كشفت التحريات التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عقب تفكيك تنظيم إرهابي عن ارتباط عناصره بالمجموعة المنشقة عن حركة الشبيبة الإسلامية المغربية والتي أسسها عبد العزيز النعماني إذ أن تفكيك الخلايا التابعة لمجموعة "فصيلة الجهاد" التي كانت تابعة لعبد الكريم مطيع بالدار البيضاء والمحمدية، سنة1983، نتج عنه انشقاق داخل هذا التنظيم الذي تولّدت عنه منظّمة "حركة المجاهدين في المغرب" التي تم تفكيك خلايتها أخيرا. وقد حدّد التنظيم هدفه في قلب النظام الملكي عن طريق العمل المسلّح، وخضعت عناصره لتداريب شبه عسكرية بلبنان. وقد توارى تنظيم "حركة المجاهدين بالمغرب" إلى الخلف بعد تفكيك خلاياه الأولى سنة 1984 واختفاء زعميه عبد العزيز النّعماني بفرنسا، وبقيت الحركة على هذا إلى أن عادت مع رفاقه محمد النوگاري المحكوم ب 20 سنة سجنا، وعبد الرزاق سوماح، ومحمد بوعنشوشات الموقوفين حاليا وعلي بوصغيري الذي توفي سنة 2009، والذي زرع خلايا إرهابية بالجهة الشرقية، والذي أدى تفكيكها سنة 2003، إلى حجز كمية من الأسلحة (كلاشنيكوڤ واحد، مسدّسين ودخيرة) مخبأة بمنزل الوالدين لرفيقهم ميمون كشيري المعتقل بتافوغالت إقليمبركان. وقد تواصل تفكيك هذه الخلايا الإرهابية باعتقال محمد النوگاوي، أحد رفاق النعماني، في الوقت الذي كان فيه بصدد مناقشة التقارب مع الإرهابي الفرنسي، بيير روبير أنطوان ريشار، للقيام بعمل تخريبي عميق وعظيم الأثر، من خلال تأسيس خلايا مسلحة قبل القيام بحركة كبيرة للعصابات المسلحة وذلك بعد أن التزم بتوفير الأسلحة والمتفجرّات لفائدة المواطن الفرنسي السّالف الذكر عن طريق علي عرّاس المعتقل في إطار ملف بلعيرج التابع لحركة المجاهدين في المغرب، الذي كان ينشط ببلجيكا. وجاء تفكيك خلية جديدة من هذا التنظيم عن طريق اعتقال عدد من أعضائه، ليؤكد المخاوف المطروحة في مواجهة تهديد متجسد من قبل "حركة المجاهدين في المغرب"، حيث إن هذه العملية أسفرت عن حجز بندقية (Carabine) مزوّّدة بأربع خرطوشات وأسلحة مكونة من 4 مسدّسات رشاشة من نوع (mat 49) و110 رصاصات مخبأة في أماكن بسبع عيون وتيفلت، وهي مجموعة من الأسلحة التي أدخلها علي عرّاس سنة 2002 من أوربا. وقد كشفت التحقيقات أن قادة التنظيم كانوا في مرحلة إعادة هيكلة "حركة المجاهدين بالمغرب" بقيادة عبد الرزاق سوماح، بعد وفاة علي بوصغيري سنة 2009، الذي تم دفنه سرّا في منزل رفيقه الكائن بجهة الغرب، وذلك من خلال استقطاب عناصر جديدة تم تأطيرها في خلايا بمكناس، والعروي، وطنجة وجدة، وبركان، والخميسات، وتيفلت وبجهة الغرب، حيث تشبّعوا بمبادئ حرب العصابات وبقواعد النشاط السرّي وتقنيات مواجهة التحقيق، على خلفية جلسات المصابرة الجسدية. وأوضحت التحريات أن عبد الرزاق سوماح وأنصاره كانوا يحضّرون للقيام، قريبا، بهجمات مسلحة ضد منشآت مصالح الأمن والدرك الملكي، وكانوا ينوون القيام بعمليات سرقة الوكالات البنكية والمحلات التجارية بغرض تأمين تمويل... أعمالهم الإرهابية. وكشف البحث عن ظروف اختفاء زعيم التنظيم عبد العزيز النعماني، الذي تم اغتياله سنة 1985 من قبل مجموعة من المنشقّين بمدينة أڤينيون بفرنسا، حيث قاموا بطعنه حتى الموت ودفنه في نفس المكان. وقاد البحث إلى اعتقال محمد الدويش عضو بهذا التنظيم والذي شارك عبد الوهاب نابت من أنصار "حركة المجاهدين في المغرب" في اغتيال رفيقهما لحبيب وضيف سنة 1985 بمدينة زاوا، والذي كان محطّ شكوك حول تخابره مع الأجهزة الأمنية.