يقول "المحللون" أنه لما تكون الأمور على غير ما يرام، تكثر الزيارات والتأكيدات والتحركات، وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس اليوم أن مدريد لن تألو جهدا من أجل دعم ومساعدة أفغانستان، سوا على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي من أجل إعادة إعمار وتعزيز استقرار البلد الأسيوي، بالرغم من هشاشة الوضع الأمني الحالي. وخلال لقائه بالرئيس الأفغاني حامد كرزاي، مساء اليوم في كابول، نقل موراتينوس، إليه مضمون هذه الرسالة، حيث أكد على مواصلة دعم إسبانيالأفغانستان في مواجهة تهديدات المتمردين، وكان الدبلوماسي الإسباني قد وصل إلى أفغانستان في وقت سابق اليوم وقام بتفقد قوات بلاده كما عاين مشروعات التعاون التي تنفذها إسبانيا في البلد الآسيوي. كما أعرب موراتينوس أيضا للرئيس كرزاي عن التزام إسبانيا بإحلال الاستقرار وإعادة الإعمار في البلد الآسيوي عبر معركته مع حركة طالبان وإرهابيي تنظيم القاعدة، فيما أكد التزام إسبانيا التام بدعم قوات الناتو بقيادة الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس الذي سيلتقي به موراتينوس خلال عشاء عمل، في ختام فعاليات زيارته. ومن المقرر أن ينقل موراتينوس نفس الالتزام الإسباني لبترايوس الذي التقى بوزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون خلال الزيارة التي قامت بها إلى إسبانيا في 13 من الشهر الجاري. وجاء لقاء موراتينوس وكرزاي عقب ساعات قليلة من وقوع هجوم انتحاري على قافلة أجنبية، راح ضحيته ثلاثة مدنيين بالقرب من مطار العاصمة كابول. وفي بادرة لتقديره وامتنانه للزيارة التي يقوم بها موراتينوس لبلاده، دعا دلبان جان أرمان، حاكم ولاية بادغيس، الوزير الإسباني للمشاركة في إحدى الاجتماعات القبلية بالولاية والتي تعرف ب(الغيرغا)، والتي تقتصر على شيوخ وحكماء القبائل فقط. وحضر الاجتماع 200 شخص، من بينهم سيدات ارتدين الشادور (النقاب التقليدي الأفغاني)، وتكريما للوزير الإسباني، خلع عليه حاكم الولاية عباءة السلطة الخضراء الموشاة بخيوط الذهب والعمامة التقليدية، ذات الخطوط السوداء والفضية، كما لو كان واحدا من شيوخ أو وجهاء القبائل الأفغانية.