أقدم المغرب على رفع حقوق الجمرك على واردات القمح اللين و الصلب، بغية حماية المزارعين المحليين من المنافسة الخارجية، بعد المحصول القياسي المتوقع في الموسم الحالي. وأشار مكتب الحبوب والقطاني في موقعه الإلكتروني، إلى أنه تم فرض تعريفة جمركية تبلغ 135 بالمائة على الواردات من القمح اللين في الفترة من فاتح يونيوالجاري حتى 31 ديسمبر، في نفس الوقت الذي قفزت التعريفه الجمركية على القمح الصلب إلى 170 في المائة في الفترة الفاصلة بين يونيو ويوليوز من السنة الجارية. وأوضحت دورية صادرة عن وزارة الاقتصاد و المالية أن التعريفة الجمركية على القمح اللين ستخفض إلى 50 بالمائة اعتبارا من فاتح يناير عام 2010 . وكان المغرب قد علق الجمارك في عام 2008 وحتى 31 مايو من هذا العام لخفض أسعار القمح في السوق المحلية بعد ارتفاع أسعار القمح المستورد في عام 2007 وأوائل عام 2008 وصرح عزيز عبد العالي، مدير مكتب الحبوب و القطاني بالمغرب، ل«المساء» أن رفع التعريفة الجمركية المطبقة على القمح اللين إلى 135 في المائة أريد منه حماية المزارعين المحللين و تشجيع المشترين على اقتناء القمح من السوق المحلي، في نفس الوقت أملت الرغبة في سد الطريق أمام القمح الصلب الأجنبي، وخاصة الأمريكي، رفع التعريفة الجمركية إلى 170 في المائة. واعتبر أحد المهنيين في تصريح ل»المسا»ء أن القرار الذي اتخذته السلطات العمومية برفع التعريفة الجمركية على واردات القمح اللين «جيد»، غير أنه يبقى رهينا بالمخزون الذي تتوفر عليه المطاحن خلال الفترة التي يغطيها القرار الذي اتخذته السلطات العمومية. وحددت دورية صادرة عن وزارة الفلاحة و الصيد البحري السعر المرجعي للقمح الطري، الذي يستعمل في توفير الخبز المدعم في 270 درهما للقنطار، غير أن أحد المهنيين اعتبر أن ذلك السعر لا يتم احترامه في الفترة الحالية المتسمة بوفرة العرض، حيث انخفض في بعض الأحيان إلى 220 درهم، خاصة في ظل تدخل الوسطاء. ويتوقع المغرب في الموسم الحالي محصولا قياسيا من الحبوب، قدرته وزارة الفلاحة والصيد البحري ب 102 مليون قنطار، بعد أن وصل في الموسم الماضي إلى حوالي 54 مليون قنطار، وذلك بعد التساقطات المطرية القياسية التي شهدها المغرب في السنة الجارية. وأوضح مدير مكتب الحبوب والقطاني أن محصول القمح اللين في المغرب، يرتقب أن يصل في السنة الجارية إلى 45 مليون قنطار، بزيادة بنسبة 77 في المائة، في الوقت الذي يتوقع أن يبلغ محصول القمح الصلب 20 مليون قنطار، بزيادة بنسبة 61 في المائة. وكان عبد اللطيف إيزم رئيس الفيدرالية المغربية لأرباب المطاحين، توقع أن تصل واردات المغرب من القمح في السنة الحالية إلى 21 مليون قنطار، موزعة بين القمح اللين ب 15مليون قنطار والقمح الصلب ب 6 ملايين قنطار. وقد استورد خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية حوالي 1.17 مليون طن من القمح بقيمة 2.72 مليار درهم، لتنخفض بذلك الفاتورة بنسبة 55.2في المائة مقارنة مع المستوى المسجل سنة 2008. وأوضح مكتب الصرف الذي نشر المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية للمغرب، أن حجم القمح المستورد خلال الفترة من يناير الى أبريل 2009 سجل انخفاضا بنسبة 34.9 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2008. وكشف النمو الشهري لواردات القمح أن متوسط سعر الطن المستورد انخفض الى 2360 درهما للطن في أبريل الماضي مقابل 3665 درهما للطن في السنة الماضية. وأبرزت إحصائيات مكتب الصرف أن المزودين الرئيسيين للمغرب بالقمح هم فرنسا وكندا وألمانيا.