عمق فيروس كورونا المستجد من جراح استراتيجية تنمية القطاع السياحي ” رؤية 2020″ التي قدمت للملك محمد السادس في نونبر 2010 والتي كانت تهدف إلى جعل المغرب من بين الوجهات السياحية الرائدة علميا واستقبال 20 مليون سائح هذه السنة؛ إذ أن إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية بشكل شامل يوم 13 مارس الجاري إلى أجل غير مسمى، لاسيما مع بلدان أوربية موبوءة مثل إيطاليا وإسبانيا، وبدرجة أقل فرنسا وألمانيا، من شأنه أن يتسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد السياحي المغربي. مالك أحد الفنادق المغربية في الشمال أوضح ل”أخبار اليوم”، أن عدد الزبناء تقلص بشكل واضح مع توالي مغادرة السياح الأوربيين العالقين بالمغرب. في هذا الصدد، من المنتظر أن يتراجع عدد السياح والزوار الإسبان للمغرب هذه السنة بعد أن ارتفع سنة 2019 بنسبة 6 في المائة مقارنة مع سنة 2018. ويعتبر المغرب أول وجهة سياحية للإسبان خارج المجال الأوروبي وإفريقيا ب2.6 مليون سائح، بحكم أن مصر وحدها في إفريقيا تستقطب 13 مليون سائح إسباني. وإذا كان المغرب اكتفى سنة 2019 باستقطاب 13 مليون سائح فقط من مختلف دول العالم (نصف هؤلاء من المهاجرين المغاربة)، فإن الإسبان يمثلون 20 في المائة من مجموع هؤلاء السياح، وفق ما كشفه محمد صوفي، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة بإسبانيا، للموقع السياحي الإسباني “agenttravel”. كما أن عدد الرحلات الأسبوعية التي تتم بين المغرب وإسبانيا قد يتراجع هذه السنة بعد ان انتقلت من 140 سنة 2015 إلى 192 رحلة سنة 2019 إلى 223 سنة 2020، لكن الرقم الأخير كان متوقعا قبل انفجار ” أزمة كورونا” التي استهدف القطاع السياحي بشكل كبير. وبلغ عدد السياح الإسبان الذين زاروا المغرب سنة 2018، مثلا، نحو 800 ألف إسباني، وفق المرصد المغربي للسياحة، بحيث ارتفع العدد بنسبة 10 في الماءة مقارنة مع سنة 2017. في المقابل، انتقل عدد السياح المغاربة الذين زاروا إسبانيا من 711 ألف سائح سنة 2017 إلى 900 ألف سنة 2018، ومن المنتظر أن يكون الرقم ارتفع السنة المنصرمة، لكن فقدان السيطرة على وباء كورونا في إسبانيا بعد تسجيل ما يزيد عن 50 ألف إصابة و3500 حالة وفاة قد يؤدي إلى تراجع عدد السياح المغاربة الذي سيزرون الجارة الشمالية هذه السنة، وفق أرقام سابقة أوردتها وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”. وتشيربعض الإحصائيات إلى أن السياح الإسبان الذين زاروا مختلف المدن المغربية سنة 2017 تركوا وراءهم 4100 مليون درهم (350 مليون اوروا). وفي ظل انتشار فيروس كورونا ومغادر نحو 10 ألف سائح إسباني المغربي منذ يوم 13 مارس الماضي، سيتكبد الإقتصاد السياحي خسائر تقدر بالملايير، نظرا إلى أن ما يسري على السياح الإسباني يمتد إلى مختلف السياح الأوربيين الذين غادروا المغرب في الأيام ال13 الماضية. وبشكل عام، بلغت مداخيل القطاع السياحي بالمغرب سنة 2019 نحو 8160 مليون دولار بعد أن لم تتجاوز 7580 مليون دولار سنة 2018، وفق المرصد المغربي للسياحة. لكن تعليق كل الرحلات الدولية، لاسيما فرنسا وإسبانيا وألمانيا والصين والشرق الأوسط سيكبد القطاع خسائر مالية كبيرة، لكن كل القطاعات السياحية في العالم تضررت من انتشار الفيروس، والمغرب جزء من المنظومة السياحية العالمية. مالك أحد الفنادق الذي تحدث مع الجريدة لخص وضع القطاع السياحي المغربي منذ إغلاق الحدود وإعلان حالة الطوارئ قائلا:” طبعا السياحة ستتأثر بشكل كبير، والفندق الذي كان مليئا شرع في النقصان مع مغادرة الأجانب العالقين، بعدها ليس أمامنا سوى الإقفال.. سينتهي توافد الأجانب بعد إغلاق الحدود”. يشار إلى أن “رؤية 2020” للسياحة وضعت على رأس أولويتها إدخال المغرب إلى نادي الوجهات السياحية ال20 الأولى في العالم، واستقطاب 20 مليون سائح، وتوفيرألف مليار درهم كمجموع مداخيل الأنشطة السياحية في 2020.