قد لا يعرف الكثيرون المغني البلجيكي ستروماي، أو ربما سمعت أنت إحدى أغانيه الشهيرة صدفةً في الشارع العام، أو على صفحة صديق على مواقع التوصل الاجتماعي، فالرجل ينتثر الحب والذكريات في أغانيه، ويَجعل كل من يسمعها يَرقص على آثاره. لكن يبدو أنه ليس في وضع يسمح له لا بأن يَرقُص ولا أن يُغني هذه الأيام، فصحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الشهيرة أيقظت في نفسه ماضياً أليما وذكرى أبٍ قُتل ظلماً منذ سنوات.
ما الحكاية؟
القصة أن عائلة ستروماي - حسبما نشرت صحيفة "هيت نيوزبلاد" البلجيكية -، عبرت عن استيائها من رسم كاريكاتير نشرته "شارلي إيبدو" على غلافها الأربعاء 30 مارس/آذار 2016 المخصص لتفجيرات بروكسل، وضعت فيه صورةً للمغني ذي الأصول الرواندية وبجانبه أعضاء بشرية متناثرة، وفي الخلفية العلم البلجيكي، وفي الأعلى كُتب عنوان أغنيته الشهيرة " papa ou t'es ?" والتي تعني بالعربية "أين أنت يا أبي؟".
وتظهر في الرسم الأعضاء البشرية الممزقة وهي تُجيب عن سؤال الباحث عن أبيه، حيث تناديه يده قائلةً إنه إلى جانبها، بينما الرجل والعين تصرخان إلى أماكن أخرى، للتعبير عن معاناة الأطفال الذين فقدوا آباءهم في التفجيرات.
ريس، رسام الكاريكاتير في "شارلي إيبدو" لم يعرف على ما يبدو أن والد ستروماي هو الآخر قتل بشكل تراجيدي بعد أن قُطعت أعضاء جسده إلى أطراف، وهو نفس ما تتساءل عنه عائلة المغني الذي أصبح اسمه معروفاً في العالم كله في السنوات الثلاث الماضية.
وتُقول صحيفة "هيت نيوزبلاد" التي تنشر باللغة الهولندية، إن العائلة نددت بصورة الصحيفة الفرنسية الساخرة "لأنها تذكرها بأحداث أليمة جداً".
الماضي يعود بظلاله
وتضيف العائلة أن المعالجة الساخرة من الجريدة الفرنسية للتفجيرات التي شهدتها بروكسل الثلاثاء 22 مارس/آذار وأودت بحياة نحو 30 شخصاً، في الحقيقة كأنها تُشخص ما وقع خلال الحرب الأهلية الرواندية، حينما ارتبكت إبادة جماعية في حق قبائل التوتسي في العام 1994، والتي فقد فيها والد ستروماي الحياة في ظروف مروعة جداً، حيث قُطع إلى أجزاء متناثرة.
ستروماي وعائلته يريدان الآن من صحيفة "شارلي إيبدو" توضيح ما إن كانت على علمٍ بقصة الأب التي مر عليها الآن ما يُقارب 22 عاماً، "مع أنها تظن أن الجواب هو نعم"، حسب وسائل إعلام محلية.
وكان رسم "شارلي إيبدو" أثار الكثير من الجدل في كل من فرنسا وبلجيكا حتى قبل طبعه، واعتبروه عديدون مبتذلاً وغير محترم.