قال أحمد الهداج، رئيس فيدرالية مستوردي القمح بالمغرب، إن الامريكيين لم يتمكنوا من تصدير الحصص من القمح اللين والصلب التي تسمح بها اتفاقية التبادل الحر المبرمة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. وتجيز اتفاقية التبادل الحر، التي تربط المغرب بالولاياتالمتحدة، للأمريكيين تصدير 300 ألف طن من القمح اللين وما بين 280 و700 طن من القمح الصلب إلى المغرب. و تستفيد تلك الواردات من امتياز على مستوى الرسوم الجمركية، غير أنه ما دامت تلك الرسوم في المغرب محددة في صفر في المائة، فإن القمح الأمريكي لا يتوفر على تنافسية كبيرة، بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي تربط المغرب مع موردين آخرين. وصرح مسؤولون أمريكيون، خلال الأسبوع المنصرم في ندوة عقدت حول الحبوب بالدارالبيضاء، بأن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى الاستحواذ على حصة أكبر من واردات شمال إفريقيا من القمح مع انخفاض تكاليف النقل وارتفاع طلب هذه البلدان على القمح ذي الجودة العالية.وتستهدف الولاياتالمتحدة المغرب والجزائر اللذين يصنفان ضمن عشرة بلدان الأكثر استيرادا للقمح من الخارج.. واعتبر مصدر مهني مطلع أن مساهمة الأمريكيين في الندوة، تدخل في إطار عملية التعريف بمنتوجهم في السوق المغربي، الذي يرتبط بعلاقات تاريخية على هذا المستوى مع أسواق أخرى، قبل إبرام اتفاقية التبادل الحر، بحيث يبدو فك الارتباط مع الشركاء التقليديين صعبا. ووصلت واردات المغرب من القمح خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية إلى 9.8 ملايير درهم، مقابل 7.1 ملايير درهم في الفترة ذاتها من السنة الماضية، مسجلا ارتفاعا ب2.6 مليار درهم، بحيث أن صادرات الولاياتالمتحدة من القمح نحو المغرب تراجعت من 2.19 مليار درهم إلى 451 مليون درهم. هذا في الوقت الذي ارتفعت مشتريات المغرب من البلدان الأخرى، خاصة فرنسا وكندا وألمانيا والأرجنتين والبرازيل. و أوضح الهداج في تصريح ل«المساء» أن لجوء المستوردين لهاته الأسواق المتنوعة، يحاول أن يراعي العلاقة بين السعر والجودة اللذين يطلبهما السوق المغربي. مشيرا إلى أن تكاليف النقل عندما تتراجع يستفيد منها جميع المصدرين، ولا تشكل امتيازات تنافسية. وقال ريتشارد برايور، النائب الإقليمي لرئيس رابطة القمح الأمريكية على هامش الندوة عن الحبوب التي احتضنتها الدارالبيضاء، حسب ما نقلته عنه وكالة «رويترز» يبدو أن الكنديين يهيمنون على سوق القمح الصلب هنا لكن نعتقد أن بإمكاننا تغيير ذلك.» وأضاف أن فرنسا قد تجد هيمنتها على سوق القمح اللين في منطقة المغرب العربي على المحك بعد انخفاض أسعار الشحن. ومضى برايور قائلا «السوق شديدة الارتباط بفرنسا وليس من السهل اختراقها..وغالبا ما تكون المنافسة صعبة بسبب تكاليف الشحن لكن الفرق بيننا وبين الفرنسيين الآن دولاران إلى ثلاثة دولارات فقط.» و أشار المسؤولون الأمريكيون إلى سعي المغرب إلى البحث عن القمح ذي الجودة العالية، حيث شدد بيتر لويد، المدير الفني الإقليمي لرابطة القمح الأمريكية على أن «الجودة تصبح مسألة شديدة الأهمية بعدما أصبح المغاربة أكثر دقة في الاختيار وهناك عدد كبير من أنواع الدقيق (الطحين) في السوق». وأعلن المغرب عن طلب عروض لشراء 300 ألف طن من القمح اللين هذا في الأسبوع الماضي. ومنح تراخيص في سبتمبر لاستيراد 765 ألف طن من القمح اللين.وأضاف لويد أن تونس والمغرب سدا حاجتهما من الحبوب المستوردة حتى يونيو القادم. وتوقع أن يعزز المغرب مشترياته من القمح الصلب بعد ذلك.