يجتاح ربيع الجراد مصر ويهددها بالمجاعة وتكرار سيناريو 2005 بعدما اجتاحت أسراب مليونية من هذه الحشرات العاصمة المصرية القاهرة، مما اظطر معه السكان إلى إشعال النار في إطارات العجلات حتى يتمكن الدخان من مطاردة تلك الأسراب في ظل عجز حكومي على مواجهة هذا الخطر بالرغم من أن منظمة (الفاو) كانت قد حذرت منذ شهور من خطر وصول الجراد إلى مصر. وهاجمت أسراب من الجراد العشرات من حقول الخضر والفواكه، وأتلفت مختلف الخضروات والمحاصيل الزراعية، مما اضطر معه المئات من الفلاحين إلى عمل تشكيلات للتصدي وغزو الجراد عبر بعض الوسائل التقليدية التي لم تنفع في طرده. وكانت الملايين من أسراب الجراد قد وصلت إلى العاصمة المصرية، وشوهدت أسرابه في مناطق عدة من محافظة القاهرة، وفي حالة عدم سقوط أمطار جديدة فستتحرك الأسراب أكثر إلى الداخل لتعبر البحر الأحمر شرقا. ويتهم مجموعة من المتضررين وزارة الزراعة المصرية بتقصيرها الفادح مما أدى إلى وصول أسراب الجراد إلى مدينة القاهرة، حيث أصدرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تحذيرات متكررة من خطورة نشاط أسراب الجراد منذ شهر نونبر الماضي، وتكرر التحذير في شهري دجنبر ويناير الماضيين. وأكد مجموعة من الممتتعين إهمال المسؤولين في وزارة الزراعة لهذه التحذيرات المصحوبة بخرائط توضح أماكن انتشار الجراد قبل وصوله إلى مصر واحتمالات وطرق مروره في حالة دخوله الأراضي المصرية، ودعوا إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة. ويلتهم الجراد في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة. ويتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم وبصفة عامة يصعب تقدير الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم العالية، حيث تعتمد الأضرار على المدة التي سيبقى بها الجراد في المنطقة الواحدة وحجم الجراد ومرحلة المحصول. ويتوالد الجراد الذي يغير على مصر في شرق السودان وبعض وديان اليمن ويبدأ تكاثر الجراد الذي يهاجر إلى مصر في أماكن توالدة وهي شرق السودان وأريتريا أثناء فصل الأمطار، ويهاجر عادة في الخريف وأوائل الشتاء إلى ساحل البحر الأحمر القريب من أماكن توالدة وهناك يتزاوج ويتناسل.