رحل عن عالمنا، صباح أمس الاثنين، المفكر المصري المثير للجدل نصر حامد أبو زيد، حيث وافته المنية في التاسعة صباحا بمستشفى زايد التخصصي بمصر عن 67 عاما. وقد أعلنت وفاة أبو زيد زوجته ورفيقة دربه السيدة ابتهال سالم. وكان الدكتور نصر أبو زيد قد عاد إلى مصر منذ أسبوعين بعد إصابته بفيروس مجهول خلال زيارة له لأندونيسيا عجز الأطباء على تحديد طريقة علاجه، وقد دخل الراحل في غيبوبة استمرت عدة أيام حتى وافته المنية. وقد أثار أبو زيد جدلا واسعا بكتاباته في الفكر الإسلامي والديني ومعارضته سلطة النص المطلقة، مما أدى إلى صدور قرار من محكمة الأحوال الشخصية بتطليقه من زوجته، كرد على كتابه «نقد الخطاب الديني» الذي تقدم به لجامعة القاهرة للحصول علي درجة علمية، الأمر الذي اضطره لطلب اللجوء خارج مصر مع زوجته أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة، حيث استقر في هولندا أستاذاً للنقد الأدبي. وقبل عدة أشهر، منعت السلطات الكويتية نصر حامد أبو زيد من دخول أراضيها بعد أن كان مدعواً لإلقاء محاضرتين عن نقد الخطاب الديني والمرأة، الأمر الذي دفعه إلي عقد مؤتمر صحفي بمقر نقابة الصحفيين شرح فيه ما حدث، وانتقد فيه قمع الأنظمة العربية لحرية التفكير والحق في الاختلاف. ومن أبرز أعمال نصر حامد أبو زيد «الاتجاه العقلي في التفسير» و»فلسفة التأويل» و»نقد الخطاب الديني» و»هكذا تكلم ابن عربي» و»الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية». ومن أهم الدراسات التي أثارت الجدل «الاتجاه العقلي في التفسير دراسة في قضية المجاز في القران عند المعتزلة»، و»فلسفة التأويل دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي» و»أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة مدخل إلى السميوطيقا» و»مفهوم النص دراسة في علوم القران». وازداد نصر حامد أبو زيد في قحافة إحدى قرى طنطا يوم10 يوليوز 1943، وأنهى دراسته في قسم اللاسلكي عام 1960، وعمل بضعة سنوات حتى استطاع أن يوفر لنفسه فرصة الدراسة الجامعية. وحصل نصر حامد أبو زيد على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1972 بتقدير ممتاز، ثم ماجستير من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية في 1976 بتقدير ممتاز أيضا. كما حصل على دكتوراه من القسم نفسه والكلية ذاتها في الدراسات الإسلامية في 1979.