لم يكن المفكر و الكاتب و الأكاديمي (نصر حامد أبو زيد) الذي فقدته مصر يو م الاثنين الماضي بالقاهرة ،يتوقع أن يصل الجدل الكبير المستعر بشأن كتاباته في الفكر الإسلامي والديني ومعارضته سلطة النص المطلقة ، الى المدى الذي يؤدي لصدور حكم من محكمة الأحوال الشخصية بتطليق زوجته منه لأنه اعتبر مرتدا عن الإسلام .وقد اضطر أبو زيد ومعه زوجته ابتهال يونس، وهي أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، إلى اللجوء لهولندا إثر هذا الحكم. وجاءت وفاة الكاتب البالغ (67 عاما) في مستشفى بمدينة 6 أكتوبر غربي القاهرة بعد صراع مع مرض غامض أفقده الذاكرة في الآونة الأخيرة. وقالت زوجته إنه توفي إثر إصابته بفيروس مجهول خلال زيارة له لإندونيسيا قبل بضعة أسابيع. وتفجرت القضية عندما قدم أبو زيد أبحاثه للحصول على درجة أستاذ ولكن أعضاء بلجنة علمية شكلتها جامعة القاهرة اتهموه بالكفر بناء على ما جاء به من أبحاث قدمها للترقية والكتب المقدمة للحصول على الدرجة. ورفعت دعوى تفريق بينه وبين زوجته، وصدر ضده الحكم فاضطر لترك البلاد إلى هولندا منذ 1995 . وللأكاديمي الراحل عدة كتب منها «الاتجاه العقلي في التفسير.. دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة»، و»دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي» وهما رسالتاه للماجستير والدكتوراه. وله أيضا كتب «مفهوم النص.. دراسة في علوم القرآن» و»الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية» و»نقد الخطاب الديني» و»دوائر الخوف.. قراءة في خطاب المرأة» و»التفكير في زمن التكفير». ونال أبو زيد عدة أوسمة وجوائز في العالم العربي وخارجه وآخرها جائزة «ابن رشد للفكر الحر» في برلين والتي تحمل اسم الفيلسوف العربي الشهير . ولد نصر حامد أبو زيد في قرية قحافة القريبة من مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يوليو 1943، وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960 . والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج من قسم اللغة العربية عام 1972، ونال من كلية الآداب نفسها درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1979 ثم عمل أستاذا زائرا بجامعة أوساكا باليابان بين عامي 1985 و1989، وعمل أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن في هولندا منذ عام 1995 .