بعد التحديد الجغرافي للامتداد الأخطبوطي لمخططها المرعب، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، من وضع يده على خريطة المواقع المستهدفة بعمليات إرهابية من قبل أفراد "خلية فاس"، التي سعت إلى توفير كميات مهمة من مواد كميائية تدخل في صناعة المتفجرات، والتي حجز جزء مهم منها في العاصمة العلمية. وكشفت هذه الخريطة، وفق ما أكده مصدر مطلع، أن الخلية الموالية للتنظيم الدموي ل"داعش" أعدت، بتعليمات من قادة فرع ما يسمى ب "الدولة الإسلامية" في ليبيا، لضرب مراكز للدرك، ومؤسسات حيوية حساسة، ومقر قناة تلفزيونية، إلى جانب اختطاف واغتيال شخصيات سامية. وتزامن ظهور هذه المعطيات الخطيرة مع إعلان مكتب "البسيج" عن تفكيك خلية أخرى في فاس، وصفها بلاغ وزارة الداخلية ب"الخطيرة"، بعد إيقاف أربعة من عناصرها الموالين ل"داعش"، الأربعاء. وذكر المصدر نفسه أن التحريات الأولية أظهرت أن المشتبه بهم تشبعوا بالفكر "الداعشي" تحت تأثير الإصدارات الدعائية لهذا التنظيم الإرهابي، وكانوا يخططون لتنفيذ اعتداءات بهذه المدينة من شأنها المس بسلامة الأشخاص والممتلكات. وأسفرت عملية التفتيش، حسب المصدر نفسه، عن حجز سواطير وسكاكين مختلفة الأحجام، وبذلة عسكرية ومخطوطات تحرض على "الجهاد" وتمجد إيديولوجية "داعش"، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية. وأشار البلاغ نفسه إلى أن هذه العملية تندرج في إطار الجهود الرامية للتصدي للتهديدات الإرهابية ذات الصلة بما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأن المشتبه بهم سيقدمون أمام العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجرى معهم تحت إشراف النيابة العامة. وكان رجال المكتب المركزي للأبحاث القضائية انتقلوا، قبل هذه العملية، إلى الدارالبيضاء، ومكناس، وسيدي بنور، حيث أوقفوا 6 مشتبه بانتمائهم إلى الشبكة المفككة يوم 14 أكتوبر الجاري. وسقط المتهمون الجدد في قبضة "البسيج" بعد تدخلات نفذت، حسب ما أكده بلاغ لوزارة الداخلية، أيام 17 و21 و23 أكتوبر الجاري، ليباشر التحقيق معهم الذي ينتظر أن يكشف عن معطيات جديدة تضاف إلى الأدلة العلمية، التي وفرتها الخبرة المنجزة على السوائل والمساحيق الكيميائية المحجوزة بأحد "البيوت الآمنة" في العاصمة العلمية، وبالمسكن العائلي لزعيم الخلية بمدينة خريبكة. وكانت هذه الخبرة أثبتت أن المواد، التي حجزت عقب الإعلان عن تفكيك الخلية المذكورة، تدخل في صناعة المتفجرات. وأشارت إلى أن بعض هذه المواد الكيميائية تستعمل من أجل تسريع عملية الانفجار والرفع من شدته، وأن قارورات إطفاء الحرائق المحجوزة يجري إعدادها كأوعية لتعبئتها بالمواد المتفجرة مع إضافة كميات من المسامير والقطع الحديدية الصغيرة الحجم بهدف إحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وقارورات غاز البوتان يمكن استعمالها كعبوات حارقة لمضاعفة قوة الانفجار أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية.