طالب عبد الصمد الإدريسي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ضمنيا، بانسحاب حزبه من الحكومة متسائلا. "ما جدوى وجودنا في الحكومة؟" وكتب الإدريسي، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "طيلة خمس سنوات كنا نسوق مقولة ان المغرب يعرف انتهاكات لكنها والحمد لله غير ممنهجة"، قبل أن يتساءل ماذا بعدما أصبحت تظهر بوادر كون هذه الانتهاكات، على الأقل في الريف، سياسة ممنهجة؟". "يجب أن نعترف، يضيف الإدريسي، أننا كنا واهمين حينما ظننا يوما ما أن المستبدين يمكن أن يؤمنوا بالديموقراطية، والحقيقة إنهم يمكن أن يضطروا للتنازل نعم، يمكن أن يناوروا أكيد، يمكن أن يفتحوا بعض الهامش". ووجه الإدريسي المحسوب على جناح عبد الإله بنكيران انتقادات لاذعة لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة قائلا: "لا أنتظر اليوم من حكومة، الكل يعرف ظروف تشكيلها وموقف فئات عريضة من السياسيين والحقوقيين ومن عامة الناس منها، الشيء الكثير، بل لم يعد يكفي من رئيسها ووزرائها الصمت، رغم ما يعنيه من عدم اتفاق على ما يقع، بل في بعض اللحظات والمواقف نحتاج إلى الكلام الواضح البين". وأضاف أن "اللحظة تقتضي أن تكون في البلد معارضة قوية ذات مصداقية، جريئة، تعارض، تفضح، تكشف، ويمكن بل الأكيد مستعدة لأداء ثمن ذلك"، في دعوة صريحة منه إلى حزبه بالعودة إلى صفوف المعارضة. وأوضح المصدر ذاته، "خلال فترة البلوكاج الحكومي، ولما كان النقاش يحتد حول مآل التجربة الديموقراطية الهشة في المغرب، كان بين الفينة والأخرى يعلو سؤال ربما صادم، أليس مكان العدالة والتنمية اليوم ليقوم بدوره تجاه الوطن والشعب والسياسة، هو المعارضة وليس الحكومة؟". وكتب الإدريسي في ذات التدوينة: "نعم كانت تطوقنا أصوات الناخبين الذين صوتوا لنكون في الحكومة ونكمل مسارا بدأ، لكن لا يجب أن نقف عن لحظة التصويت، لأنه بعدها جرت متغيرات كثيرة، وجب بعدها أن نقرأ نبض الشارع وتوجهاته ونقرر على ضوئها"، قبل أن يتساءل "ما جدوى وجودنا في الحكومة؟"، مبرزا أنه "لم يعد يجيد جوابا على هذا السؤال".