فرق خاصة تتحرك إلى موريتانيا لتوجيه ضربات استباقية كشف محمد دحماني مسؤول بالمركز المغربي لمكافحة الجراد لبيان اليوم أن فرقا خاصة بالمراقبة والتأكد من أولى طلائع الجراد عادت، أول أمس، من الأقاليم الجنوبية للمغرب، وقدمت تقريرا ينفي وصول هذه الحشرة إلى الحدود الجنوبية للبلاد، وذلك إلى حدود بداية الأسبوع الجاري. وقال محمد دحماني للصحيفة إنه بالرغم من إيجابية التقرير، إلا أن مسؤولي المركز المغربي لمكافحة الجراد فضلوا الإعلان عن حالة استنفار من الدرجة الأولى يتم بموجبها إعداد وصيانة آليات الاتصال والتدخل والتنقل البرية والجوية. وحول التحذير الذي وجهته منظمة الأغذية والزراعة « الفاو» للمغرب بخصوص إمكانية وصول أسراب الجراد الصحراوي ، القادم من منطقة الساحل، خلال الأسابيع القادمة، ودعوتها المغرب إلى التعبئة المستعجلة لفرق المكافحة الميدانية للتصدي لهذا الخطر ومكافحته، شدد دحماني على أن «مصالح مكافحة الجراد توجد في حالة ترقب. وعند التأكد من وصول أولى طلائع الجراد شمال مالي سنعبئ، في إطار حالة الاستنفار من الدرجة الثانية، مصالح ومؤسسات متعددة، في نطاق عمل منسق وموحد، تشمل السلطات الإقليمية والمحلية، والمراكز الجهوية لمحاربة الجراد التي تضم عضوية المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، ومصلحة وقاية النباتات، والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، والصحة العمومية ومصلحة رصد التوقعات المناخية». وكانت منظمة «الفاو» أوضحت أن أسراب الجراد مكتملة النمو تنتشر حاليا في تشاد وتوشك أن تتشكل في مالي والنيجر أيضا إثر الأمطار الغزيرة صيف العام الجاري التي أتاحت أحوالاً ملائمة لنمو جيلين متعاقبين من الجراد وأدت إلى تكاثر بمقدار 250 ضعفا في تجمعات الجراد لدى البلدان المعنية. وقال مسؤول تنبؤات الجراد لدى «الفاو» كيث كريسمان إن الرياح السائدة والسوابق التاريخية تجعل من المحتمل أن تتجه الأسراب، بعد تشكلها، صوب جنوب المغرب وشمال غرب موريتانيا، متوقعا أن يتسبب وصول أسراب الجراد لهذه البلدان في أضرار واسعة بالمراعي والمحاصيل المعتمدة على الأمطار.. وهو ما لا يستبعده المركز المغربي لمكافحة الجراد الذي سيعتمد، في الأيام القليلة القادمة، حسب محمد دحماني، أسلوب «المحاربة الوقائية» من خلال بعث فرق ميدانية إلى الحدود مع موريتانيا للقضاء على أي جراد متسرب، في انتظار قرارات أخرى قد تسير في اتجاه بعث فرق مغربية وطائرات لرش المبيدات المكافحة للجراد وكميات هامة من المبيدات. واعتبر مصدرنا هذه المساعدات ضعيفة بالنظر إلى ما ستحتاج إليه موريتانيا التي «أبانت التجارب السابقة عجز إمكانياتها الذاتية، بالنظر إلى شساعة ترابها، عن القضاء على أسراب الجراد التي يخشى أن تأتي هذه السنة بالملايين». في هذا السياق، أفاد تقرير «الفاو» بأن الأسراب القادمة نحو المغرب تضم عشرات الملايين من الجراد وبمقدورها أن تقطع مسافة 150 كيلومترا يوميا مستفيدة من اتجاه الرياح. ويمكن أن تنتج أنثى الجراد، تضيف المنظمة، ما يصل إلى 300 بويضة خلال دورة حياتها، وفي وسع جراد واحد أن يلتهم ما يعادل وزنه من الغذاء الطازج يوميا، أي ما يبلغ غرامين كل يوم - مبرزة أن سربا ضئيلا واحدا من الجراد يأتي على نفس كمية الغذاء التي يتناولها نحو 35 ألف شخص يوميا. وهو عدد يمكن تقليصه، بحسب مسؤول مركز مكافحة الجراد لو توفرت إمكانيات المكافحة لدى دول الساحل والصحراء، ولو تمت تقوية التضامن الدولي الذي «يظل دون المستوى، بالرغم من النداءات المتكررة والمنذرة التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بخطورة الوضع».