علمت “المغربية” من مصادر مطلعة أن ثلاثة عناصر مقيمة في بلجيكا، اعتقلت ضمن خلية فاسوالناظور، المشتبه في سعيها لتنفيذ اعتداءات في المغرب وبلجيكا، كانت وراء التخطيط للقيام بعمليات جهادية في بروكسيل تستهدف فندق شيراتون، باعتباره فضاء لتجمع اليهود، والاتحاد الأوروب كما سعت هذه العناصر، تشرح المصادر، إلى تزويد المغربي المقيم في بلجيكا، لحبيب بنعلي، المعروف باسم “أبوحذيفة”، بالأسلحة النارية لتسليمها إلى أفراد الخلية التسعة، على إثر اتصال أحد عناصرها بهذا الأخير بهدف توظيفها في الهجوم على سياح بالناظور، إلا أن الشخص المقترح من طرف المسمى هشام للتزود منه بالسلاح، غادر الديار البلجيكية للجهاد ضد القوات الأميركية وحلفائها في العراق. وقالت المصادر إن المتهم بنعلي، المودع رفقة 6 أظناء بالمركب السجني بسلا، الأربعاء الماضي، في إطار خلية الناظوروفاس، انضم إلى تيار”السلفية الجهادية” بمدينة الناظور سنة 1999، وعقد مع أعضائه لقاءات تمحورت حول الجهاد. بعد ذلك، تروي المصادر، سافر إلى بجليكا، حيث تعرف، في غضون 2004 و2005، على السلفي الجهادي المسمى هشام، لكونه كان يشتغل معه بشركة لتوزيع الإرساليات والطرود، وعرفه على أشخاص آخرين حضر معهم اجتماعات لمناقشة موضوع الجهاد إلى العراق. وذكرت المصادر أن هشام، الذي يوجد حاليا في بلاد الرافدين، أخبره بالعملية الجهادية في بروكسيل، دون الحديث عن تفاصيلها، قبل أن يقترح عليه شخصا من ذوي السوابق القضائية للتزود منه بالسلاح، لفائدة أحد عناصر خلية الناظور الذي سبق أن اتصل به هاتفيا حينما كان في بلجيكا، بعد أن فاتح هشام في الموضوع. وكان المهاجر المغربي “أبو حذيفة” أعد شريطا بواسطة كاميرا رقمية ألقى فيه (خطابا جهاديا) أعلن فيه عزمه على الاستشهاد تحت راية “تنظيم القاعدة” ومبايعته لزعيم حركة طالبان الملا عمر، في إطار الاستعداد للجهاد في العراق، التي شد إليها الرحال في بداية يناير 2008، إذ سافر جوا من بروكسيل إلى إسطنبول، ثم إيران التي منعته شرطة مطارها من الدخول لترابها، ما جعله يعود إلى بلجيكا، ثم المغرب. ونسب إلى المتهم نفسه أنه في إطار اللقاءات التي جمعته مع بعض المتشبعين بالفكر السلفي بالمغرب، كانوا يصلون صلاة الجمعة بالمنزل، تلقى فيها خطب تصب في خانة تفعيل توجهاتهم لإعمال عمليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاستهداف مختلف مظاهر الفساد في المجتمع، مضيفا أن زميله الذي كان قد طلب منه السلاح الناري لم يفاتحه في الموضوع بعد رجوعه من بلجيكا، لأنه كان منهمكا بسفره إلى العراق. وكان المتهم، المزداد سنة 1981، تابع دراسته إلى غاية السنة الرابعة إعدادي، وعمل بعيادات لصناعة الأسنان إلى غاية 2003 ليتزوج من فتاة تحمل الجنسية البلجيكية ويسافر معها سنة 2004، ويعمل هناك بصفة مؤقتة في شركة لتوزيع الإرساليات والطرود مقابل أجر يتراوح بين 1200 و 1300 أورو. وأوضحت المصادر أن عشابا يحتمل أنه التحق بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، كان يستقطب الأشخاص الراغبين في الالتحاق بالمعسكرات المتنقلة بشمال مالي وجنوب الصحراء التابعة للتنظيم الجزائري بهدف العودة إلى المغرب للقيام بأعمال تخريبية. وكان قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أمر، الأربعاء الماضي، بإيداع سبعة متهمين، من أصل 11 متهما من أعضاء هذه الشبكة، السجن المحلي بمدينة سلا. كما أمر بوضع كل من محمد (ع) وعلي (ب) تحت المراقبة القضائية وعدم متابعة كل من حسن (ب) وحفيظ (د) لانعدام حجج وأدلة تثبت إدانتهما. ويوجد ضمن لائحة المعتقلين، إلى جانب بن علي وحسن وحفيظ ومحمد وعلي، كل من محمد (ط)، وبوعزة (م)، ومروان (ك)، وعبد الله (ب)، وخالد (م)، والحسين (ب). وأبرزت المصادر أن الشبكة تضم في صفوفها صانع أسنان، ومستخدمين، ونقاش خشب، وبائع متجول، وصباغ، ونجار، وبناء، وعاطل، وطالب، ورصاص. وتوبع هؤلاء الأظناء من طرف النيابة العامة بتهم “تكوين عصابة إجرامية للإعداد والقيام بأعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والمس بالمقدسات، والتحريض على القيام بأعمال إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق”. المغربية