في الوقت التي تتابع فيه الإختراقات الدبلوماسية للمغرب في معاقل جبهة البوليساريو بأمريكا اللاتينية، يرتقب أن تنضاف الأوروغواي إلى ركب الدول، التي تتراجع عن دعم جبهة البوليساريو، إثر فوز مرشح يمين الوسط لويس لاكاشه بو بالإنتخابات الرئاسية في الأورغواي لينهي هيمنة اليسار على الحكومة الأوروغوانية، والتي دامت لأكثر من 15 سنة. وقال لاكاشه بو، إثر انتخابه رئيسا للأورغواي، إن بلاده ستنسحب من "آلية مونتيفيديو" بمجرد استلام منصبه في الأول من مارس عام 2020، خلفا للحكومة اليسارية بزعامة "حزب الجبهة العريضة" والتي قادت هذه الآلية مع المكسيك، مشيرا إلى أنه غير مقتنع بفكرة "التقارب الأيديولوجي" الذي ترتكز عليه الآلية، معترفا في ذات الوقت بميله ل"مجموعة ليما" التي تدعو إلى الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويشير هذا الموقف إلى التوجهات المستقبلية للسياسة الخارجية للاوروغواي، والتي يبدو أنها ستتخلص من إرث "حزب الجبهة الموسعة"، التي حكمت البلاد لمدة 15 عاما اتخذت خلالها الاوروغواي عدة مواقف تعكس إيديولوجيتها اليسارية كدعمها لنظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، والنظام الكوبي، ووصفها للأحداث الأخيرة التي شهدتها مؤخرا بوليفيا والتي أدت إلى استقالة الرئيس السابق ايفو موراليس ب"الإنقلاب"، وكذا اعترافها بعد أشهر من وصول "الجبهة الموسعة اليسارية" للحكم سنة 2005 بجبهة البوليساريو، ومرافعتها خلال عضويتها داخل مجلس الأمن سنتي 2016، 2017 عن أطروحتها. الموساوي العجلاوي، أستاذ الباحث بالمعهد المغربي للدراسات الافريقية قال في تصريح خاص لموقع القناة الثانية إنه من المرجح أن تغير الأورغواي طبيعة علاقاتها مع جبهة البوليساريو، التي كانت مبنية على الإيديولوجية اليسارية، إثر انتخاب الرئيس اليميني الجديد وإعلانه عن إعادة النظر في مواقف البلاد، التي كانت ترتكز على الإيديولوجيا أكثر من بدأ البرغماتية. وقال العجلاوي إن مزيدا من الدول بمنطقة أمريكا اللاتينية أصبحت تميل التعامل " مع مؤسسات حكومية ومؤسسات مستقلة من أجل القيام بدراسات التأثير من أجل تحديد مصالحها، وحتى الأوضاع المضطربية في الجزائر، التي تعد الراعي والحاضن لجبهة البوليساريو يسهل في التأثير في مواقف بعض الدول بالمنطقة." وأشار الخبير إلى أن الجولة الدبلوماسية التي قام بها ناصر بوريطة مؤخرا إلى أمريكا اللاتينية تبين أن المغرب أصبح يركز على تعزيز حضوره في أمريكا اللاتينية وعدم ترك الفراغات بالنسبة للبوليساريو والجزائر، مردفا أن "هذا الحضور لا يقتصر فقط على تحركات من أجل التعريف بوجهة نظر المغرب من قضية الصحراء بل هو حضور مثمر ويحرز النتائج، وهو ما لمسناه في إعلان دولة السالفادور عن سحب اعترافها بالبوليساريو، وتصريح رئيس السالفادور الجديد بأن اعتراف دولته بالجمهورية الإفتراضية أضر كثيرا بعلاقات بلاده مع المغرب ومع عدد من الدول العربية." وأشار العجلاوي إلى أن هذه المعطيات تعكسها البيانات الختامية التي أصدرتها الدول التي زارها بوريطة والتي أكدت على دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، وتعكسها أيضا الأنباء القادمة من أمريكا اللاتينية عن تحول في موقف الإيكوادور بخصوص علاقتها بالبوليساريو.