بعد مرور أقل من أسبوعين عن تفكيك "خلية فاس" الإرهابية، والتي زرعت الرعب والخوف بين سكان العاصمة العلمية، تمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صبيحة أمس الأربعاء، من وضع يدها على خلية جديدة تتكون من 4 شبان اتهمهم بلاغ وزارة الداخلية بولائهم للتنظيم المتطرف "داعش"، والتخطيط لتنفيذ اعتداءات بالعاصمة العلمية، من شأنها المس بسلامة الأشخاص والممتلكات، بحسب بلاغ الداخلية. هذا، وعاشت مدينة فاس، منذ الساعات الأولى من يوم أمس الأربعاء، حالة استنفار أمني، نفذته عناصر "البسيج"، والتي فرضت منذ الفجر، حراسة أمنية مشددة على المنازل التي يقيم بها المشتبه بهم الأربعة، بأحياء تابعة للحي الشعبي "سيدي بوجيدة" القريب من أسوار المدينة القديمة، وذلك قبل أن تشرع 4 فرق تابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، مع حلول الساعة السادسة من يوم أمس الأربعاء، في اقتحام منازل المشتبه بهم الأربعة وتوقيفهم. وبحسب المعلومات التي توصلت إليها "اليوم24" من مصادرها الخاصة، فإن عناصر هذه الخلية والذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، أغلبهم سلفيون لم يسبق لهم أن اعتقلوا في ملفات الإرهاب، حيث كشفت نفس مصادر الجريدة، بأن العقل المدبر لهذه الخلية الجديدةبفاس، والذي تم توقيفه "بجنان الإدريسي" التابع لمقاطعة "جنان الورد" بفاس، كان موضوع مذكرة بحث وطنية لدى "FBI" المغرب، إلا أنه اختفى عن الأنظار قبل أن تتوصل الأجهزة الأمنية بمعلومة من ذهب، تفيد عودته إلى فاس، حيث باغتته عناصر "البسيج" بمنزله، وهو بين أحضان زوجته المنقبة. أما بقية عناصر الخلية، فقد أفادت مصادر الجريدة، بأن مساعد العقل المدبر للخلية الجديدةبفاس، جرى توقيفه بمنزله غير بعيد عن مقر إقامة زعيم الخلية، بعد أن اقتحمت أجهزة الخيام منزله ب"جنان ضراضر"، وهو بائع جائل يبيع الأعاصير على متن عربة، فيما جرى اعتقال العنصر الثالث بالخلية "بجنان العلمي"، والرابع "بدرب التويزي"، وهو بائع جائل في عقده الثاني يبيع البيض على متن عربة. هذا، واستبعدت التحريات والأبحاث الأولية للمحققين، وجود علاقة بين الخلية الجديدة التي فككها "البسيج" صبيحة أمس الأربعاء، و"خلية فاس"، والتي يتزعمها ابن مدينة خريبكة، حيث كشف بلاغ وزارة الداخلية بأن هذه الخلية، والتي وصفها البلاغ "بالخطيرة"، وصلت إليها الأجهزة الأمنية بالتنسيق بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك بعد أن أظهرت تحريات الأجهزة الأمنية، بناء على تتبعها لعناصر الخلية، عن تشبع المشتبه فيهم الأربعة بالفكر "الداعشي"، وذلك تحت تأثير الإصدارات الدعائية لهذا التنظيم الإرهابي، بناء على ما أكدته المخطوطات التي حجزتها عناصر "البسيج" بمنزل الموقوفين، والتي تحرض على "الجهاد"، وتشيد وتمجد إيديولوجية التنظيم المتطرف "داعش"، يورد بلاغ وزارة الداخلية. وشدد نفس البلاغ، على أن عناصر الخلية الجديدةبفاس، ينشط أعضاؤها بمدينة فاس، وكانت تخطط لتنفيذ عمليات إجرامية بالعاصمة العلمية، تستهدف سلامة الأشخاص وممتلكاتهم، حيث ربطها بلاغ الداخلية، بالأسلحة البيضاء التي حجزتها فرق "البسيج" بمنازل المشتبه بهم الأربعة، وهي عبارة عن سواطير وسكاكين مختلفة الأحجام، إضافة إلى أجهزة إلكترونية وبذلة عسكرية، عثر عليها المحققون بمنزل العقل المدبر للخلية.