طالب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء كريستوفر روس من المغرب والبوليساريو الاستفادة من أجواء الربيع العربي للبدء في مفاوضات جدية تساهم في الاقتراب من الحل النهائي لنزاع الصحراء المغربية، واعتبر غياب أزمة حادة في الصحراء من ضمن عوامل نسيان المنتظم الدولي لهذا الملف. وجاءت هذ التصريحات في بيان وزعته الأممالمتحدة منذ يومين ومع اقتراب جولة جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو في مانهاست في الولاياتالمتحدة تحت إشراف هذه المنظمة العالمية ستكون الجولة الثامنة بعد فشل الجولات السبع الماضية. ويقول كريستوفر روس "التطورات التي تعيشها المنطقة مثل الربيع العربي يمكنها أن تدفع الطرفين الى بدء مسلسل من المفاوضات، إذ لم يعد مقبولا الوضع الحالي الجامد نهائيا". ويؤكد كريستوفر روس أن الانتخابات التي تجري في المنطقة واحتجاجات الشباب من أجل حياة أفضل يمكن أن تلقي بظلالها على المفاوضات نحو تحريكها وتحقيق تقدم. ولم يتردد كريستوفر روس في تحميل المغرب وجبهة البوليساريو مسؤولية حالة الشلل التي تمر منها المفاوضات بين الطرفين بسبب الموقف المتعنت لكل منهما، فالمغرب يصر على مقترح الحكم الذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية كحل وحيد وأوحد للنزاع في حين يصر البوليساريو على استفتاء تقرير المصير كحل أنسب للنزاع. ويرى المبعوث الخاص بأن الربيع العربي قد يدفع المغرب والبوليساريو الى الأخذ بعين الاعتبار هذه التطورات وإبداء التزام أكثر نحو القوى الاقليمية والدولية لوضع حد لهذا النزاع، مبرزا من جهة استمرار الأممالمتحدة في مساعيها لحل هذا النزاع الذي استغرق عقودا من الزمن ومن جهة أخرى رفض استمرار الصحراويين في العيش في وضع مأساوي في مخيمات تندوف. وعاد ليحمل المغرب والبوليساريو وكذلك المنتديات الدولية المآسي التي يمر منها الصحراويون في المخيمات، مؤكدا أنه من نتاج عدم وجود حل سياسي للنزاع ارتفاع معاناة عشرات الآلاف من الصحراويين في المخيمات. وأبدى المبعوث الأممي رأيه في استمرار النزاع وعدم مبالاة المنتظم الدولي به، حيث نسب ذلك الى استمرار قضايا أخرى في الأجندة الدولية ومن ضمنها أجندة الأممالمتحدة التي تولي اهتماما بقضايا طارئة وخطيرة، وكذلك بسبب عدم وجود أزمة سياسية في الصحراء المغربية تدفع المنتظم الدولي يكرس مجهودات كبيرة لحلها. وسيجتمع المغرب والبوليساريو في مانهاست في فبراير المقبل في إطار الجولة الثامنة من المفاوضات، وتشير جميع المعطيات الى فشلها مسبقا مثلها مثل الجولات السبع الماضية بسبب إصرار كل طرف على موقفه، أي الحكم الذاتي من طرف المغرب وإجراء الاستفتاء من طرف البوليساريو.