تعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية منطقة كطالونيا، شرق إسبانيا، حيث يقطن أزيد من 300 ألف مهاجر مغربي و 60 ألف باكستاني، "أكبر مركز جهادي في منطقة المتوسط"، وقامت منذ سنة 2007 بإنشاء وكالة للتجسس متعددة الاختصاصات بهذه المنطقة، حسب ما جاءت به وثيقة سرية للخارجية الأمريكية، تنشرها اليوم السبت جريدة إلباييس. وتبرز هذه الوثيقة، والتي تنقلها إلباييس عن موقع ويكيليكس، القلق الشديد التي ينتاب الاستخبارات الأمريكية من جراء الأنشطة التي تقوم بها عدة جماعات إسلامية في مناطق طراغونة، أوسبيطاليط، بدالونة وريوس، وهي مناطق تقطنها غالبية من المهاجرين المغاربة والباكستانيين. وفي محاولة منها لرصد أنشطة هذه الجماعات واستباق أي عملية من شأنها زعزعة أمن المنطقة، قررت الاستخبارات الأمريكية في شهر أكتوبر 2007 إنشاء وكالة للتجسس متعددة الاختصاصات وكان مقرها السري بالقنصلية الأمريكية ببرشلونة. وتؤكد إحدى الوثائق السرية للخارجية الأمريكية أن "التهديد الجهادي في كاطالونيا هو واضح والولاياتالمتحدة بحاجة لمعرفة من وما يتسرب بر المنطقة من الجزائر وتونس والرباط وجنوب فرنسا. والقنصلية في برشلونة ستكون مكانا مثاليا للوكالة لأن لديها المساحة الكافية وموقع جيد والاتصالات مؤمنة ". وجاءت هذه المبادرة للاستخبارات المركزية الأمريكية بناء على اقتراح لإدواردو أغيري السفير السابق لواشنطن بإسبانيا، حيث قام هوغو لورنز، الرجل الثاني بالسفارة بتصنيف تقرير أغيري المؤرخ في 2 أكتوبر 2007 في خانة السرية واقترح تحويل القنصلية ببرشلونة لوكالة لتنسيق مكافحة الجريمة والإرهاب والاستعلامات والتجسس لمكافحة التهديد المتزايد للأنشطة الجهادية الإجرامية في المنطقة "بالتعاون مع مضيفينا الاسبان". وتقول الوثيقة إن "السلطات الاسبانية والأمريكية تعتبر كطالونيا أكبر مركز لنشاط الجماعات الإسلامية الراديكالية في منطقة البحر الأبيض المتوسط " وتفسر ذلك ب"الهجرة الكبيرة، سواء منها الشرعية أوغير الشرعية، من شمال أفريقيا (المغرب وتونس والجزائر) وكذلك باكستان وبنغلاديش الشيء الذي يجعل من هذه المنطقة نقطة جذب للإرهابيين". ونقلت وثيقة أخرى بتاريخ مارس 2009 تصريحات للقاضي الإسباني خابيير غوميث بيرموديث، وهو القاضي الذي حاكم المجموعة المتورطة في تفجيرات 11 مارس، قال فيها إن التهديد أصبح أكبر بسبب تسلل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للمنطقة. وذكر بيرموديث أيضا أن هناك احتمالية "لوقوع هجوم في أي يوم"، رغم إشارته لصعوبة ذلك بسبب تشديد الإجراءات الأمنية. وأضاف القاضي أن "قوات الأمن تعتقل العديد من الجهاديين المشتبه بهم بدون أدلة" لذلك يتم الإفراج عن الكثير منهم لاحقا. وتقدر الشرطة الإسبانية عدد المهاجرين الباكستانيين الذين يعيشون في برشلونة والمناطق المحيطة بها ب 60 ألف شخص، معظمهم من الذكور العزب، وعدد كبير منهم لا يتوفرون على وثائق الإقامة شأنهم شأن آلاف المهاجرين من شمال إفريقيا. وهم يعيشون على هامش المجتمع الإسباني، لا يتكلمون اللغة المحلية، وغالبا ما يكونون عاطلين عن العمل، ويتوفرون على أماكن قليلة لممارسة شعائرهم الدينية بكرامة، الشيء الذي "يشكل أرضية خصبة لتجنيد الإرهابيين".