أعلنت وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل أول وفاة في المغرب بسبب فيروس كورونا لامرأة تبلغ من العمر 89، إضافة إلى تسجيل حالتي إصابة.