الولايات المتحدةالأمريكية تستغل أزمة القمح العلمية لرفع صادراتها منه وجني نتائج ارتفاع اسعاره أفادت بيانات رسمية بأن صادرات القمح الأميركية في الأسبوع الماضي قفزت إلى أعلى مستوى لها في حوالي ثلاث سنوات، مدعومة بتدني توقعات الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار بعد الحظر الروسي على الصادرات. وذكرت وزارة الزراعة الأميركية أن مبيعات التصدير من كل أنواع القمح في الأسبوع المنتهي في الخامس من غشت بلغت 1.33 مليون طن للشحن في 2011/2010، و20 ألفا و500 طن للشحن في 2012/2011، وهو ما يمثل زيادة قدرها 60% عن الأسبوع السابق. وأظهرت بيانات الوزارة أيضا أن هذه المبيعات هي الأكبر في أسبوع واحد منذ أكتوبر2007، وكانت مصر-وهي أكبر مستورد للقمح في العالم- أكبر مشتر في ذلك الأسبوع، حيث اشترت 190 ألف طن من قمح الشتاء الأحمر الصلد، واشترت اليابان واليمن ونيجيريا أيضا كميات كبيرة. وأشارت بيانات وزارة الزراعة الأميركية أيضا إلى أن شركات مصرية خاصة اشترت حوالي 700 ألف طن من القمح الأميركي منذ منتصف يوليو، وهي أول مبيعات كبيرة لمصر منذ نوفمبر الماضي. وقال تجار ومحللون إن مبيعات صادرات القمح الأميركية تسارعت في الأسابيع القليلة الماضية مع أخذ المستوردين في الاعتبار التأثير المحتمل لوقف الصادرات الروسية من إمدادات القمح العالمية. وأخذ المستوردون يقبلون على سد احتياجاتهم بالشراء من الولاياتالمتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، بعدما حظرت روسيا ثالث أكبر مصدر للقمح في العالم العام الماضي صادرات الحبوب بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد. ومن جهة أخرى قلصت وزارة الزراعة الأميركية توقعاتها لمحصول القمح الروسي في 2010/2011 بواقع 13%، وتوقعت أن يبلغ المحصول الروسي 45 مليون طن بانخفاض قدره 15% عن توقعاتها السابق. وخفضت الوزارة أيضا توقعها لصادرات القمح الروسية في 2010/2011 بمقدار 80% عن تقديراتها السابقة، وصادرات أوكرانيا وكزاخستان بمقدار الربع. ورفعت توقعها للصادرات الأميركية بمقدار 20% والصادرات الأسترالية بنسبة 6%، والصادرات الأوروبية بنسبة 4%، مقارنة بتقديرات الشهر الماضي. كما أظهرت بيانات الجمارك الفرنسية أن فرنسا صدرت 17.13 مليون طن من القمح اللين في موسم 2010-2009 الذي انتهي في 30 يونيو حزيران أي بزيادة نحو خمسة بالمئة عن موسم 2009-2008.ويشمل الاجمالي 1.52مليون طن جرى تصديرها في يونيو. وبلغ حجم الصادرات الى خارج الاتحاد الاوروبي 9.80 مليون طن على مدى الموسم كاملا بزيادة بنسبة اثنين في المئة عن موسم 2009-2008 وهو رقم قريب من تقديرات مكتب الزراعة في الشهر الماضي عند 9.85مليون طن. وبلغ حجم صادرات القمح الفرنسي داخل الاتحاد الاوروبي 7.33 مليون طن بزيادة نسبتها ثمانية في المائة عن الموسم السابق. مقابل ذلك أعلن مسؤولون زراعيون في اسلام أباد ان الفيضانات التي تجتاح باكستان، دمرت نحو 500 ألف طن من القمح، مما يعني فائضا أقل للبلاد هذا العام، وتسببت في أضرار لامدادات السكر والقطن. ومن المرجح أن يتم تعويض خسائر القمح الذي حصده المزارعون مؤخرا من امدادات المخزونات الحكومية. وحصدت باكستان، ثالث أكبر منتج للقمح في اسيا، 23.80مليون طن من القمح في موسم 2009 - 2010. وبالاضافة الى مخزون مرحل، توجد لدى البلاد مخزونات تزيد عن 28 مليون طن. ويبلغ استهلاك باكستان من القمح نحو 23 مليون طن سنويا. وحسب مسؤولون في صناعة القطن فقد دمرت الفيضانات أيضا ما يصل الى مليوني بالة من القطن، كما أكد اتحاد المزارعين ان انتاج باكستان من السكر المكرر يمكن أن يتراجع أيضا ب500 ألف طن بسبب الاضرار التي لحقت بالمحصول جراء الفيضانات. واجتاحت الفيضانات حوض نهر الاندوس وقتلت ما يزيد عن 1600 شخص وأجبرت مليوني شخص على ترك منازلهم وأثرت على حياة نحو 14 مليون، أي ثمانية في المائة من اجمالي السكان. في هذا السياق أكد المكتب العالمي للحبوب ارتفاع أسعار القمح خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهم هذا الارتفاع كلا من القمح الأمريكي من 205 إلى 223 دولار للطن، ومن 199 إلى 225 دولارا بالنسبة لقمح فرنسا. ياتي ذلك بعد إعلان الحكومة الروسية عن خطة لوقف تصدير الحبوب ومنتجاتها بسبب الجفاف المتفاقم في البلاد.وتعد روسيا ثالث أكبر مصدر في العالم للقمح اذ تبلغ صادراتها منه 20 إلى 23 مليون طن. وحسب تقرير لمركز أبحاث أمريكي متخصص فقد تبلغ صادرات القمح في 2010-2011 نحو ثلاثة ملايين طن بدلا من عشرة ملايين الى 11 مليونا حسبما كان متوقعا في السابق.