يبدو أن أزمة التأشيرات بين ليبيا وسويسرا، والتي أصاب شواظها باقي البلدان الأوروبية، غير قريبة من الحل. فلم تنجح المساعي الإسبانية، بما في ذلك زيارة لوزير الخارجية الإسباني إلى ليبيا قبل أيام، ورسالة من ملك إسبانيا إلى الزعيم الليبي معمر القذافي، في تليين المواقف. ولذلك تعتزم الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي في دورته الحالية محاولة بذل جهود دبلوماسية جديدة لحل أزمة التأشيرات القائمة بين ليبيا وسويسرا، والتي تحول دون حصول مواطني منطقة شينجن على التصريح بالسفر إلى البلد العربي. وأكد وزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس اليوم أن الدول السبعة وعشرين تبحث الملف، وستشرع غدا في إجراءات دبلوماسية جديدة ومنسقة لمحاولة حل المشكلة. وأفاد موراتينوس وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في الاتحاد بتفاصيل رحلته الأخيرة لطرابلس للاجتماع مع السلطات الليبية، وفقا لما ذكره لدى وصوله إلى اجتماع وزراء الخارجية بالاتحاد الأوروبي. وجدير بالذكر أن طرابلس قد قررت في فبراير الماضي تعليق منح تأشيرات السفر قصيرة المدة (ما يقل عن 90 يوما) لمواطني دول منطقة شنجن، التي تضم أغلبية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، فضلا عن النرويج وأيسلندا وسويسرا، وكذلك عدم السماح بدخول ليبيا للأشخاص الذين حصلوا عليها قبل صدور القرار. وجاء القرار الليبي فيما يبدو ردا على قيام سويسرا بإعداد قائمة سوداء تضم أسماء نحو مائة من المواطنين الليبيين غير المرغوب في زيارتهم للبلد الأوروبي، على رأسهم الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد عائلته، وكذلك عدد من العسكريين والمسئولين المدنيين الليبيين. هذا وقد راجت أنباء عن احتمال تقديم سويسرا اعتذارا رسميا يتم الاتفاق على صيغته لنزع فتيل الأزمة.