في إطار أنشطتها التعريفية بالاتجاهات الفكرية ورجالاتها في المغرب العربي، تحتفي مؤسسة البيت العربي بالعاصمة الإسبانية مدريد بالمفكر المصري الراحل نصر أبو زيد يوم 15 من الشهر الجاري، بحضور عدد كبير من المثقفين، بينهم زوجته أستاذة الأدب الإسباني ابتهال يونس. ومن المقرر أن تشارك في هذه الأمسية خيما مارتين، مديرة مؤسسة البيت العربي، وابتهال يونس، أرملة أبو زيد، وأستاذة الأدب الإسباني بالجامعة الأمريكية في القاهرة. كما يحظى الحفل بمشاركة كل من الهام مانيا، أستاذة العلوم السياسية بجامعة زيورخ، وعلي مبروك، أستاذ الفلسفة والدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة، وأندريس مارتينيز لوركا، أستاذ الفلسفة بالجامعة الوطنية للتعليم عن بعد بإسبانيا. يشار إلى أن أبو زيد كان قد توفي بإحدى مستشفيات محافظة السادس من أكتوبر المصرية في الخامس من يوليو الماضي بعد أن كان قد دخل في غيبوبة استمرت عدة أيام إثر إصابته بفيروس غريب فشل الأطباء في تحديد طريقة علاجه، وذلك عن عمر يناهز 67 عاما. وعرف أبو زيد، الذي عاد إلى القاهرة قبل أسبوعين من وفاته بعد 15 عاما قضاها خارج البلاد، بإثارة جدل كبير في الأوساط الثقافية والفكرية بسبب آرائه وأفكاره، وأدت نظرياته حول تاريخية النص القرآني إلى صدور فتاوى من بعض رجال الدين في مصر باعتباره مرتدا، ومطالبتهم بالتفريق بينه وبين زوجته، وهو ما حكمت به لاحقا محكمة مصرية. واضطر المفكر المصري بعد صدور ذلك الحكم إلى الهجرة مع زوجته إلى هولندا عام 1995 ، حيث قام بالتدريس في جامعة اوتريتش في تخصص الإسلام والعلوم الإنسانية. وحصل على جائزة عبد العزيز الأهواني للعلوم الإنسانية من جامعة القاهرة 1982، ووسام الاستحقاق الثقافي من رئيس جمهورية تونس 1993 ، وجائزة اتحاد الكتاب الأردني لحقوق الإنسان 1996 ، وميدالية "حرية العبادة" من مؤسسة إليانور وتيودور روزفلت 2002 .