من يربي المواشي أو الدجاج ينتج كمية أقل من النفايات العضوية لأنه يقدم إليها بقايا الخضروات والفواكه بدلا من إلقائها في سلة القمامة. ولأن الدجاجة الواحدة تأكل 150 كلغم سنويا قررت بلدة بلجيكية توزيع الدجاج على المواطنين. قبل أن تتوسع خدمات جمع القمامة لتصل إلى كل بيت، وفي زمن ما قبل الأكياس البلاستيكية والمعلبات، كانت شوارع القرى الألمانية لا تقل نظافة عما هي عليه اليوم. آنذاك كان “خنزير القرية” يتولى هذه المهمة، فقد كان الناس يلقون إليه بالنفايات العضوية، أي بقايا الخضروات والفواكه والخبز اليابس وحتى الطبيخ. أما الهند- حيث لا يُسمح بذبح أو أكل لحوم الأبقار المقدسة – فتعاني من مشكلة الرائحة العفنة لجثث الأبقار بعد موت حوالي 97 بالمائة من النسور الهندية (نسر البنغال) بسبب انتشار وباء قاتل بين صفوفها. وكانت النسور الهندية تتولى مهمة التخلص من هذه الجثث الكثيرة، إذ يوجد في الهند 226 مليون بقرة. الدجاج يقلص حجم النفايات العضوية وفي بلجيكيا، اهتدت دائرة الحفاظ على البيئة في بلدة موكرون الواقعة على الحدود مع فرنسا، إلى استخدام الدجاج لمساعدتها في التخلص، أو على الأقل، في تقليص كمية النفايات العضوية. فالنفايات ليست مضرة بالبيئة فقط وإنما مكلفة جدا أيضا، لأنها تحتاج إلى جمعها من البيوت ونقلها إلى مكبات النفايات. في ساحة السوق أمام مبنى البلدية التاريخي يقف كريستوف دونيف على منصة مرتفعة، ويعلو صوته المنبعث من مكبرات الصوت فوق أصوات الباعة والمشترين. كريستوف لا يريد بيع أو شراء شيء ما، وإنما يريد توزيع صناديق من الكرتون على السكان يوجد في كل صندوق دجاجتان هدية من البلدية. فالدجاجة الواحدة تأكل سنويا 150 كيلوغراما من النفايات العضوية وتضع فوق ذلك البيض البلدي. وتوزع بلدية موكرون سنويا مائة دجاجة على السكان وتشترط عليهم الاشتراك في جلسة توعية يتعلمون خلالها كيفية تربية الدجاج. ويقول كريستوف دونيف إن حملات التوعية هذه ضرورية “بسبب التجارب السلبية التي رصدناها في السنة الأولى حين تبين لنا أن بعض المواطنين أبقوا على الدجاج في الكراتين لأسبوعين أو أكثر”. بيض بلدي يوميا كريستين وزوجها شارل متقاعدان وقد حصلا من البلدية على دجاجتين أخريين ليصبح مجموع ما لديهم الآن ثماني دجاجات. ولا تخفي كريستين إعجابها بالدجاج وهي سعيدة مع زوجها شارل بالبيض البلدي الذي تضعه الدجاجات “نحصل من دجاجاتنا الست على أربع وأحيانا على خمس بيضات يوميا”. والأهم من ذلك هو أن الدجاج يلبي الغرض الذي تسعى البلدية إلى تحقيقه، ألا وهو تقليص حجم النفايات في المدينة التي يوجد فيها 27 ألف أسرة، وهذا ما يؤكد عليه شارل الذي لاحظ أن “كمية النفايات تراجعت كثيرا لأن الدجاج يأكل كل ما نقدمه له، فحين يتبقى بعض الطعام أو الخضروات نطعمها للدجاج بدلا من إلقائها في سلة القمامة”. ولا تسعى بلدية موكرون إلى إهداء دجاجة لكل بيت من بيوت القرية، وإنما تريد إقناع المواطنين بوجود بدائل رفيقة بالبيئة لمعالجة مشكلة النفايات. وإذا اقتنعوا بالفكرة يمكنهم شراء الدجاج من السوق حيث لا يتعدى سعر الفرخة الواحدة 7 يورو. الكاتب: سوزانه هين/عبدالرحمن عثمان