اتّهم المليليون عبّاس الفاسي وصلاح الدين مزوار بصفتيهما الوزارية بتشتيت شمل الأسر الموزعة ما بين مليلية والناظور وتكريس الاعتراف بإسبانية الثغر السليب عبر تفعيل الإجراءات الجمركية الخاصة بالتعامل مع الوالجين من أراضي أجنبية، كما طالب المليليون، رفقة جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، وبمؤازرة من اللجنة التنسيقية لفعاليات المُجتمع المدني بشمال المغرب، برحيل المدير الجهوي لجمارك الشمال الشرقي بتهمة النيل من البنية الاجتماعية للبيئة الريفية المُمتدّة إلى مليلية باتخاذ قرارات اقتصادية بقالب سياسي يخدم أهداف الدعاة إلى التفرقة ضدّا على مصالح الوحدة الوطنية. وكان قد احتشد عشرات الأفراد من قوى التدخل السريع والقوات المُساعدة بالمدخل الأوّل من الجانب الشرقي للمعبر الحدودي الرابط بين مدينتي بني انصار ومليلية، وهو المعبر الخاص برجال الأمن المغاربة المُتحقّقين من هوية الراغبين في الولوج، حيث عمل الأمنيون منذ الساعات الأولى لما بعد زوال يوم السبت 24 أكتوبر على تفعيل منع كلّي تجاه توافد المُرشحين للمُشاركة ضمن الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها عدد من الفعاليات المدنية ببني انصار ومليلية ضدّا على إصرار الإدارة الجهوية للجمارك المغربية على إلزام عربات المليليين بالتوفر على البطاقة الدولية الخضراء للولوج إلى النفوذ الترابي إقليمالناظور وفق إجراءات مُتبنية لمساطر الاستيراد المؤقّت للعربات. وتواجد بعين المكان عدد من كوادر الأجهزة الأمنية المُختلفة، إضافة لباشا مدينة بني انصار الذي دخل في حوار مع المنظمين المُمثلين كبار التجار والجمعويين المليليين وجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان واللجنة التنسيقية لفعاليات المُجتمع المدني بشمال المغرب من أجل إبلاغهم بقرار المنع الذي طال مُبادرتهم الاحتجاجية جراء عدم التوفر على ترخيص بهذا الشأن طبقا للقوانين المُحدّدة للتجمّعات، إلاّ أنّ الراغبين في المُشاركة، والذين وصل عددهم إلى زهاء سبعين فردا، حاولوا التشبّث بمُخطّطهم، رافعين عبارات الاحتجاج واللافتات التي عكفت على إعدادها لجنة تقنية مُكلفة بهذه المُهمّة، قبل نقل مُظاهرتهم لباب مقر إدارة الجمارك التي عرفت نفس التعزيز الأمني. الجانب الإسباني من المعبر اكتظّ برجال الصحافة والإعلام العاملين بالثغر المُحتلّ، حيث حجّ صحفيون مُنتمون لمنابر إعلامية تلفزية وإذاعية وورقية وإلكترونية من أجل تغطية وقائع الاحتجاج الذي تمّ الإعلان عنه من لدن منظميه قبل أيام من موعده، في حضر عدد من المليليين قُدّروا بالعشرات، يتزعمهم الجمعوي عبد الرحمان بن يحيى، حيث عمد المحتجون القادمون من الثغر المُحتلّ على رفع شعارات وطنية مُعبّرة عن التشبّت بالرموز الوطنية والمؤسسة الملكية بوصفها جامعة للمغاربة أينما كانوا. وفي كلمة باسم اللجنة التنسيقية لفعاليات المُجتمع المدني بشمال المغرب، عبّر عبد المنعم شوقي عن الإدانة اللاصقة بقرارات المُدير الجهوي للجمارك منذ أولى أيامه بالمنطقة، والتي تعود لأشهر معدودات ماضية، مؤكّدا أن تدبيره لملفات العبور عبر المعبر الحدودي لبني انصار تفتقد للحكمة واحترام حقوق المواطنة البسيطة قبل أن تمس بالانتماء الوطني الذي ما فتئ المناضلون الوطنيون يؤسّسون له ويُحافظون على تواجده ويرعون نماءه بمختلف الأساليب خدمة للمصالح العليا للوطن، داعين بالتالي إلى إقالة المُدير المذكور مع العناية بمغاربة مليلية المشكلين للنسبة الغالبة من ساكنة الثغر.