اضطرت حكومة بنكيران إلى اقتراض 750 مليون دولار أي حوالي سبعة ملايير ونصف المليار درهم لتأمين أداء أجور الموظفين وذلك من الأسواق المالية العالمية، ولم يسبق للحكومات السابقة أن أوصلت البلد إلى هذه الدرجة، مما يوحي بأن الآتي أسوأ. وذلك بعد زيادات هامة في ثمن المواد الاستهلاكية واضطرابات ضريبية خطيرة هددت رجال المال والأعمال. وفي أرض الكنانة كشف تقرير حكومي أن مصر تقف علي أبواب "مجاعة" بعد خمسة شهور، بسبب نقص العديد من السلع الأساسية، وفي مقدمتها القمح والسكر وزيت الطهي، وعدم كفاية المخزون الاستراتيجي من هذه السلع، أو الشحنات التي تم التعاقد علي توريدها من الخارج، حتى نهاية العام الجاري. وجاء في التقرير الذي أعدته وزاره التموين والتجارة الداخلية، والذي جري استعراضه أمام مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور هشام قنديل، أن إجمالي الرصيد الحالي من القمح، سواء المحلي أو المستورد، يبلغ حوالي 3.8 مليون طن، مشيراً إلى أن هذه الكميه تكفي لمده 156 يوماً، أي حتى الأول من نونبر القادم. ولفت التقرير الحكومي، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي علي موقعه "أخبار مصر"، نقلاً عن وكاله أنباء الشرق الأوسط، إلا أن إجمالي التعاقدات الخارجية الجاري توريدها من القمح لم تتجاوز 60 ألف طن، تكفي ليومين إضافيين، لتصبح إجمالي المدة 158 يوماً، حتى الثالث من الشهر نفسه. أما إجمالي رصيد السكر الحالي، الموجود لدى الشركات أو المتعاقد عليه، يبلغ 679 ألف طن، وهي كميه تكفي لمده 168 يوماً فقط، بالإضافة إلى إنتاج نحو ثمانية آلاف طن قصب سكر يومياً، مما يعني إنتاج ما يقرب من مليون طن سكر محلياً، يكفي حتى أكتوبر القادم. وأشار التقرير الحكومي إلى أن إجمالي رصيد زيت الطهي المتواجد داخل البلاد، والمتعاقد عليه، يبلغ 125 ألف طن، تكفي حتى نهاية شهر يونيو المقبل، في حين بلغ إجمالي رصيد الأرز، داخل البلاد والجاري التعاقد عليه، 290 ألف طن، وهي كميه تكفي حتى منتصف غشت القادم. إلى ذلك ارتفعت معدلات البطالة داخل تونس بشكل ملحوظ منذ اندلاع ثورة الياسمين بنحو أكثر من 7%، وفقا للبيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي لتسجل بذلك واحدة من أعلى معدلات البطالة بين نظرائها من دول المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي". كما أشارت هذه البيانات إلى بلوغ معدلات البطالة داخل مناطق ومدن تونسية بعينها بنحو 30%، وأنه برغم من تعهدات حكومة ما بعد الثورة بشأن خلق فرص عمل لملايين من الشباب العاطل، غير أنها تقف مكتوفة الأيدي أمام العديد من المعوقات على الصعيدين : السياسي والاقتصادي.