استمرت احتفالات أمازيغ مدينة "تزنيت" جنوبي المغرب، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2966، إلى الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، وتوجت بإعداد أكبر طبق "تاكلا"، الشهير لدى الأمازيغ في شمال أفريقيا. ودأب الأمازيغ على الاحتفال بالسنة الأمازيغية، أو ما يعرف كذلك "السنة الفلاحية" في 13 يناير من كل عام، تيمنا بسنة زراعية وفيرة الإنتاج.
وشارك في الاحتفال، الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء، ورعته جمعية "تايرين واكال"(حب الأرض-غير حكومية)، زينب العدوي، محافظ جهة "سوس ماسة"، الذي تقع ضمنها مدينة "تزنيت"، وعدد من الشخصيات الرسمية، والناشطين المدنيين في المنطقة.
و"تاكلا" طبق شعبي لدى الأمازيغ، ويتكون من حبوب القمح أو الشعير أو الذرة، حسب المحصول الأوفر في الموسم الفلاحي، مطهي بزيت "أركان"، الذي تنفرد المنطقة بتوفره فيها.
وتم إعداد طبق "تاكلا"، الذي يقول المنظمون إنه أكبر طبق من نوعه في شمال أفريقيا، باستخدام 150 كليوغراما من القمح، وبلغ قطره 3 أمتار، وارتفاعه مترا واحدا و10 سنتيمترات.
وفي تصريح لمراسل "الأناضول"، قال الحسين البويعقوبي، الباحث في الثقافة الأمازيغية، والأستاذ بجامعة أغادير(جنوب)، إن "السنة الأمازيغية من التقويمات المعروفة في شمال أفريقيا إلى جانب التقويم الهجري والميلادي والعبري".
وأضاف أن "السنة الأمازيغية كانت تعرف بالسنة الفلاحية، فمن خلال اسمها يتضح أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأنشطة الفلاحية وبالأرض، يتمنى فيها الفلاح سنة مثمرة يعم فيها الخير".
وتابع أن هذا الاحتفال "ترتبط به اعتقادات كثيرة لدى الرجال والنساء والأطفال، تيمنا بسنة فلاحية مثمرة في المستقبل".
وذكر البويعقوبي، أن "هذه السنة يحتفل بها سواء الناطقون بالأمازيغية أو العربية، وفق طقوس وتقاليد وأعراف مختلفة".
وأشار إلى أن منطقة "سوس" جنوبي المغرب، تشتهر بطبق "تاكلا"، الذي يتم إعداده في البيوت الأمازيغية بمناسبة رأس السنة.
ويحتفل أمازيغ المغرب بحلول سنة 2966، على إيقاع مطالبة الناشطين الأمازيغ، بجعل هذه المناسبة عيدا وطنيا، وعطلة رسمية، في المؤسسات العمومية، والقطاع الخاص.
واعتمد الدستور المغربي لسنة 2011، لأول مرة، اللغة الامازيغية لغة رسمية بالبلاد إلى جانب العربية.
و"الأمازيغ" هم مجموعة من الشعوب الأهلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة(غربي مصر) شرقا، إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوبا.