قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس الأربعاء بزيارة للمدينة العتيقة للصويرة، والتي اكتست حلة جديدة بفضل البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023)، كما قام جلالته بزيارة "بيت الذاكرة"، وهو فضاء تاريخي، ثقافي وروحي لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها. فما هي دلالات هذه الزيارة، وإلى أي مدى تعكس زيارة جلالة الملك لفضاء "بيت الذاكرة" اهتمام المؤسسة الملكية بتثمين الموروث الثقافي اليهودي؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة "3 أسئلة" مع زهور أمهاوش، المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة بمدينة الصويرة: ما هي دلالات الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للمدينة العتيقة بالصويرة؟ الزيارة الملكية للمدينة العتيقة بالصويرة تحمل الكثير من الدلالات، فهي دليل على حرص جلالة الملك على الاهتمام بالنسيج العتيق للمدن، ليس فقط لأهميتها التاريخية والمعمارية، ولكن لأنها فضاء يجب تثمينه وبالتالي تحسين ظروف عيش ساكنته، حيث تقدر ساكنة المدينة العتيقة للصويرة ب13 ألف نسمة. وتجسد هذه الزيارة، التي تعطي زخما قويا لجهود تثمين هذا الفضاء من طرف مجموعة من القطاعات، الإرادة الراسخة لجلالة الملك في المحافظة على الطابع الهندسي لمدينة الصويرة وتعزيز إشعاعها الثقافي والسياحي وتحسين ظروف عيش وعمل ساكنتها، باعتبار أن المدن العتيقة تواجه مجموعة من الإكراهات على مستوى الصيانة أو الخدمات المقدمة فيها. ما هي رمزية فضاء "بيت الذاكرة" بالنسبة لمدينة الصويرة والمغرب بصفة عامة؟ بيت الذاكرة يعد صرحا روحيا وتراثيا، كما أنه مفخرة لمدينة الصويرة ولجميع المغاربة. كانت معلمة مهددة بالانهيار، غير أنه بفضل مجهودات وزارة الثقافة تم ترميمها حرصا على إعادة الاعتبار للعنصر المعماري لهذه المعلمة. ويحتضن "بيت الذاكرة"، بعد أشغال ترميمه كنيس "صلاة عطية" ودار الذاكرة والتاريخ "بيت الذاكرة"، والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، وهو ما يعطي لهذه المعلمة إضافة نوعية تشجع على البحث في الديانات الثلاث. وأشير في هذا السياق إلى أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفضاء بيت الذاكرة تعكس العناية الخاصة التي يوليها أمير المؤمنين للموروث الثقافي والديني للطائفة اليهودية المغربية، كما أنها تأكيد على أن الصويرة مهد للتعايش بين الأديان وستظل كذلك. الزيارة الملكية كانت كذلك مناسبة للإطلاع على مستجدات البرنامج التكيميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023، فما نسبة تقدم أشغال البرنامج؟ البرنامج جاء بناء على اتفاقية تأهيل المدن العتيقة باعتبار أنها نقطة قوة يتميز بها المغرب على مستوى شمال إفريقيا، وهي العنصر الذي يمكن توظيفه من أجل تعزيز الإشعاع الثقافي والسياحي للمغرب، ورصد له غلاف مالي يقدر ب 300 مليون درهم. بلغت نسبة تقدم إنجاز الأشغال الخاصة بالبرنامج 16 بالمائة، فيما بلغت نسبة تقدم الدراسات 75 بالمائة، ويقوم على أربعة محاور أساسية، وهي تأهيل المجال العمراني، ترميم وتأهيل التراث من خلال المعامل التاريخية، ثم المحور الثالث تعزيز الولوج للخدمات الاجتماعية وأخيرا تأهيل المزارات السياحية.