كما كان متوقعا، ما تزال الخلافات بين البلدان المكونة للاتحاد من أجل المتوسط حول حضور إسرائيل تعرقل إجراء القمة. فقد أكد وزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس اليوم أن قمة الاتحاد من أجل المتوسط، التي كان مقررا انعقادها الشهر المقبل، تأجلت إلى الثلث الأخير من نوفمبر القادم تزامنا مع الذكرى ال15 لانطلاق عملية برشلونة، والتي تعتبر هذه المبادرة امتدادا لها. وفي مؤتمر صحفي مشترك، بحضور وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ونظيره الفرنسي برنار كوشنير، في القاهرة اليوم، أكد موراتينوس أن هذا القرار يأتي نتيجة مشاورات استمرت على مدار أسبوعين بين الأطراف الثلاثة لضمان أفضل مشاركة وظروف تحقق النجاح للقمة الثانية لمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط من جانبه، أكد أبو الغيط أن هناك اتفاق كامل على قرار التأجيل بين القيادة الجنوبية للاتحاد وتمثلها مصر، والقيادة الشمالية وتمثلها فرنسا، والرئاسة الأوروبية وتمثلها إسبانيا؛ والتي ستتسلم القيادة من فرنسا بعد ذلك. هذا وفي سياق تلميح للوضع المعقد الذي تشهده منطقة المتوسط من جراء الاستعداء المتواصل للحكومة الإسرائيلية لدول الجوار، أبرز موراتينوس أنه منذ انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط، بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، طرأت على المنطقة متغيرات كثيرة، كان أبرزها عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على غزة، ما أدى إلى إدارة دفة الأمور في اتجاه غير ما كنا نرجوه، وفي اجتماع مارسيليا حاولنا التوصل لصيغة توافقية ترضي جميع الأطراف ال43، في صياغة دبلوماسية لأجواء التوتر التي أشاعها ليبرمان يمينا ويسارا. وفي المحصلة، لم يجد وزير الخارجية الإسباني بدا من الاعتراف بأن "الشرق الأوسط يمر بظروف حساسة، ومن ثم رأينا بعد التشاور أن نواصل العمل من أجل تهيئة الأجواء وخلق ظروف سياسية أفضل لضمان نجاح القمة".