ذكرت وسائل الإعلام الإسبانية الصادرة اليوم الجمعة أن رئيس مدينة مليلية خوان خوسي إمبرودا عبر عن اعتقاده أن السلطات المغربية ستقوم بسحب ملصق الجمارك الذي تم نشره في المعبر الحدودي لبني أنصار والذي يتضمن عبارة "السليبة" لوصف ثغر مليلية، وذلك للحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين. وقال رئيس مليلية أن وصف المدينةبالمحتلة هو "هراء" و"استفزاز لإسبانيا ولسكان مليلية"، مؤكدا على علاقات "حسن الجوار والتعاون والصداقة" التي تجمع المغرب وإسبانيا. وقال خوان خوسي إمبرودا أن هذا "الاستفزاز" هو من صنيع "قطاع يمثل أقلية" في المغرب في إشارة إلى رئيس بلدية بني أنصار والعضو في مجلس الشيوخ المغربي يحي يحي الذي قرر إضافة كلمة "المحتلة" إلى كل الوثائق الإدارية التي تشير إلى مدينة مليلية. وقد كانت تصريحات يحيى يحيى الأخيرة واتخاذه قرار إضافة "محتلة" إلى مليلية في الوثائق الإدارية والرسمية التي تمنحها المصالح التابعة لبلدية ني أنصار، خصوصا عقود الازدياد والزواج وغيرها من الوثائق، قد أثارت حفيظة سلطات المدينة وكذا الحكومة الإسبانية التي حركت آلتها الدبلوماسية من أجل حمل المغرب على التراجع عن هذه الإجراءات. بهذا الشكل عمد إمبرودا إلى تجريب قاعدة التفاعل الاجتماعي المغربية "حلاوة اللسان لما تنفع ما ضر خاطر"، بعد التصعيد الذي لجأ إليه الحزب الشعبي ولم يؤد إلى نتيجة. ولابد أن ننوه في هذا المقام بالقدرة الإختزالية التي يمتلكها الحزب الشعبي وسلطات مليلية. مختزلين مشاكل العالم كله في ورقة، وكل الإهتمام والقلق في كلمة، وكأن مليلية وإسبانيا والدنيا خالية من المشاكل إلا وريقة علقت تصف ما يراه المغاربة حقيقة. ويبدو أن سلطات مدينة مليلية لا شغل لها هذه الأيام إلا تتبع حروف كلمة "سليبة" حيث وجدت في محيط المدينة المغربي وإطلاق الصيحات الاحتجاجية في السماء. فقد طالبت سلطات المدينة وزارة الخارجية الإسبانية التدخل لدى الحكومة المغربية لوقف عمدة بني انصار عند حده. ويذكر أن الحكومة المركزية بمدريد تتعرض منذ أيام لضغط متواصل من طرف الحزب الشعبي وسلطات مدينة مليلية للتدخل لدى الحكومة المغربية بقصد حملها على سحب ما وصفه النائب المليلي عن الحزب الشعبي أنطونيو غوتيرث بأنه "مس بالسيادة الإسبانية وخرق لمبدإ حسن الجوار". وردت الحكومة الإسبانية على الحملة الشعبية، حيث أكد مفوضها في مدينة مليلية غرغوري إسكوبارأن إدارته قد أعلمت المصالح القنصلية الإسبانية بالمغرب بعد علمها بحكاية الملصق، وأكد بأن القنصلية الإسبانية بالناظور ستطالب المغرب بنزع الورقة المذكورة "مشيرا إلى أنه يتفهم ويشارك المليليين استياءهم اتجاه هذا التصرف".