عاد مسلسل "الاعتقالات السرية" ليظهر من جديد بالمغرب، بعد ورود معطيات عن إيقاف الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع المصالح الاستخباراتية، مواطنين بشرق ووسط المملكة، ما يرجح احتمال وصول التحقيقات للكشف عن خلية إرهابية جديدة مفترضة، تكون امتدادا للشبكات المفككة أخيرا، التي تبين أنها تعمل وفق استراتيجية مزدوجة تتمثل في استقطاب متطوعين شباب بهدف إرسالهم إلى العراق لتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة، والتخطيط لاعتداءات فوق التراب المغربي. "" وأكدت مصادر مطلعة أمس الأحد، ل "إيلاف"، أن عناصر شرطة، كانت على متن سيارتين من نوع (لوغان) و(سيتروين إكسترا)، اعتقلت نجارا في عقده الثالث بمدينة وجدة يدعى خالد (ق)، قبل أن تعود، منذ أزيد من أسبوع، إلى منزله وتقوم بتفتيشه، دون أن تقدم أي توضيحات لعائلته، مشيرة إلى أن عملية مماثلة نفذت في مدينة صفرو (ضواحي فاس)، حيث أوقف رضوان (ز)، الذي داهم رجال أمن غرفته وحجزوا وثائق خاصة به، قبل أن يقتادوه لوجهة مجهولة. وتحدثت مصادر أمنية عن إمكانية أن تكون العمليتين بداية لسلسة من الاعتقالات التي قد تكون نتيجة معلومات توصلت إليها الأجهزة الأمنية، على خلفية التحقيقات التي أنجزتها مع كل من خلية فاس والناظور ومجموعة ال 35 التي يتحدر أميرها من طنجة (شمال المغرب)، كما أنها تضم في صفوفها قاصر. وأوضحت المصادر أن التحريات الأخيرة مكنت من تحديد لائحة بأسماء أزيد من عشرة متهمين يشتبه في ارتباطهم بتنظيمات إرهابية لها صلات بشبكات دولية، منها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. ويأتي هذا في وقت أعلنت السلطات الأمنية الإيطالية، أول أمس السبت، عن اعتقال مغربي يشتبه في ارتباطه بشبكات تجنيد مقاتلين لتنفيذ عمليات انتحارية في بلاد الرافدين. واعتقل 11 في خلية فاس والناظور التي اتهمت بالتخطيط لضرب بناية البرلمان الأوروبي يطلق عليها "أكابريس دي ديوه" وفندق شيراتون في بروكسيلببلجيكا. وانطلق رصد هذه الشبكة منذ سنة 2007، بعد أن توصلت السلطات الأمنية إلى معلومات دقيقة حصلت عليها من خلال التحقيق مع متهمين ينشطون في جماعات إرهابية تربط صلات وثيقة بتنظيمات متطرفة في الخارج، من بينها القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وأظهرت التحريات أن هذه الشبكة يتزعمها مهاجر مغربي في بلجيكا، يدعى لحبيب بنعلي، الذي وضع تحت المراقبة منذ دخوله إلى المغرب، حيث بدأ في وضع اللمسات الأخيرة لمخططه. وكان قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أمر بإيداع سبعة متهمين، من أصل 11 متهما من أعضاء هذه الشبكة، السجن المحلي بمدينة سلا. وتوبع هؤلاء الأظناء من طرف النيابة العامة بتهم "تكوين عصابة إجرامية للإعداد والقيام بأعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والمس بالمقدسات، والتحريض على القيام بأعمال إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية بلا تصريح مسبق". وكشفت مصادر موثوقة أن الأجهزة الأمنية توصلت، منذ سنة 2003 إلى نهاية 2007، إلى تفكيك حوالي 32 شبكة لتجنيد مقاتلين مغاربة بهدف إرسالهم إلى العراق لمواجهة القوات الأميركية وتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة. وأكدت المصادر أن بعض هذه الشبكات تربط صلات وثيقة بتنظيمات متطرفة في الخارج، في مقدمتها القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن، مشيرة إلى أن تفكيك هذه الخلايا قاد إلى اعتقال عشرات المرشحين، قبل أن يتوجهوا إلى أراضي بلاد الرافدين. وأبرزت المصادر أن نسبة كبيرة من الاستمارات التي عبأها هؤلاء المتطوعين، واطلعت عليها الأجهزة الأمنية، تظهر أن السبب الأول الذي يدفع هؤلاء المغاربة للسفر إلى العراق هو "الاستشها