حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو» المغرب من هجوم محتمل لأسراب كبيرة من الجراد الصحراوي، يمكن أن تأتي على مساحات واسعة من المزروعات وتتسبب في خسائر فادحة. وقالت «فاو»، في نشرة إنذارية أطلقتها أول أمس الاثنين، «ننبه كلا من المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا إلى إمكانية وصول أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي إلى أراضيها من منطقة الساحل في غرب إفريقيا خلال الأسابيع المقبلة»، مضيفة أنها تستحث البلدان الأربعة على الاستعداد لهذا الهجوم المرتقب، وتعبئة فرق المكافحة الميدانية من أجل التصدي له ومكافحته. ويعتبر الجراد الصحراوي من أخطر أنواع الجراد في العالم، إذ تستطيع الأسراب الطائرة، التي تضم عشرات الملايين من الجراد، قطع مسافة 150 كيلومترا يوميا باتجاه الرياح، ويمكن أن يأتي سرب ضئيل واحد من الجراد الصحراوي على نفس كمية الغذاء التي يتناولها نحو 35000 شخص يوميا، حيث تستطيع الجرادة الصحراوية التهام ما يعادل غرامين من النباتات يوميا. وحسب الخبير كيث كريسمان، كبير مسؤولي منظمة «فاو» لتنبؤات الجراد، فإن الرياح السائدة والسوابق التاريخية تجعل من المحتمل أن «تتجه الأسراب بعد تشكلها صوب الجزائر، وليبيا، وجنوب المغرب، وشمال غرب موريتانيا». ويضيف الخبير أن الأسراب «ما إن تصل هناك حتى تلحق أضرارا واسعة بالمراعي والمحاصيل المعتمدة على الأمطار. وتتخوف منظمة الأغذية والزراعة «فاو» من أن تسهم الظروف النباتية والمناخية المواتية في دعم الدورة التوالدية للجراد الصحراوي، وهو ما سيجعل المغرب، الذي يبذل الجهد الأكبر في مجال المكافحة على صعيد منطقة شمال إفريقيا، في مواجهة تسلل أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي ذات الخاصية التدميرية. وتفيد الدراسات العلمية بأن كيلومترا مربعا واحدا من الجراد الصحراوي، والمشكل في المتوسط من 50 مليون حشرة طائرة، بإمكانه التهام ما لا يقل عن 100 طن من النباتات يوميا بوتيرة تغطية واكتساح تتجاوز مئات الكيلومترات المربعة في نفس الفترة.