حضر أكثر من 100 ألف متقرج، مساء الإثنين، إلى منصة السويسي بالرباط لمتابعة عرض الفنان البلجيكي بول فان هافر، المعروف باسم ستروماي، في إطار فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان "موازين .. إيقاعات العالم". وشهد الحفل الذي أضفت عليه المؤثرات الضوئية جمالية أخاذة، توافد جمهور شكل الشباب أغلبيته، حيث أدى الفنان البليجيكي أشهر أغانيه مثل "فورميدابل"و"بابا أوتي" اللتين حطمتا كل الأرقام القياسية على مستوى المبيعات والانتشار. وقدم الفنان البالغ من العمر 28 عاما، عرضا متميزا، عزف فيه على آلة الأورغ الكهربائي، وغنّى فيه "جاك بريل الجديد" عن الحب ونبذ العنصرية والحياة الافتراضية، بإيقاعات تنهل من الموسيقى العصرية. الجمهور تفاعل بدوره مع ستروماي المنحدر من أصول رواندية، والذي ظهر بلباسه المميز، وحركاته الشهيرة، وأدى العديد من اللوحات الراقصة والتي نالت تصفيقات الحاضرين. وكان الفنان الشاب، قد اعتبر خلال ندوة صحفية سبقت الحفل، الشهرة أمرا "لا إنسانيا"، موضحا أن العزلة تساهم بشكل أساسي في المحافظة على توازنه النفسي من أجل التعبير بصدق عن ما يختلج في قرارة نفسه. وشدد فان هافر الذي عبّر عن انبهاره بضخامة مهرجان "موازين"، على أن الأعمال الفنية التي ينجزها نابعة بالدرجة الأولى من الرغبة في التعبير عن الذات وتضع الجمهور وانتظاراته في المرتبة الثانية، موضحا أن جمالية الموسيقى تتمثل في أنه بمجرد أداءها تصبح ملكا للجميع ومن حق كل شخص تفسيرها كما يحب. وأوضح ستروماي أن الجانب الأخلاقي الملتزم الذي يطبع الأغاني التي ينجزها راجع إلى عدد من المحددات الشخصية والتربية الدينية التي تلقاها، مبرزا أن حادث وفاة والده خلال الإبادة الجماعية التي عرفتها رواندا كان له تأثير بالغ على الأغاني التي يؤديها. وشكلت أغنية "ألوغ نو دونس" (هيا لنرقص) الصادرة سنة 2010 الصعود الباهر للمغني البلجيكي في سماء الأغنية الفرنكوفونية، حيث حققت رقم مبيعات وصل إلى ثلاثة ملايين نسخة، قبل أن تتلوها النجاحات الأكبر لألبومه الأخير "راسين كاري"، عبر أغنيتي "فورميدابل"و"بابا أوتي".