أعلنت العصبة الإسبانية لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، أن عائلة الصحراوي بابي حمادي كركار بوجمعة، والذي يحمل الجنسية الإسبانية، سترفع دعوى قضائية ضد وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي ووالي العيون محمد جلموس أمام القضاء الإسباني، إثر وفاة ابنها في أحداث العيون الدامية ليوم 8 نوفمبر. وقررت العصبة الإسبانية لحقوق الإنسان مؤازرة عائلة المواطن المغربي الذي دهسته سيارة، في ظروف لم يتم الكشف عنها بعد، حتى تتمكن من رفع الدعوى القضائية ضد وزير الداخلية المغربي أمام المحكمة الوطنية، وهي أعلى هيئة قضائية جنائية إسبانية. وسيتقدم بالدعوى القضائية، وهي الثانية في ظرف أسبوع ضد وزير الداخلية المغربي تقف ورائها الجمعية الإسبانية المذكورة، أخ الضحية المدعو حماد مولود علي، وذلك دون انتظار نتائج التحقيق الذي فتحه القضاء المغربي للكشف عن ظروف وفاة المواطن المغربي. وتطالب العصبة الإسبانية لحقوق الإنسان ب"إلقاء القبض فورا" على وزير الداخلية المغربي وعلى والي جهة العيون "كإجراء احترازي" في أفق انعقاد جلسة محاكمة المسؤولين المغاربة، حسب رأيها. ويأتي الإعلان عن هذه الدعوى أسبوعا فقط بعد إعلان نفس العصبة رفع دعوى قضائية ضد مسؤولين كبار في الدولة المغربية، من بينهم وزير الداخلية الطيب الشرقاوي متهمة إياهم بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية في الصحراء وبمقتل مواطن يحمل الجنسية الإسبانية". وقد أكدت العصبة، المعروفة بمواقفها الانتهازية في قضية حقوق الإنسان بالصحراء، أنها ستقدم الدعوى رسميا أمام المحكمة الوطنية بمدريد ضد كل من وزير الداخلية المغربي، و"وزير الدفاع"، مع العلم أن الحكومة المغربية لا تتوفر على حقيبة للدفاع، ووزير الشؤون الخارجية ووالي العيون. وستتقدم العصبة بهذه الدعوى وفقا ل" مبدأ الاختصاص القضائي العالمي" أو ما يعرف ب "الولاية الكونية" والذي يسمح للمحاكم الإسبانية بالشروع في التحقيق في الجرائم الجماعية التي ترتكب في الخارج ، في ظل ظروف معينة. ووفقا لمصادر قضائية إسبانية، فمن المحتل جدا أن يقبل المدعي العام بقبول الدعوى ويتخذ قرارا بشأن فتح تحقيق في الموضوع نظرا لأن الأمر يتعلق بضحية تحمل الجنسية الإسبانية. وكانت جريدة إيلموندو الإسبانية قد أورت في وقت سابق، استنادا إلى رواية أخ الضحية، أن قوات الأمن المغربية قامت بتوقيف الحافلة التي كان على متنها بابي حمادي كركار بوجمعة والتابعة لشركة فوسبوكراع، حيث كان يعمل الهالك كمهندس كهربائي، وأخرجته منها قبل أن تدوسه عمدا سيارة تابعة للشرطة المغربية. ودائما حسب رواية أخ الهالك، فقد قامت سيارة تابعة للشرطة المغربية بالمرور عدة مرات على جسم بابي حمادي بوجمعة عندما كان ملقا على الأرض مما أطال في عذابه قبل أن يفارق الحياة.