يعيش آباء وأولياء أمور التلاميذ حيرة كبيرة قبل الدخول المدرسي الجديد الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، بسبب تخيير وزارة التربية الوطنية لهم بين التعليم عن بعد أو التعليم الحضوري، في ظل الظرفية الصحية التي يعيشها المغرب وتفشي فيروس كورونا. بين مؤيد ورافض لهذه الصيغة التربوية الجديدة يبقى التساؤل مطروحا عن ما مدى أهمية التعليم الحضوري أو عن بعد بالنسبة للتلاميذ في ظل هذه الفترة الحالية؟ وماهي الإرشادات التربوية التي يمكن أن يعتمدها الآباء وأولياء أمور التلاميذ استعدادا لهذا الموسم الدراسي الجديد؟. تقول ماجدولين النهيبي خبيرة في التربية والتعليم في تصريح لموقع القناة الثانية 2M.ma إن التعليم عن بعد لا يعوض التعليم الحضوري، الذي يتيح إمكانية التفاعل المباشر بين التلميذ والأستاذ والتلاميذ فيما بينهم، مضيفة أن "التعليم الحضوري يذكي المنافسة بين التلاميذ من أجل تحصيل دراسي جيد من جهة، ومن جهة تعتبر أن بعض الأنشطة خاصة الرياضية منها والتجارب المخبرية بالنسبة لبعض المواد العلمية لا يمكن إنجازها من خلال التعليم عن بعد". لكن في المقابل تؤكد ماجدولين النهيبي على ضرورة اعتماد التعليم عن بعد ولو بشكل جزئي وعدم تغييبه نهائيا في ظل هذه الفترة، لأن هذا النمط التعليمي الجديد في المغرب أثبت فعاليته في تجارب دولية سابقة. وأبرزت المتحدثة أن الطابع الفجائي الذي اعتمد فيه هذا النظام لم يسمح بتوفير الوسائل المناسبة لتطبيقه وتكوين الأساتذة بشأنه مما ولد انطباعا سلبيا لدى الآباء عن هذه الصيغة التعليمية الجديدة. * أمزازي:المناطق الخالية من كورونا بإمكانها اعتماد تعليم حضوري 100% بطلب من الأسر * أمزازي:إشراكنا للأسر في اختيار طريقة تدريس أبناءهم قرار حكيم * اعتماد "التعليم عن بعد" في الدخول المدرسي مع توفير "تعليم حضوري" للراغبين في ذلك ولإنجاح هذه المحطة الدراسية التي تمر بظروف استثنائية خاصة توصي الخبيرة في التربية والتعليم الآباء بالتريث وعدم الإرتباك، والتفكير بعمق واعتبار هذه الظرفية "عابرة". وتدعو النهيبي الآباء إلى الجلوس مع أبنائهم والاستشارة معهم حتى وإن كانوا أطفالا صغارا، والسعي لشرح الظرفية لهم من خلال ورشات تعليمية بالبيت عبر مشاهدة فيديوهات توجهية لأقرانهم في دول أخرى توضح كيف تعاملوا مع الفيروس. ونصحت المتحدثة باعتماد مبدأ المكافأة من خلال تقديم محفزات للأطفال عند احترامهم للنظام الوقائي المتبع في البيت والمدرسة، والحرص على تقديم المثال الجيد لأطفالنا من خلال تعاملنا مع الفيروس وتطبيق الإجراءات الوقائية الضرورية. وفي ختام تصريحها لموقع القناة الثانية 2M.ma اعتبرت ماجدولين النهيبي أن تغيير السلوك قائم على التدريب المتكرر، وأن الأطفال سيتعودون على احترام قواعد السلامة الصحية مع مرور الوقت، وتؤكد على كون المسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة، وعلى ضرورة استمرارية التواصل بين المدرسة والآباء، في أفق تجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر.