الزيارة الملكية للمدينة العتيقة: إرادة راسخة في المحافظة على الطابع الهندسي لمدينة موغادور جاد المالح: بيت الذاكرة دفعة قوية لقيم السلام والحوار والانفتاح
أقام جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء بمدينة الرياح، مأدبة عشاء على شرف أعضاء الطائفة اليهودية المغربية وكبار الشخصيات التي جاءت من مختلف أنحاء العالم، لحضور هذا الحدث الكبير، وذلك بمناسبة زيارة جلالته ل»بيت الذاكرة بالصويرة». وتميزت هذه المأدبة بحضور مستشاري جلالة الملك فؤاد عالي الهمة، وأندري أزولاي، وياسر الزناكي، وأعضاء من الحكومة، والمديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، أودري أزولاي، وسفير ألمانيا بالرباط، الدكتور غوتس شميت بريم، والأمين العام للطائفة اليهودية بالمغرب، سيرج بيرديغو، والحاخام الأكبر بجنيف، اسحاق دايان، والمدير التنفيذي لفيدرالية السفارديم الأمريكية، جيسون غوبيرمان، والفنان الكوميدي، جاد المالح، والعديد من الشخصيات السامية. ويحتضن هذا الصرح الروحي والتراثي، وهو فضاء تاريخي، ثقافي وروحي لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها، وفريد من نوعه بجنوب البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي بعد أشغال ترميمه، كنيس «صلاة عطية» ودار الذاكرة والتاريخ «بيت الذاكرة»، والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام. وتعكس زيارة جلالة الملك لهذا الفضاء، العناية الخاصة التي يوليها أمير المؤمنين للموروث الثقافي والديني للطائفة اليهودية المغربية، وإرادته الراسخة في المحافظة على ثراء وتنوع المكونات الروحية للمملكة وموروثها الأصيل. وبهذه المناسبة، أدى المنشد ميشال أبيتان بعض الترانيم الدينية، قبل أن يتلو الحاخام الأكبر للدار البيضاء، السيد جوزيف إسرائيل دعوات بارك فيها جلالة الملك. و أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة -موغادور في كلمة بالمناسبة أن زيارة جلالة الملك تؤشر لنهضة هذه المدينة التي لطالما كانت منفتحة على باقي العالم، مشيرا إلى أنه يوم تاريخي يحمل بصمة «مغربنا العريق» الذي تمكن من الحفاظ على التنوع الكبير الذي يعتبر الغنى المركزي لبلدنا. وأضاف أزولاي أن «هذا البيت هو بيت للذاكرة والتاريخ، كما يعد بمثابة تلك البوصلة المغربية، التي يحتاجها العالم اليوم، عالم يبحث عن مرجعيات، عالم يدير ظهره لكل القيم، التي هي في الأصل قيم بلدنا، بقيادة أمير المؤمنين». ومن جانبه، أكد الفنان الكوميدي الفرنسي-المغربي، جاد المالح، أن «بيت الذاكرة» بالمدينة العتيقة للصويرة يعطي دفعة قوية لقيم السلام والحوار والانفتاح التي تروج لها المملكة المغربية. وقال جاد المالح في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن زيارة أمير المؤمنين جلالة الملك لهذا الصرح الروحي والتراثي، تعد بمثابة «إشارة قوية» من جانب جلالته للطائفة اليهودية بالمغرب والمجتمع الدولي والمتتبعين عبر العالم «لإعطاء دفعة للسلام والحوار والانفتاح». وبعدما أكد أن المغرب يعد نموذجا فريدا من نوعه في العالم للحوار بين الديانات في وقت صار فيه من الصعب تحقيق ذلك في باقي البلدان، اعتبر الفنان الكوميدي أن المملكة تبعث اليوم «برسالة سلام وانسجام ولحمة وتفاهم وحوار بين الطوائف». و أكدت رئيسة اللجنة العلمية ل»بيت الذاكرة» بالمدينة العتيقة للصويرة، مينة المغاري، أن هذا الصرح الروحي والتراثي الذي زاره أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء، يعد تكريسا «للاستثناء المغربي» في مجال الحوار بين الأديان. وقالت المغاري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن «بيت الذاكرة» الذي يعد فضاء فريدا من نوعه بجنوب البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي، سيكون بمثابة «مركب يبرز التراث التاريخي والثقافي الذي تحتضنه مدينة الصويرة»، وسيشكل «دعوة لإعادة اكتشاف الاستثناء المغربي» في مجال الحوار والتعايش بين الأديان. وأوضحت المغاري أن هذه المؤسسة ستحكي ذاكرة مدينة الصويرة وتاريخ الوجود اليهودي بها منذ القرن ال18 إلى يومنا الحالي، مبرزة أن تاريخ المملكة ينطوي على «حكايات جميلة من التقارب والتعايش بين اليهود والمسلمين المغاربة سيسهر (بيت الذاكرة) على التعريف بها». وتميزت زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى مدينة الصويرة بزيارة للمدينة العتيقة، التي اكتست حلة جديدة بفضل البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023)، الذي كلف استثمارات بقيمة 300 مليون درهم. وتجسد هذه الزيارة، التي تعطي زخما قويا لجهود تثمين هذا الفضاء ذي القيمة التراثية الكبيرة، الإرادة الراسخة لجلالة الملك في المحافظة على الطابع الهندسي لمدينة موغادور، وتعزيز إشعاعها الثقافي والسياحي وتحسين ظروف عيش وعمل ساكنتها. وتعكس أيضا حرص جلالة الملك على المتابعة عن قرب لورش التأهيل هذا، الذي يستفيد منه 13 ألفا من ساكنة المدينة العتيقة، ويهم 26 مشروعا ترتكز بدورها على 4 محاور رئيسية، هي تأهيل المجال العمراني، وترميم وتأهيل التراث التاريخي، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية، وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة العتيقة للصويرة. وبلغت نسبة تقدم إنجاز الأشغال الخاصة بالبرنامج التكميلي لتأهيل وتحديث المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023)، الذي تم إعداده طبقا للتعليمات الملكية السامية، نسبة 16 بالمئة، فيما بلغت نسبة تقدم الدراسات 75 بالمئة. ويندرج البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة 2019-2023 في إطار الجهود المبذولة، تحت القيادة السامية لجلالة الملك، والرامية للمحافظة على المدن العتيقة وتثمينها بعدد من مدن المملكة كالرباط والدار البيضاء، ومراكش، وفاس، ومكناس، وسلا، وتطوان.